“ميدل إيست آي” تحلل أسباب تأخر الحسم الثوري ضد الانقلاب العسكري
رأى موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إن تواطؤ مساحات واسعة من المعسكر الثوري في الثورة المضادة؛ ضمان لتدمير أي عملية هشة للإطاحة بالنظام، أو إسترداد ثورة 25 يناير.
وفي تحليل للكاتب عبد الله العريان، أستاذ مساعد في التاريخ في جامعة جورج تاون، نشره الموقع تحت عنوان: “بعد ثلاث سنوات من الانقلاب، لا تزال دروس مكتسبة من مأساة مصر”، كشف أن جميع القوى السياسية المستقلة في مصر تقر بأن الحالة المزرية للبلاد تمثل خيانة للحركة الثورية التي بدأت في عام 2011، ولكن الجميع يتحدثون أن جذوة الثورة في مصر مستمرة، ولكن بشكل خافت، مع إمكانية أن يكون هناك إحياء لتلك اللحظة.
وأضاف الكاتب أن الخميس الماضي أتم د.محمد مرسي لمدة أربع سنوات رئيسا لمصر في ظل الاستبداد الذي عاد من حيث انتهى. وبالمقابل، شهد الأسبوع الماضي الذكرى السنوية الثالثة للإخقاء القسري ل”مرسي” قبل الانقلاب العسكري الذي أعاد فرض ديكتاتورية دائمة على 90 مليون مواطن”.
وأوضح أنه “لا تزال كارثة مصر تتكشف يوميا، مع تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان، وخنق المعارضة والفساد على نطاق واسع، والأزمة الاقتصادية، وتوطيد السلطة في يد حاكم مستبد جديد، هو: عبد الفتاح السيسي”.
الثورة المضادة
وتحت هذا العنوان الفرعي، كشف العريان أن تحركات الثورة المضادة استغلت القوى السياسية ومحاولتها خلق “الثورة التصحيحية” في 30 يونيو، وأن الواقع قال إن “الثورة المضادة استعادت بذلك الاستبدادية للدولة”. وضرب مثالا بـ”حركة تمرد”، والتي قيل إنها حركة شعبية جمعت 22 مليون توقيع تدعو “مرسي” إلى التنحي، كانت مخترقة من قبل أمن الدولة المصري.
وأضاف “بدورها، قامت جبهة الإنقاذ الوطني عمرو موسى وحمدين صباحي بأداء دورها في تصعيد التوتر في الفترة التي سبقت بدء الاحتجاجات في 30 يونيو، تنازلت بموجبها عما وصفه ب”العملية الهشة” التي أدت للإطاحة بحسني مبارك لصالح ما وصفه بـ”تحالف الحماقة” مع الجيش المصري والداعمين في الخليج.
ولم ينس “العريان” أن يضع “البرادعي” في مكانه، فقال إن “دوره كان إضفاء الشرعية على الانقلاب، ولذا تم اختيار محمد البرادعي نائبا لرئيس الحكومة” التي أدت إلى دكتاتورية ما اسماه ب”طالبان السيسي”.
ونبه الباحث بجورج تاون إلى أن أدوار المعسكر الثوري كانت أشد إيلاما فقال “حتى بعد أكبر مجزرة في التاريخ المصري الحديث، لم يكن هناك محاسبة النفس بين النشطاء في مصر والمثقفين. بعض الشخصيات الشعبية بما في ذلك الروائي علاء الأسواني أشادوا قتل أكثر من 800 متظاهر المؤيدة للمرسي في رابعة. والبعض الآخر مثل البرادعي وجه مجرد انتقاد لتكتيكات الجيش بأنها مفرطة، ولكن لم يتخذ أي مسؤولية عن الدور الذي لعبه المصفقون والعناصر المساعدة المدنية والعسكرية”.
وعلق قائلا: “دون الدعم الشعبي من داخل صفوف الليبرالية والثورية التي قدمت غطاء لوحشية سيسي والجيش لا يمكن أن يكون اتخاذ هذه التدابير بسهولة”.
وعن جزاء هذه القوى أشار إلى أن “كانت مفاجأة، فأنصار سيسي سابقا، تحولت البنادق نحوهم في نهاية المطاف، وأن أي دارس للتاريخ يعلم أن الانقلابات العسكرية العنيفة نادرا ما تبلي بلاء حسنا لمؤيديهم المدنيين”.
وأضاف “ثلاث سنوات على أحداث صيف ذلك اليوم المشؤوم، سجون مصر تعج السجناء من مختلف ألوان الطيف الفكري والسياسي”.
أخطاء مرسي
وخلص د.عبدالله إلى أنه بغض النظر عن أخطاء “مرسي” وما فعله، “سيكون من الصعب القول بأن إجراءات مرسي قد تجاوز أهوال “مصر السيسي”.
وأشار إلى أن استكمال مرسي فترة ولايته كرئيس تتجاوز فوائدها شخص “مرسي” أو جماعته، برغم بعض القرارات السياسية السيئة التي فضل فيها استمرار المواجهات مع مؤسسات الدولة الموالية للنظام القديم، جنبا إلى جنب مع عناصر المعسكر الثوري”.
ورأى أن “السنوات الثلاث الماضية شهدت ظهور فئة أكثر استقراء من نشطاء جماعة الإخوان مسلم شاركت في إعادة تقييم الإجراءات المنظمة في عهد مرسي، واقترحت إصلاحات رئيسية لجماعة الإخوان المسلمين، مثل فصل نشاطها الدعوي عن العمل السياسي، والانضمام إلى صفوف الثوار كشريك على قدم المساواة، والتخلي عن الدعوة لإعادة مرسي رئيسا لصالح حكومة وحدة وطنية يتفق عليها جميع الأطراف.
ورأى أن من وصفهم ب”الجناح الثوري” للجماعة يؤمن مرسي أخطأ بالتخلي عن مطالب الثورة”.
وحذر الباحث السياسي من أن الشقة بين المعسكر الثوري معناها “التخلي عن تلك العملية، في إشارة لاسترداد ثورة يناير، مهما كانت عيوبها، وإلى التخلي عن آفاق الديمقراطية في مصر في المستقبل المنظور”. مضيفا أن “حتى ولو استمرت المعارضة لحكم سيسي في تصاعد، سيظل المستقبل الأفضل بعيد المنال، حتى يتعلم المصريون من دروس الماضي التي تلقنوها مؤخرا”.
المزيد من التحليل
http://www.middleeasteye.net/columns/lessons-still-unlearned-egypts-tragedy-502416402
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …