‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل إجراء “الفلك” و”الأوقاف” دراسات لمعرفة صحة مواقت الصلاة يؤكد أننا نصلي خطأ منذ 100 عام؟
أخبار وتقارير - يونيو 21, 2016

هل إجراء “الفلك” و”الأوقاف” دراسات لمعرفة صحة مواقت الصلاة يؤكد أننا نصلي خطأ منذ 100 عام؟

تطور هام وقع هذه الأيام لم ينتبه له كثيرون في زحمة المشاكل التي يواجهها المصريون في عهد الانقلاب وأكاذيبه، تمثلت في اعتراف معهد الفلك القومي ووزارة الاوقاف انهما يجريان دراسات ستنتهي العام المقبل لتحديد هل مواقت الصلاة التي يصلي بموجبها المصريون صحيحة أم خاطئه، ما يعني أن ما تردد حول هذا الامر، وأن الحكومة أمرت المسئولين بعدم الحديث عن هذا الامر، صحيح، 

فقد أكد الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن المعهد لا يجري بحوثه بالتنسيق مع دار الإفتاء وهيئة المساحة منذ عام 2015، للتحقق من مواقيت الصلاة التي أثيرت بلبلة حول عدم صحة مواقيتها في مصر ودول عربية، وأنه ينتظر أن تنتهي العام المقبل 2017.

وكان أحد السلفيين وبعض علماء المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قالوا إن صلاة الفجر يؤذن لها في توقيت خاطئ داخل مصر، منذ قرن بسبب خطأ في عدم تحديد الوقت الصحيح لانخفاض الشمس تحت خط الأفق، وهو الأمر الذي يوضح وقت الفجر، ويستطيع من خلاله الباحثون التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود كما ورد بالقرآن.

وأكد «عودة» في تصريح لبرنامج «مباشر من العاصمة»، على فضائية «أون تي في لايف»، مساء أمس الاثنين، أن الدراسة التي تستمر عامين، وسيتم الانتهاء منها عام 2017 “ستكشف نتائجها مدى دقة مواقيت الصلاة، بجميع أنحاء الجمهورية أم لا”.

وكشف الدكتور حاتم عودة رئيس المعهد القومي للعلوم الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريحات صحفية، أن المشروع الضخم الذي يشارك فيها المعهد مع دار الإفتاء للتحقق من مواقيت صلاة الفجر والعشاء على مستوى مصر هدفه “وقف اللغط الذي دار منذ فترة حول أن مسلمي مصر يصلون الفجر في غير الموعد الصحيح”.

وتابع: “مثل هذه الأمور تثير البلبلة في الشارع المصري بشكل كبير ويجب على المصريين انتظار نتائج المشروع، فمن المحتمل أن يتم الإعلان عن أن المواعيد الحالية هي الصحيحة”.

وأشار إلى أن المعهد يستخدم في المشروع جهازًا بتكلفة مليون وربع المليون جنيه، مشددًا على أهمية هذا المشروع لإعادة القياسات مرة أخرى في الفترة الحالية.

الفارق بين الصلاة الصحيحة والخطأ 32 دقيقه

وترجع بدايات البلبلة حول هذا الموضوع لنشر تحقيق صحفي سنة 2014 في موقع “فيتو” المصري تحت عنوان “100 سنة بنصلي الفجر غلط”، أكد فيه الدكتور ياسر عبد الهادي، الباحث بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بقسم الشمس والفضاء “إحنا بنصلي الفجر غلط”.

وأضاف “عبد الهادي” أن أداء صلاة الفجر في جميع البلاد العربية غير صحيحة، فطبقا لدراسات فلكية نفذها المعهد منذ فترة طويلة كان موعد صلاة الفجر في الدولة العربية خاطئا، وأنه منذ عام 1908 وضع باحث وفلكي إنجليزي مواقيت الصلاة ولم تتغير الحسابات الفلكية الخاصة بمواقيت الصلاة منذ ذلك الوقت، وظلت ثابتة لأكثر من قرن رغم أنها لا تتناسب والحسابات الفلكية الجديدة.

وتابع: “أثبت المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن الزاوية التي تم حساب موعد صلاة الفجر بواسطتها خاطئة تماما وذلك وفقا لبيانات أحدث الأجهزة العلمية والمعتمدة دوليا”.

وأشار إلى أن الدراسات الحديثة أوضحت التفاوت بين المواقيت المدونة في النتائج الرسمية لصلاة الفجر وبين المواقيت التي نؤدي بها الصلاة، وذلك طبقا للعوامل المختلفة المؤثرة على طول الشفق، مثل اختلاف البيئات والتضاريس والعوامل الجوية المختلفة.

وأكدت الدراسات أن الفرق بين موعد صلاة الفجر الحقيقية طبقا للدراسات الحديثة والدراسات القديمة 32 دقيقة، وأنه تم إرسال نسخة من الدراسة للجهات المعنية، ومنها الأزهر الشريف ولكن الرد تلخص في جملة واحدة: “اصبروا لا نريد إثارة البلبلة لدى المسلمين”.

وقال علماء معهد الفلك المصري أن: “مسئولي دار الإفتاء قالوا لنا: خلوا الناس تصلي زي ما هي عارفة مش ناقصين بلبلة”. 

ومع عودة الجدل هذا العام، وتأكيد قيادي سلفي لهذا الامر ايضا، قرر المعهد القومي للبحوث الفلكية البدء في مشروع مع دار الإفتاء للتحقق من صحة الموعد من عدمه.

وأوضحوا أن دار الإفتاء على علم بأن موعد أذان صلاة الفجر بمصر خطأ وأن الدار تأكدت من الموضوع علميا منذ عام، وأن سبب عدم تصحيح صلاة الفجر حتى الآن والإعلان عن الموعد الحقيقي له هو عدم إثارة البلبلة في الشارع المصري.

إلا أن الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، والمتحدث باسم دار الإفتاء، نفي، صحة ما ذكره بعض علماء المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية حول وجود خطأ في توقيت صلاة الفجر.

وقال “نجم”، في تصريحات صحفية، إن التوقيت الذي يؤدي فيه المصريون صلاة الفجر صحيح تمامًا، مشيرا إلى أن كل الآراء التي قالت إن التوقيت خطأ، هدفها إثارة البلبلة بين المسلمين، ولكن هذا لم يمنع دار الافتاء من المشاركة في مشروع معهد الفلك للتحقق من مواقيت الصلاة الصحيحة.

مسئولون طالبوا بعدم الإفصاح عن الخطأ

وكان القيادي السلفي عبد الرحمن لطفي، شكك في موعد صلاة الفجر، وقال إن أكثر من عالم من علماء الفلك أبلغوه أن المصريين يصلون الفجر قبل موعده بنحو 20 دقيقة، وأن مسئولون طالبوا وسائل الإعلام بعدم الإفصاح عن الخطأ في توقيت صلاة الفجر في مصر، حتى لا يتسبب الأمر في أزمة كبيرة داخل المجتمع، خاصة في أوساط المتدينين.

وذكر لطفي عبر حسابه على “فيس بوك” أسماء عدد من العلماء الذين قالوا إننا نؤذن للفجر قبل وقته بأكثر من عشرين دقيقة، بحسب قوله منهم: الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق، والشيخ محمد حسان، والشيخ رشيد رضا، ومن علماء الفلك: الدكتور محمد أحمد سليمان والدكتور عيسى على عيسى، والدكتور أسامة رحومة.

وانتقد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجلس البحوث الإسلامية، “المزاعم” التي تقول أن صلاة الفجر تُصلى قبل موعدها بحوالي 20 دقيقه، وقال أن: “من يقول إن صلاة الفجر تُصلى قبل موعدها كلام باطل لا أساس له من الصحة، كما لا يوجد عليه دليل”، مضيفًا: “مواقيت الصلاة تمت بناءا على ضوابط ووفق الرؤية الشرعية”. 

وأضاف: “إثارة هذه الكلام يؤدى إلى تشكيك الناس في الركن الأعظم للإسلام ألا وهو الصلاة، كما أنه يشوه صورة الإسلام في الخارج”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …