‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير حمزاوي: لن ننعم بالحرية ما لم يرفض الشعب مقايضته على الخبز والأمن
أخبار وتقارير - يونيو 9, 2016

حمزاوي: لن ننعم بالحرية ما لم يرفض الشعب مقايضته على الخبز والأمن

علق عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية، لحالة القمع الأمني التي يعيشها المصريون في ظل الانقلاب والاعتداء على الحريات، ووصول الأمر لحد تفاخر سلطات الانقلاب بقمع المصريين، وسط تحديها للامتعاض العالمى من ممارساتها القمعية، حتى أعطت  ظهرها لحديث سيادة القانون وحقوق الإنسان، وتداول السلطة الذى تنتجه بين الحين والآخر منظمات أممية (مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان) ودوائر غربية، إدراكا منها إما لمحدودية فاعلية المنظمات الأممية أو لازدواجية معايير الغربيين، الذين دوما ما يغلبون مقتضيات مصالحهم الآنية على كل ما عداها من اعتبارات.

وقال حمزاوي في مقاله بصحيفة “الشروق” اليوم الخميس، أن الأمر تطور إلى رفض جذرى لمجمل الفكرة الديمقراطية، وتوصيفها كتهديد وجودى للدولة، موضحا أن سلطات الانقلاب تزعم امتلاك الحق الحصرى للحديث باسم شعوبها الراضية دائما وأبدا بالقليل والمصطفة خلف حكامها دون وجل، وأن الديمقراطية لا تصلح مع المصريين.

وأكد أن حكومة الانقلاب لا تنكر عداءها للمجتمع المدنى وللمنظمات الحقوقية فى الداخل والخارج، فتعقب منظمات الداخل يتواصل منذ ٢٠١٣، وتسفيه منظمات الخارج التى لم تصمت على المظالم والانتهاكات المتراكمة يتواكب مع إطلاق الاتهامات الجزافية بعمالتها وتآمرها، مؤكدا أن سلطات الانقلاب لم تعد تعنيها الانتقادات التى توجه لـ”السجل المصرى” المتخم بجرائم التعذيب والاختفاء القسرى والقتل خارج القانون وسلب الحرية لأسباب سياسية إن فى أروقة المنظمات الأممية أو بين الحين، والآخر من قبل الحكومات الغربية، إدراكا منها لضعف منظمات الأمم المتحدة ولتغليب الغرب لمصالحه، وتواجه الحكومة المصرية الانتقادات تارة بالإنكار (ليس لدينا حالات تعذيب أو اختفاء قسرى) وأخرى بالتقليل من أهميتها (القتل خارج القانون يصبح مجرد تجاوزات فردية لا أكثر) وثالثة بقلب الطاولة واتهام الغرب بانتهاك حقوق مواطنيه (كالأمريكيين ذوى الأصول الأفريقية وكالأجانب المقيمين فى بعض الدول الأوروبية).

ونبه حمزاوي على أن حكومة الانقلاب تزعم زيفا كونها تمتلك الحق الحصرى للحديث باسم «الشعب» الذى يريد الخبز والأمن أولا، يريد الصحة والتعليم قبل حرية التعبير عن الرأى،ولا يكترث بالانتخابات أو بتداول السلطة، موضحا أن هذه لحظة عالمية ومصرية لصعود السلطوية، وانحسار الضغوط التى شعر بها بين تسعينيات القرن العشرين والسنوات القليلة الماضية الحكام المستبدون فى أماكن عديدة، ولن يتوقف صعود السلطوية ما لم تدرك الشعوب، التى تعانى منها تهافت مقايضة الخبز والأمن فى مقابل الحق والعدل والحرية، واستحالة تحقيق التنمية والتقدم دون صون كرامة الناس، والفشل المحتم للحكام المستبدين فى القرن الحادى والعشرين كما فشلوا فى القرن العشرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …