مفكرو “الحول” الثقافي.. إدانات حقوقية في المعركة “الغلط”
ليست طالبان وحدها هم جند الله في المعركة “الغلط” كما كتب فهمي هويدي، بل إن المفكرين المصريين أصابهم العته أو الحول الثقافي، فباتوا يدينون الذبح الجماعي ليس للمصريين في رابعة العدوية والنهضة، بل لذبح الأضاحي في العيد!، كما قالت فاطمة ناعوت.
وأخرى تنتقد دعم الدواعش في سوريا وتتهم السعودية بذلك ولا تتحدث عن دعم المواطنين الشرفاء أمام نقابة الصحفيين بـ100 جنيه و”علبة كشري”.
وثالث مثل صنع الله إبراهيم يدين الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات والإخفاء القسري وهو شيء جيد إن كانت تخص الأوضاع في مصر، ولكن يفاجأ المتابع أن الإدانات ليست إلا كما يرى النائم، هي للأوضاع في السودان.
الاقتتال في كردفان
المدهش أن صنع الله إبراهيم ينسب له لقب “الأديب المصري” ثم نجده يدين اعتقال الطلاب والمفكرين والصحفيين في السودان، أما نظراؤهم في مصر فلا ناصر لهم.
ويدهش أيضا أن تعلم ثقافته “العربية” لمناطق السودان، فتحوي إدانته أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السوداني في قطاعاته المختلفة، من قهر واقتتال في كل من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق”!.
وعبر “إبراهيم” عن أسفه للإجراءات المتعلقة باعتقال الشباب والطلاب والكتاب والمفكرين والصحافيين، داعيا إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ووقف المحاكمات السياسية.. وناشد الفرقاء السودانيين الجلوس حول طاولة الحوار والاتفاق على فترة انتقالية هادئة وسليمة”!.
لم تتوقف الدهشة عند السابق، بل بعث “المفكر” المصري تسجيلا صوتيا بثه عبر موقع «التحالف العربي من أجل السودان»، في إطار حملة التضامن من أجل إطلاق سراح المعتقلين ووقف المحاكمات السياسية، مؤكدا أن “أشد ما يؤلمه هو ما يسمع عنه من أنباء الاقتتال والفتن الدموية التي يتعرض لها السودانيون في أماكن مختلفة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والخرطوم نفسها”.
وتساءل مصريون عن افتقاد حبه لهم، وما الذي يمنعه من مطالبات مماثلة للمعتقلين في مصر، بعد قوله: “عندما أقول السودان الحبيب فهذا ليس نفاقا، أو مجاراة لكلمات تطلق معظم الوقت بل عن صدق.. وأنا مدين للأصدقاء السودانيين منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري”.
مصير سوريا و”العراء”
ويعتبر مصير سوريا والعراق، مسار دائم يحذر منه السيسي “المصريين”، غير أنه من المثير للدهشة أن يتنادى به من يحملون لقب “مفكر”.. ومنهم المطبع طارق حجي، الذي رأى أن “30 يونيو أنقذت مصر من المصير الذي آلت اليه بعض الدول مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن”!.
غير أن الأدهى أن حديثه كان ضمن محاضرتين ألقاهما في مجلس العموم واللوردات البريطاني، جمع بديهية التناقضات، فيقول “مصر ليست العراق وسوريا وليبيا بفضل فرض النظام الذي نجح فيه النظام المصري”، وأن “الحكومة جادة جدا في قضية الديمقراطية”!.
مهاجمة السعودية
مفكرو “الحول” الثقافي لا يستقرون على رؤية، فالكاتبة المسيحية لميس جابر تشكر السعودية على دعمها لـ”السيسي”، ومن ثم تتهمها بدعم الدواعش، ومعها في رؤيتها “الثاقبة” “المفكر” المصري د.سعيد النشائي الذي يرى أن “ما يجري في سورية مؤامرة استعمارية صهيونية شارك فيها وبثقل كبير الصهاينة المستعربون عملاء الاستعمار والصهيونية وعلى رأسهم عصابة بني سعود”!.
“ذبح” ناعوت
وتركت “المثقفة” فاطمة ناعوت انتقاد ذبح المصريين على يد قوات الشرطة والجيش في ميادين الحرية، وراحت في فبراير الماضي تنتقد “تعذيب البعض للأضاحي قبل الذبح”، وقالت فاطمة ناعوت -في حوارها مع برنامج “يوم بيوم” الذي يقدمه محمد مصطفى شردي المذاع على “النهار اليوم”-: إنها تنتقد تعذيب البعض للأضاحي وكتاباتها لكلمة المذبحة اعتراضًا على طريقة ذبح الأضحية، موضحة أنه “لا يجوز شرعًا تعذيب الأضاحي أثناء ذبحها”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …