هكذا قارنت هذه الصحيفة بين الفرعون وشعبه
على طريقة “الرئيس المؤمن” الذي كان يروجها لنفسه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أصدرت صحيفة “اليوم السابع” المؤيدة للانقلاب، تقريرا روجت فيه للفكرة نفسها مع قائد الانقلاب، التي صورته بالرئيس الذي يستيقظ فجرا ليؤدي الصلاة على وقتها ثم يخرج ليمسك بفأسه ويشق أرضه التي جفت زروعها، بعد التنازل عن مائها من أجل تعطيش أهلها بالموافقة على بناء سد النهضة.
تساءلت الصحيفة وهي متعمقة في وصلة نفاق، لتصور قائد الانقلاب السيسي بأنه الشخص الوحيد الذي يعمل وسط حفنة من المواطنين العواطلية، كما صورته بأنه الوحيد الذي يحرص على الاستيقاظ فجرا ويخرج بعدها للعمل، في الوقت الذي صورت الشعب على أنه مجموعة من المرتزقة الذين لا يجيدون سوى التحدث والنقد الهدام، لتصنع الصحيفة من قائد الانقلاب إلها جديدا أو نبيا لا ينطق عن الهوى، في الوقت الذي يقف قومه ضد برامج إصلاحه.
تقول الصحيفة: “فى الخامسة فجرًا، يستيقظ يبدأ يومه بقراءة الصحف وممارسة الرياضة، وبعدها يتوجه فورًا إلى عمله الذى ينتهى فى الحادية عشرة مساء، هذا هو ما كشف عنه عبدالفتاح السيسى، أثناء حوار أجرته معه مجلة «أفريك» الفرنسية فى فبراير الماضى. القلق كان السبب وراء عدم استطاعة الرئيس النوم أكثر من ساعتين، هذا ما أكده الكاتب محمد حسنين هيكل قبل رحيله، وللقلق أسباب متعددة، أهمها كثرة الأعباء والمسؤوليات فى ظل الوضع الاقتصادى الصعب، فضلا عن أن العديد من القيادات التنفيذية غير قادرة على الإنجاز على الوجه الأمثل”.
وأضافت الصحيفة في تقريرها اليوم الاثنين: “كلام السيسي عن استيقاظه مبكرًا تدعمه مشاهد كثيرة تعمد فيها أن تتم لقاءاته فى الساعات الأولى من اليوم، على رأسها قراره بأن تؤدى أول حكومة فى عهده، وهى حكومة إبراهيم محلب، اليمين الدستورى فى الساعة السابعة صباحًا فى يوم 17 يونيو 2014، وهو ما قال عنه خالد فهمى وزير البيئة بأنه موعد غريب، ولكنه يحمل رسالة غير مباشرة لها معانٍ كثيرة، وهى ضرورة أن نتواجد جميعنا داخل مكاتبنا لتأدية عملنا فى الساعة 7 صباحًا. لكن على مدى عامين كان الدرس صعبًا، فلم يتعلم الكثير من الوزراء سواء فى عهد محلب أو فى عهد شريف إسماعيل، الدرس ولم يفهم أغلبهم المغزى من استيقاظ السيسي مبكرًا”.
وزعمت: “فلكى ينجز السيسي عددا من المشروعات التنموية تطلب منه الأمر العمل بمعدل يصل إلى 15 ساعة يوميا، فلو لم يقرر العمل بهذا المعدل لما استطاع إعطاء إشارة البدء لحصاد القمح فى منطقة الفرافرة، تلك البقعة الصحراوية التى لم نكن نعرف عنها سوى أنها تضم مجموعة من المواطنين الذين يعانون من نقص الخدمات والإمكانيات ضمن المشروع القومى لزراعة مليون ونصف مليون فدان. ولا كانت «سحارة سرابيوم» قادرة على أن تعلن عن نفسها كأكبر مشروع مائى يمر أسفل قناة السويس لتوفير مياه الرى من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة للمزارعين فى منطقة شرق القناة. ولا كنا ننتظر الآن الانتهاء من مشروع تطوير الطرق والكبارى الذى يهدف لتحسين ورفع كفاءة ما هو قائم من الطرق، وإنشاء أخرى جديدة للربط بين شتى محافظات الجمهورية، ولا استطاع أيضا 320 ألف مواطن الحجز فى شقق الإسكان الاجتماعى، وهى المشروعات التى يعتمد فيها السيسي أكثر على القوات المسلحة من الوزراء الذين يمثلون السلطة التنفيذية.
وتابعت: “المواطن لا يحتاج فقط إلى رئيس جمهورية يستيقظ مبكرا ليعمل على تحقيق مصالحه، بل يحتاج أن يعى كل موظف بالدولة الرسالة التى وجهها الرئيس له عن ساعات عمله التى ليست سوى رمز لإيقاظ الضمائر الكسولة والعقول الضامرة التى ظلت على مدى عقود تعانى من الجمود والفساد الذى تغلغل فى الجهاز الإدارى للدولة، فإن لم يستطع الوزراء وموظفوهم العمل مبكرًا فستظل المشاكل كما هى مهما استيقظ الرئيس وحده فى الخامسة فجرًا”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …