‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “غزل السيسى لإسرائيل”.. هل كان كلمة السر في تولى “ليبرمان” وزارة الحرب؟
أخبار وتقارير - مايو 28, 2016

“غزل السيسى لإسرائيل”.. هل كان كلمة السر في تولى “ليبرمان” وزارة الحرب؟

فى اليوم التالى لخطاب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى، الذى ذاب عشقا فى الكيان الصهيونى، طالب قادة إسرائيل بإذاعة هذا الخطاب المخزى على الشعب الصهيونى؛ كرسالة ودٍّ غير مسبوقة من مسؤول يُفترض أنه يمثل مصر العربية، ضد هذا الكيان المغتضب لأرض فلسطين.

ويبدو أن خطاب السيسى- كما أكدت صحف بريطانية- جاء بناء على طلب تونى بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ومستشار حكام الإمارات لشؤون مصر، وذلك لرفع الحرج على رئيس وزراء إسرائيل، ودعم موقفه فى تشكيل حكومة إسرائيلية ائتلافية، فجاء القرار بتعيين الصهيونى المتعصب بعد أن طُرد من وزارة الخارجية؛ بسبب صلفه وغروره مع أعضاء السلك الدبلوماسى الصهيونى نفسه.

ولكن لماذا يتم إسناد وزارة الدفاع الإسرائيلية لهذا الصهيونى الأكثر تطرفا فى إسرائيل فى هذا التوقيت؟ وفى استجداء قائد الانقلاب لتطبيع غير مسبوق مع هذا الكيان لم يقدمه أنور السادات، صاحب كارثة كامب ديفيد، أو حتى حسنى مبارك الكنز الإسترايتجى لإسرائيل.

تباينت الآراء حول توليه حقيبة وزارة الدفاع (الحرب)، وكيفية تعامله مع قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي طالما دعا إلى إسقاط حكمها. مؤكدين أن وجود ليبرمان في السلطة، يختلف عما هو عليه في “المعارضة”، إذ سيسعى إلى سياسة متوازنة، تتعامل مع سياسة “الرد” و”رد الفعل”.

فيما رأى آخرون أن ليبرمان سيسعى إلى التعامل مع غزة بقسوة، وقد يقوم بعملية عسكرية تهدف إلى تعزيز شعبيته ومكانته.

ووقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني “ليبرمان”، الأربعاء الماضي، اتفاقا لانضمام حزب الأخير إلى الائتلاف الحكومي.

وخلال مراسم توقيع الاتفاق، قال ليبرمان، الذي سيتولى حقيبة الدفاع خلفا لموشيه يعلون: إن “الأمر الأهم هو أمن مواطني إسرائيل، وعلى هذا الأساس فقد بذلنا الجهود، ووضعنا كل القضايا الأخرى جانبا”.

ليبرمان، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الفلسطينيين، سيكون مسؤولا مباشرا عن الكثير من تفاصيل الحياة في الأراضي الفلسطينية، بما فيها التنقل والاستيطان ومصادرة الأراضي والعمل في إسرائيل، وحتى تسليم جثامين القتلى الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي.

ويرى عدنان أبو عامر، الكاتب السياسي وعميد كلية الآداب بجامعة الأمّة (خاصة) بغزة، أن ليبرمان سيسعى خلال فترة توليه إلى طمأنة سكان غلاف غزة، وأنه القادر على حمايتهم وتوفير الأمن لهم.

وشهد، مطلع الشهر الجاري، أيامًا من التوتر في قطاع غزة، تخللها شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية، وتعرضت قواته لإطلاق قذائف من داخل القطاع، بحسب مصادر إسرائيلية، لم تؤكدها أو تنفيها أي جهة فلسطينية.

ويضيف أبو عامر لـ”الأناضول”، “ليبرمان قد لا يكتفي بالرد على القذائف الصاروخية، باستهداف مناطق ومواقع فارغة في القطاع، (..)، من المؤكد أنه لن يعلن الحرب لكن سيفرض تطورات ميدانية بشكل عملي على الأرض”.

ومنذ إعلان إسرائيل عن وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في 26 أغسطس/آب 2014 بعد حرب استمرت 51 يوما، يقول الجانب الإسرائيلي إنه يسجل حوادث لسقوط قذائف صاروخية مصدرها غزة على جنوب البلاد، فترد عليه بقصف مناطق في القطاع.

ويرى أبو عامر أنه من المحتمل أن يقوم ليبرمان بعملية عسكرية ضد قطاع غزة، ترفع من شعبيته، يحاول من خلالها إظهار مدى جديته في محاربة حركة حماس، وتوجيه ضربة قاسية للمقاومة.

ويتابع أبو عامر “في غزة هناك تحديات كبيرة بالنسبة لليبرمان، منها “كيفية مواجهة الأنفاق على الحدود، وإطلاق الصواريخ بين الفينة والأخرى”، وأن الأيام المقبلة ستكون كفيلة بكشف تصرفاته تجاه غزة، لكن من الواضح أننا أمام مرحلة سياسية مختلفة”.

ويتفق عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في رام الله، مع أبو عامر، في أن ليبرمان سيسعى للتعامل مع غزة بقوة، مضيفا لـ”الأناضول”: “غزة تشكل لليبرمان فرصة الاختبار الحقيقي، وسيحاول أن يطبق رؤيته وشعاراته، خاصة في حال تدهور الوضع الميداني، وتدحرجت الأمور نحو التصعيد”.

ولطالما هدد “ليبرمان” حركة حماس، مطالبا بإسقاط حكمها في غزة، وقد انتقد تعامل نتنياهو مع الحركة خلال الحرب التي شنتها على القطاع صيف عام 2014.

ويتابع قاسم “ليبرمان من الشخصيات المتطرفة جدا في إسرائيل، وسيحاول من خلال موقعه الذي يعتبر من أكبر المواقع والأدوار أن ينفذ تهديداته، وقد يدفع بالأمور نحو التصعيد، والمواجهة العسكرية”.

وبالرغم من أن صناعة القرار لا يتم اتخاذها من وزارة الدفاع، إلا أن قاسم يرى أن ليبرمان قادر على تكوين رأي واتجاهات جديدة للتعامل مع غزة تتمثل في الحزم والرد بقوة، قد تذهب نحو حرب جديدة.

وقد يسعى ليبرمان إلى إتباع سياسة متوازنة تجاه غزة، كما يرى إبراهيم المدهون، رئيس مركز أبحاث المستقبل (غير حكومي).

ويقول المدهون لـ”الأناضول”: “ليبرمان الآن داخل السلطة، وفي معترك القرار السياسي، بعيدا عن المعارضة وشعاراتها، وبالتالي هو يدرك جيدا أن أي مواجهة عسكرية مع غزة قد تكلفه الكثير”.

وتابع “ليبرمان سياسي، وهو سيعمل وفق سياسة التلاعب واغتنام الفرص، وقد يحاول أن يثبت جاهدا للنخبة الإسرائيلية أنه الأعمق والأكثر حكمة”.

وتوقع المدهون أن يمر عام 2016 على غزة هادئا، دون أن يشهد حربا جديدة، أو عملية عسكرية واسعة.

ويُذكر أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، كانا قد توصلا في 26 أغسطس/ آب 2014 إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، بعد حرب استمرت 51 يومًا أسفرت عن مقتل 2320 فلسطينيا وإصابة أكثر من 12 ألفًا آخرين، فضلًا عن تدمير آلاف المنازل والمنشآت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …