إثيوبيا تتبجح.. والدكر “عامل من بنها”
أنجزت إثيوبيا 70% من سد النهضة، وتعلن بناءها سدود أخرى، وتصرح “مصر” موقعة اتفاق معنا، ولكنها تتجمل مع شعبها، والإعلام الفاسد أكل سد الحنك ولم ينطق بكلمة واحدة”، ولمَ لا.. فقد صار التبجح واقع حال الدولة الإفريقية المنبع لمياه النيل، بعدما مكنها انقلاب “السيسي” من اتفاقية لم تكن تحلم بها، كانت على حساب الشعب المصري، وأمام هذا الواقع من التبجح تجد أن السيسي العسكري حاله كحال إعلامه الفاسد “عامل من بنها”.
وهو عكس الموقف الرجولي الوحيد بعيد ثورة يناير 2011، الذي أدلى به د.أيمن علي مستشار الرئيس المدني المنتخب د.محمد مرسي؛ بأن جميع الخيارات مفتوحة إذا تأثرت إمدادات المياه لمصر بأي شكل من الأشكال من جانب إثيوبيا، وإذا كان هناك تهديد ضمني ضد إثيوبيا، ردا على التصريح الإثيوبي في 7 يونيو 2013، بأن “المشروع لا يتوقف على إرادة المصريين”، فكان رد الرئيس مرسي مجددا “إن نقص أي قطرة من مياه النيل فإن دماءنا هي البديل”.
ليس مشكلتنا؟!
بالبنط العريض عنونت كل وسائل الإعلام المنحاز وغير المنحاز تصريح متبجحا جديدا لوزير الإعلام الإثيوبي اليوم: “نوشك على إنهاء سد النهضة.. ومن يرى أنه سيضره ليست مشكلتنا”.
وأضاف جيتاشو رضا: “السد قائم ولن يتأثر بتقارير اللجان، والأعمال الكاملة قد تنتهي في أي وقت”.
ومن بين سخرية “رضا” أن يؤكد دون مواربة أن الكفيل الذي اشترى الجزيرتين هو نفسه من دعم إثيوبيا في مشاريعها الزراعية القائمة على بناء السد فيقول: “استثمارات القطاع الخاص السعودي بلغت 4 مليارات دولار، والمملكة تدعمنا”.
وأضاف -في حوار أجرته معه صحيفة «الشرق الأوسط»، ونشرته اليوم الجمعة- أن ما تم إنجازه يتضمن الأعمال الإنشائية والهندسة المدنية، وتركيب التوربينات وعمليات هندسة المياه، مشيرًا إلى أن الأعمال الكاملة قد تنتهي في أي وقت.
وتعليقًا على تقارير مصرية بأن بلاده تعمل على كسب الوقت بانتظار اكتمال دراسات المكاتب الاستشارية، أوضح جيتاشو رضا أن “عمل اللجان لا علاقة له بإنشاء السد، بل على معرفة مدى إضراره بمصالح شركاء الحوض؛ لأن السد قائم ولن يتأثر بناؤه بتقاريرها، أما إذا كان هناك من يرى بعد إعداد الدراسات أنه سيتضرر، فهذه ليست مشكلتنا في إثيوبيا”.
بالمقابل، تتبرع الحكومة الإنقلابية بمنح إثيوبيا الفرصة كاملة لتدمير حصة مصر من مياه النيل فوزير الكهرباء الإنقلابي الذي أعلن خروج السد العالي من الخدمة، قال: “جاهزون لكل الاحتمالات في سد النهضة”، ولا مانع من تصدير الكهرباء لإثيوبيا مستقبلًا”.
فيمَ تجنبت وزيرة الهجرة الإنقلابية كما تجنب رئيسها الحديث بل تناول سد النهضة فقالت ل”المصري اليوم”: “زيارتي لإثيوبيا “مُبشّرة”.. ولم تتناول “سد النهضة”.
حقيقة واقعة
غير أن موقف وزير الإعلام لم يكن منفردا بل إن محمود درير غيدي، السفير الإثيوبي في القاهرة قال ل”المصري اليوم”:”يجب التعامل مع سد النهضة كحقيقة واقعية”.
واتهم السفير “غيدي”، بعض وسائل الإعلام والصحافة المصرية بالافتقار إلى الموضوعية والمصداقية في نقل أخبار سد النهضة للشعب المصري.
مصر أضعف من حرب
ويعتبر منهج تعامل الإثيوبيين مع الملف هو حسمه بالتبجح بما أعطاهم “السيسي” من تنازلات، ولا يزال الرد الأثيوبي على وزير الخارجية المصرى الانقلابي سامح شكري في 22 نوفمبر 2015 بقوله: “مصر لديها أوراق ضغط تستطيع استخدامها ضد حكومة أديس أبابا”، فرد عليه وزير الخارجية الإثيوبي : “مصر أضعف من أن تدخل في حرب مع إثيوبيا.. فصراعاتها الداخلية وفقرها الاقتصادي والإرهاب في سيناء هي أولويات حروبها، أما سد النهضة فالجانب المصري يعلم تمامًا أنه وافق على كافة الاتفاقيات الخاصة بسد النهضة لكنه يظهر عكس ذلك خلال وسائل الإعلام الخاصة بالمصريين”.
غير أن شكري، “الدكر” على ميكروفون “الجزيرة”، كشف عن “ورق ضغطه” فاتضح أنه ينسحب بقوله: “إن حالة التوتر بين الجانبين المصري والإثيوبي، بشأن سد النهضة، لن تفيد الطرفين في شيء، وستؤدي إلى جمود العلاقات لما كانت عليه من قبل”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …