تحليل خطاب السفاح.. تثبيت الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين وجر الخليج للتطبيع
تضمن حديث السيسي في خطابه عن القضية الفلسطينية أمس الثلاثاء عددًا من الرسائل السياسية الخطيرة التي تستهدف تثبيت الاغتصاب الصهيوني لفلسطين، وجر رجل الدول الخليجية لتطبيع مع الصهاينة، مقابل دعم الصهاينة له لدي الغرب في البقاء في السلطة.
وبحسب محللين وخبراء سياسيين يمكن رصد هذه الرسائل والنتائج التي سعي خطاب السفاح لإيصالها للداخل والخارج على النحو التالي.
1- الرسالة الأولى هي وصف اغتصاب فلسطين وذكري النكبة بأنها “استقلال” للدولة الصهيونية لتثبيت أن فلسطين هي إسرائيل، وإنهاء قصة النكبة، واستبدالها بـ”استقلال اسرائيل”.
2- وصف السيسي السلام بين مصر وإسرائيل الآن بعد 40 سنة بأنه “سلام بارد”، وقال إن حل القضية الفلسطينية سيجعله سلامًا دافئًا، والسؤال: إذا كان سلامًا باردًا فبماذا نفسر ما يعلنه الإسرائيليون من تنسيق أمني وعسكري موسع مع مصر الآن وكيف سيكون الحال إذا أصبح سلامًا دافئًا؟
3- لم يشر السيسي في خطابه للقدس واللاجئين والأراضي المحتلة حينما أشار إلى مبادرة السلام العربية ولم يربط بين الدولة الفلسطينية التي يقترحها وبين المبادرة العربية، ولم يكشف ما إذا كانت مطالبه ملتزمة بسقف المطالب العربية التي تنص على أن تقوم الدولة على كامل الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، عودة اللاجئين الفلسطينيين لأراضيهم.
4- الخطاب تحدث عن إعطاء كل الضمانات لإسرائيل من أجل أمنها، وحقها في الدفاع عن نفسها، وهي لغة جديدة تتشابه مع الخطابات الأمريكية والأوروبية التي تتحدث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتستغلها تل أبيب في العدوان على الفلسطينيين وقلتهم باسم الدفاع عن نفسها.
5- وبالمقابل، خلا الخطاب من الحديث عن حقوق الفلسطينيين، باستثناء إقامة دولة لهم فإن خطابه ركز على توفير ضمانات لإسرائيل لإنشاء هذه الدولة، مقترحًا أن تكون الضمانات من مصر.
6- مبارك كان يتحدث في حكمه عن أنه وسيط سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وهو نفس ما يقوله السيسي ما يعني تآكل دور السياسة الخارجية المصرية؛ ناهيك عن التسليم بأن كل اوراق القضية في يد الصهاينة والأمريكان.
7- دعوة السيسي للقادة الإسرائيليين لبث كلمته هذه في برامج التلفزيون الإسرائيلية، كانت أشبه بتقمص دور الرئيس الراحل السادات حين طالب الإسرائيليين بدعوته لزيارة الكنيست، وبدء رحلة كامب ديفيد، ولكن لا يعرف السبب الحقيقي لهذا الطلب.. هل هي إقناعهم بالقبول بدولة فلسطينية مقابل مزايا لن يحلموا بها؟ أم مقاصد أخرى هو وحده التي يعلمها.
8- الخطاب كان أشبه بنوع من التشجيع والغزل للجانب الإسرائيلي كي يقبل بأي مبادرة تعجبه- مبادرة السلام العربية أو أي مبادرة أجنبية- بحيث يوافق على قيام “دولة فلسطينية”، أي دولة، دون توضيح معالم هذه الدولة، وكان خطابه موجهًا للصهاينة بالقول لهم بأنه جلب لهم السعودية والخليج لحد عندهم عبر اتفاق الجزر، الذي وافقت السعودية بموجبه علي كامب ديفيد وعليهم (الصهاينة) إكمال التطبيع الذي سيغير وجه المنطقة من وجهة نظر السفاح.
9- وصفت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي خطاب السيسي بأنه “رسالة سلام وأخوَّة من الرئيس المصري لإسرائيل”، وأنه “غير مسبوق”؛ لأن السيسي انتقد في خطابه من يقولون إن معاهدة السلام بين الدولتين هي “سلام بارد”، بحسب القناة، كما وصفت صحيفة جيروزاليم بوست ما قاله السيسي بأنه يتحدى “مقاطعة إسرائيل”، وأشاد بخطابه نتنياهو.
10- سبق خطاب السيسي العديد من الخطوات التطبيعية منذ مجيء السيسي، منها: زيارة وفد صناعي إسرائيلي لمصر وقيام وفد مصري برد الزيارة- زيارة وفد من شركات السياحة المصرية التي تقوم بتسفير الأقباط لإسرائيل، ولقاؤهم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي- إعادة السفير المصري لتل أبيب بعد سحب الرئيس مرسي له – تغيير مناهج التعليم وإضافة ففصل كامل عن معاهدة السلام.
11- اشاد الاسرائيليون بخطاب السيسي باعتباره مكمل لسلسلة الخطوات التطبيعية هذه وخصوصا قوله إن (العرب سيدخلون مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات محدش يقدر يصدقها وسنرى فيها “العجب”، بحسب تعبيره، لو قبلوا بقيام دولة فلسطينية.
12- كان لافتًا العبارات الحميمية التي استخدمها السيسي في حديثه عن المسؤولين والمواطنين الإسرائيليين، فعندما كان يوجه طلبه لهم كان مشفوعًا بكلمة “من فضلكم”، كما قدم له بحديث مطول عما يمكن أن تعود به هذه الخطوة على دولة إسرائيل من رفاه، بينما عنف الفلسطينيين لعدم توحيد مواقفهم.
13- إحدى المفارقات الرئيسية فيما طالب به السيسي وتحدث عنه مطولا كان مطالبته إسرائيل والفلسطيني بحل سياسي وتنازلات فيما يصرُّ هو نفسه على تجاهل أي حل سياسي للوضع المحتقن في مصر منذ وصل إلى السلطة عقب إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي عام 2013 إذ يقبع نحو 60 ألفًا من معارضيه وراء أسوار السجون منذ ذلك الوقت ويواجهون محاكمات تتعرض لانتقادات دولية.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …