‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير عسكر بنجلاديش على خطى السيسي.. “إعدام سياسي” لمنافسيهم السياسيين الإسلاميين
أخبار وتقارير - مايو 13, 2016

عسكر بنجلاديش على خطى السيسي.. “إعدام سياسي” لمنافسيهم السياسيين الإسلاميين

دفع شموخ أمير الجماعة الإسلامية في بنجلاديش، ويقينه أنه على طريق الحق، الشيخ “مطيع الرحمن نظامي” لرفض طلب العفو من رئيس الدولة، فتم إعدامه ليلحق بثلاثة آخرين من قادة الجماعة، أعدمهم الحكم الشيوعي هناك.

وأُعدم “نظامي” بعد نفيه جميع التهم الموجهة إليه، ورفضه الاعتراف بأي منها، والتقدم بطلب للعفو الرئاسي، ليكون بذلك خامس قيادي في الجماعة الإسلامية ينفذ فيه الإعدام، في الأعوام الأخيرة.

إذ أن “نظامي” (73 عاما) هو خامس مسؤول من المعارضة، وأبرزهم يُعدم منذ إقامة (المحكمة الدولية لجرائم بنغلاديش)، المثيرة للجدل في 2010.

وفي رده على حكم إعدامه، دافع “نظامي” عن نفسه، قائلا وقتذاك: إن “التهم الموجهة إلىَّ مستوحاة من عالم الخيال، وهي أكذوبة التاريخ، حيث لا توجد أدنى علاقة لي بأي من التهم الموجهة إلي”.

كل جريمة الذين تم إعدامهم أنهم رفضوا فصل بنجلاديش عن باكستان عقب تفتيت شبه القارة الهندية عام 1971، أي أنهم دعاة وحدة وليسوا دعاة انفصال، ومع هذا حاكمتهم الحكومة اليسارية بتهم بالية قديمة، هدفها التخلص منهم سياسيا.

فحزب الجماعة الإسلامية يعد أكبر الأحزاب السياسية في بنجلاديش، والشيخ نظامي كان برلمانيا ووزيرا، ولكن الحكومة ذات التوجه اليساري تناصبه العداء، وترفض التخلص منه، وإخلاء الطريق، فسعت للصدام معه، وتلفيق اتهامات لزعيمه مضى عليها أكثر من 33 عاما، و45 عاما منذ بدء الانفصال.

وظهرت الرغبة الانتقامية من الشيخ حتى في جنازته، حيث تصادمت قوات الأمن مع المعزين، وأطلقت الرصاص، ووضعت متفجرات في طريقهم، ومع هذا أصدر الأمين العام للجماعة الإسلامية بالنيابة الدكتور شفيق الرحمن، أمس الأربعاء 11 مايو 2016، بيانا ثمن فيه مشاركة “ألوف مؤلفة من المواطنين” في مراسم تشييع الشهيد مطيع الرحمن نظامي.

وكان إعدام 3 مسؤولين كبار في الجماعة الإسلامية قد تسبب في مواجهات عنيفة عام 2013 بين المناصرين الإسلاميين للحزب والشرطة، ما أسفر عن مقتل 500 شخص، لكن هذه المرة قامت السلطة بموجة اعتقالات قبل التنفيذ، بخلاف عشرات الآلاف من مناصري الحزب في السجون.

محاكمة سياسية باطلة

وتقول أحزاب المعارضة، إن النظام الحاكم في بنجلاديش أعد تُهما مسيسة لإعدام أمير الجماعة الإسلامية، وأن الحكومة تستهدف المعارضين السياسيين لرئيسة الوزراء الحالية الشيخة حسينة، ووصفت الجماعة الإسلامية محاكمة “نظامي” وآخرين من أعضائها بأنها “مسرحية”.

وسبق وأعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تضامنها معه، وقالت “إن المحاكمة لا ترقى للمعايير الدولية”، ووصفت منظمة “لا سلم بغير عدل” الحقوقية الإيطالية إجراءات المحكمة بأنها “سلاح انتقام سياسي هدفه الحقيقي استهداف المعارضة السياسية”.

ودافع “نظامي” من قبل عن نفسه، مؤكدا أنه لا توجد أدنى علاقة له بالأسباب التي دعت إلى حدوث الإبادة الجماعية؛ نظرًا لأنه كان رئيسا للجبهة الطلابية لباكستان الموحدة حتى أواخر شهر سبتمبر من العام 1971، وبعدها لم تكن له أية أنشطة سياسية والتحق بمؤسسة للبحوث، ما ينفي التهمة الـ16 عنه، من “استخدام نفوذه كقائد فرقة للتخطيط لإعدام مفكرين”، كما نفى قيادته لفرقة البدر.

أيضا وصف الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي القرار البنجلاديشي بإعدام “نظامي” بأنه “مسيس بكل ما تعنيه الكلمة من معان”، وقال: إنه “تجاهل النداءات التي طالبتهم بإيقاف تنفيذ هذا القرار الجائر، والتي كان على رأسها نداء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وندد القرة داغي بالصمت الدولي والعالمي تجاه القضايا العادلة، وبخاصة عندما تتعلق بالإسلام والمسلمين، وحذر من أن غياب العدالة، وحقوق الإنسان، هو ما يفجر شرارة التشدد والتطرف، والسبب الرئيسي عندئذ هو استبداد المستبدين وصمت العالم عليهم بل وتأييده لهم أحيانا.

قتل بطريقة مخططة

ووجّهت الجماعة الإسلامية نداءً إلى إضراب عام، الخميس، احتجاجا على إعدام زعيمها.
وقال الأمين العام للجماعة الإسلامية في بيانه للشعب البنغلاديشي، إن “مطيع الرحمن نظامي” قتلته الحكومة بطريقة مخططة لها مسبقا، حيث وجهت له تهما ملفقة ومفبركة ضده، وأدانته في تلك التهم عبر الدفع بشهود ادعاء مزورين في المحكمة، لافتا إلى أن مشاركة الملايين من المواطنين في الداخل والخارج في صلاة الجنازة والغائب على الشهيد مطيع الرحمن نظامي يثبت أن محبة الشيخ الشهيد لا زالت في قلوب المواطنين، فهو كالراحل الحاضر في قلوبهم.

من هو أمير الجماعة الشهيد؟

ووُلد مطيع الرحمن نظامي، أمير الجماعة الإسلامية في بنجلاديش، عام 1943 في الهند، وتخرج في جامعة دكا ببلاده، وحصل على درجة الدكتوراه منها في مجال الاقتصاد.

وترشح للانتخابات البرلمانية في بلاده للمرة الأولى عام 1986، وأصبح أمينًا عامًا للجماعة الإسلامية ببنجلاديش في ديسمبر 1988، ثم فاز بعضوية البرلمان في 1991 وانتُخب بعدها رئيسًا للوفد البرلماني، وانضم إلى ما عُرف بـ”لجنة القضاء على المتعاونين والعملاء” في 1992.

وتم انتخاب “نظامي” كأمير للجماعة الإسلامية في 2000 وترأس الحزب التابع لها، الذي اتخذ موقفًا معارضًا من استقلال بنجلاديش، واستمر انتخابه لعضوية البرلمان عدة مرات منها مرة حصل فيها على أغلبية الأصوات في العام 2001، وعُيِّن فيه وزيرًا للزراعة في عهد رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء من 2001 حتى 2006.

لماذا أعدموه؟

اتهم خصوم أمير الجماعة الإسلامية السياسيون، الشيخ نظامي وزملاءه بقيادة فرقة “البدر” التي كانت لجنة شعبية مسلحة، وكذلك قيادة جناح الطلبة في الجماعة الإسلامية، الذي عاون الجيش الباكستاني ضد المتمردين (الذين استقلوا ببنجلاديش)، إبان الحرب بين الهند وباكستان في 1971 والتي استمرت 6 أشهر، وأسفرت عن انفصال شرق باكستان وإعلان دولة بنجلاديش المستقلة.

وحبست الحكومة “نظامي” للمرة الأولى عام 2007، حين قدمت النيابة العامة البنغالية طلبًا للمحكمة في العشرين من ديسمبر بإجراء تحقيق جديد وموسع في قضية تعود إلى العام 2004 تتعلق بتهريب 10 شاحنات محملة بالأسلحة إلى “جبهة أصام للحرية”، التي تقوم بعمليات مسلحة في شرق الهند.

وبموجب الاتهامات الجديدة الملفقة، أُلقي القبض على نظامي في 2010 بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وظل محتجزًا حتى أدرجت النيابة اسمه في لائحة المتهمين بالقضية بعد تحقيقها الموسع في 26 يونيو 2011.

وفي يناير 2014، صدر حكم ضده بالإعدام أثناء وجوده في منصب وزير الصناعة، بتهمة ارتكاب جرائم حرب منها ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والقتل والتعذيب والاغتصاب وتدمير الممتلكات خلال حرب الاستقلال عن باكستان في العام 1971.

ورفضت المحكمة العليا في بنجلاديش، الخميس الماضي، الطعن المقدم في حكم الإعدام الصادر بحق نظامي، فتم إعدامه سرا، ما أدى بأنصاره للقيام بمظاهرات كبيرة كتلك التي قاموا بها حين سبق أن أعدمت المحكمة رفاقه الثلاثة السابقين، واعتقلت عددا كبيرا من الجماعة تحسبا لهذه المظاهرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …