‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير وصية الشهيد مطيع الرحمن لأسرته ومن وراء أعدمه ولماذا؟
أخبار وتقارير - مايو 11, 2016

وصية الشهيد مطيع الرحمن لأسرته ومن وراء أعدمه ولماذا؟

“لقد عشت ثلاثة وسبعين عامًا، ومصاب بأمراض مختلفة، ويمكن أن ألبي نداء الموت في أية لحظة، ولكن الله أكرمني بالشهادة في سبيله، فلا تجزعوا ولا تطلبوا العفو من أحد سوى الله، ولا تدعوا لي بالحياة بل ادعوا لي بالثبات والقبول عند ربي، فالشهادة في سبيله أسمى أماني”، هذا ما قاله الشيخ مطيع الرحمن نظامي أثناء لقاء الوداع مع أسرته بحسب ما نقله نجله الدكتور نعيم الرحمن نظامي.

لقد مضى الشيخ الرباني مطيع الرحمن وقد يتبعه آخرون رافعين رؤوسهم مبتسمين يعانقون المشانق؛ ولكن ما تحفره حكومة حسينة واجد من أخاديد الدماء القانية سيعمق هوة الخلافات في المجتمع البنغالي إلى عقود طويلة.

فمن هو الشيخ نظامي؟ ومن أعدمه ولماذا؟ وماذا تجنيه بنغلاديش بإعدام الشيخ نظامي وأمثاله من العلماء والقادة السياسيين؟

عجيب أمر هذا الرجل، انتخبته دائرته الانتخابية ممثلا عنها في البرلمان مرتين متتاليتين عام 1991 وعام 2001 بأصوات تجاوزت 58%، وانتخبه حزبه (الجماعة الإسلامية) رئيسا له في أربع دورات متتالية منذ عام 2001 إلى وقت شهادته، وقبل ذلك انتخبته كبرى الجمعيات الطلابية (الجمعية الإسلامية للطلبة) بشطريها (باكستان الشرقية والغربية) رئيسا لها لدورتين متتاليين (1969-1971)، واختارته حليفته السياسية خالدة ضياء وزيرا للصناعة والزراعة في حكومتها (2001-2006)، وكثيرا ما كانت تضرب به المثل في اجتماعات مجلس الوزراء بحسن الأداء والسمعة الحسنة.

“الحقيقة المرة أن حسينة واجد استأنفت سياستها الانتقامية منذ نهاية عام 2008 بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية وبأغلبية أذهلت الأصدقاء قبل الخصوم، حيث تعالت أصوات الانتقام وأعلنت تشكيل محكمة خاصة سميت محكمة الجنايات الدولية، وبدأت حملة اعتقالات فمحاكمات وإعدامات”.

احترمه كل من التقى به أو رآه أو تعامل معه؛ إذ براءة الطفولة وطيبة أهل التقى تعلوان وجهه؛ ورغم ذلك فقد اتهمته غريمته السياسية رئيسة الوزراء البنغالية حسينة واجد بست عشرة تهمة منها قتل مئات الناس في قريته واغتصاب 54 امرأة والسطو والإرهاب وقيادة منظمة إرهابية وحثها على قتل مئات الآلاف من البنغاليين، وتهريب السلاح.

والسؤال الأهم أمام كل هذه الاتهامات أنه إذا كان فعلاً رجلاً إرهابًيا وشريرًا إلى هذه الدرجة فلماذا لم تسجل قضية واحدة ضده طوال حياته، خاصة منذ انفصال بنغلاديش عن باكستان عام 1971؟ ولما ذا فشل كل معارضيه أصحاب المليارات وأصحاب السلاح والأبهة في كل الانتخابات أمامه واختاره أهل دائرته رغم كل الدعايات الإعلامية الكبيرة ضده؟ وحتى بالأمس بعد استشهاده انتظره عشرات الآلاف من دائرته طوال الليل حتى يصلوا عليه.. 

والسؤال الأكبر هو لما ذا تحالفت رئيسة الوزراء حسينة واجد مع هذا “المجرم” ومع جماعته عام 1988عندما كانت تخوض غمار حملة شعبية ضد حكومة الجنرال إرشاد الرحمن العسكرية.

الحقيقة المرة أن حسينة واجد استأنفت سياستها الانتقامية منذ نهاية عام 2008 بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية وبأغلبية أذهلت الأصدقاء قبل الخصوم، حيث تعالت أصوات الانتقام وأعلنت تشكيل محكمة خاصة سميت محكمة الجنايات الدولية، وبدأت حملة اعتقالات فمحاكمات وإعدامات.

استغرب المتخصصون القانونيون والمراقبون الحقوقيون من مجرد التسمية، كيف أصبحت محكمة خاصة محلية لا ترتقي حتى إلى مستوى المؤسسات القضائية الدستورية في البلاد، محكمة دولية؟ إذا كانت دولية فعلا فلماذا رفض كل من تقدم بطلب المشاركة أو المراقبة أو الحضور من القانونيين الدوليين خاصة المهتمين بقضايا جرائم الحرب؟ و

إذا كانت المحكمة دولية فلماذا لم يسمح للمؤسسات الإعلامية العالمية كقناة الجزيرة بالدخول إلى البلاد ومراقبة مسار المحاكمة والاعتقالات؟ وإذا كانت المحكمة قانونية فعلا فما مصير تلك الاتفاقية الدولية الثلاثية التي وقعت عليها كل من بنغلاديش والهند وباكستان ونصت على إغلاق ملف أحداث عام 1971 وعدم التطرق إليها في أي حال من الأحوال؟

 

لقد أعدم خمسة من القادة البارزين من الجماعة الإسلامية ومن حزب خالدة ضياء، كما حكم على عدد كبير من القادة بالمؤبد وبالإعدام؛ منهم شيخ ثمانيني آخر هو الشيخ عبد السبحان عضو البرلمان سابقا ونائب أمير الجماعة الإسلامية، والسيد مير قاسم أحد أبرز الشخصيات الإعلامية والخيرية وغيرهما كثير.

المضحك المبكي أن المحاكم البنغالية نفسها قد اعترفت بعدم إثبات التهم ضدهم، فهذا رئيس المحكمة العليا يسائل الادعاء: “كيف أحكم بإعدام سيد مير قاسم وقد اتهمتموه (الادعاء) بقتل طفلة في مدينة تشيتاغونغ والوثائق الرسمية تؤكد أنه كان موجودا وقتها في العاصمة دكا التي تبعد مئات الكيلومترات؟

وفي يوم مشهود آخر صرخ رئيس المحكمة مخاطبا الادعاء: لم تقدموا لي دليلا دامغا واحدا تثبت إدانة الشيخ نظامي فكيف أصدر حكما بالإعدام؟ وعندما ردت إليه بضاعته هذه يوم النطق بالإعدام قال: لا أحتاج إلى دليل أو إثبات، يكفيني أنه وقف مع باكستان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …