‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير أبرز 8 ملاحظات على مظاهرات «مصر مش للبيع»
أخبار وتقارير - أبريل 25, 2016

أبرز 8 ملاحظات على مظاهرات «مصر مش للبيع»

لا ينكر أحد أن حالة من الخوف والهلع أصابت سلطات الانقلاب وأجهزته الأمنية من الدعوات التي سبقت مظاهرات اليوم الإثنين، 25 أبريل، رفضا للتنازل عن جزيرتي صنافير وتيران للمملكة العربية السعودية، في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أقرها السيسي سرا، ودبر لها في خفاء على مدى 9 شهور كاملة، بل على نحو أدق خرجت مظاهرات اليوم رفضا لمجمل سياسات الحكم العسكري الذي يواصل تخريب البلاد، وتنهار يوما بعد آخر على يدي جنرالات العسكر وهم ينظرون.
ونرصد هنا أبرز 8 ملاحظات في مظاهرات اليوم:
أولًا: مظاهرات في معظم المحافظات
انطلقت مظاهرات اليوم في معظم المحافظات المصرية، ولم يتم رصد عدد المظاهرات بسبب كثافتها، واتساع رقعتها في أنحاء مصر، إلا ما كان من محافظة الإسكندرية التي خرجت منها أكثر من 15 تظاهرة نهارية وغيرها في المساء، كما نظمت الشرقية أكثر من 35 مظاهرة في معظم مدن ومراكز المحافظات، بدأت من الصباح الباكر عبر عدد من الوقفات والسلاسل البشرية، وصولا إلى مظاهرات حاشدة في المدن الرئيسية.
كما شهدت محافظات القاهرة والجيزة مظاهرات كبيرة في مدينة نصر والدقي وناهيا، كما خرجت المظاهرات في القليوبية والمنوفية والغربية والبحيرة والدقهلية وكفر الشيخ ودمياط والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا وأسوان وشمال سيناء.

ثانيا: انتشار أمني مكثف واعتقال النشطاء
وفي المقابل، شهدت معظم المحافظات تواجدا أمنيا مكثفا بصورة غير مسبوقة، خصوصا في القاهرة ومنطقة وسط البلد، ويمكن الجزم بأن الأجهزة الأمنية قامت باستخدام شبكة من المخبرين واسعة الانتشار، واعتمدت تحركات الأجهزة الأمنية على المناورة، حيث ارتدت الزي المدني، واستخدمت سيارات مدنية أيضا؛ حتى تتمكن من خداع المتظاهرين، وضرب فرق الرصد الخاصة بالثوار، وانتشرت أعداد كبيرة من المخبرين، إضافة إلى تجنيد معظم العاملين بمقاهي وسط البلد والميادين والنواصي الرئيسية، وهو ما ساعد الأجهزة الأمنية على رصد تحركات النشطاء وقمع معظم المظاهرات بمجرد انطلاقها بدقائق، ربما تصل إلى 30 دقيقة كحد أقصى.
إزاء ذلك، نجحت ميليشيات الأمن في اعتقال أكثر من 200 متظاهر في معظم أنحاء البلاد، كان أكثرها في القاهرة، وتم اعتقال حوالي 200 من النشطاء والمتظاهرين حتى كتابة هذه السطور، بحسب مراكز حقوقية معتبرة.
هذا الانتشار الأمني المكثف دفع الحقوقي الأمريكي “كينيث روث” للسخرية من المشهد المصري، وكتب روث- عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر- “هكذا تحترم مصر حق التظاهر ضد السيسي”.
ونقل المسؤول الحقوقي تغريدة للناشطة المصرية الأمريكية منى الطحاوي كتبت فيها: “نستحق أن ننال حق الاحتجاج السلمي. لكن نظام السيسي أرسل الجيش ورجال شرطة مقنعين إلى الميادين”.
ثالثًا: منع وجود نقطة ثبات
بعكس يوم الأرض الذي توافق يوم 15 أبريل الجاري، حيث تمكن الثوار من احتلال نقطة ارتكاز وثبات، وتم البث منها مباشرة لمعظم الفضائيات ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، وهو ما أشعر الجميع بأن هناك تواجدا قويا للمتظاهرين، إلا أن تكتيك الأجهزة الأمنية كان مختلفا، اليوم، حيث لم تسمح للثوار بأن تكون لهم نقطة ثبات أو ارتكاز واحدة يمكن البث منها، وتكون محورا لكل وسائل الإعلام، وتعلمت الأجهزة الأمنية الدرس من خلال ثورة يناير حيث كان ميدان التحرير نقطة ثبات وارتكاز رئيسية، وكان في كل محافظة نقطة ثبات رئيسية، وهو ما لم تسمح به ميليشيات السيسي هذه المرة، فظهر الحراك الثوري مبعثرا رغم أنه كان متنوعا ومتسعا على رقعة كبيرة من محافظات مصر.
رابعا: إغلاق الميادين والنقابات والشوارع الرئيسية
اعتمدت خطة أجهزة أمن الانقلاب كذلك على احتلال الميادين الكبرى في معظم المحافظات خصوصا في القاهرة والجيزة، وخصوصا تلك التي كانت نقاط ثبات وتمركز في ثورة يناير 2011، فأغلقت ميدانى التحرير والقائد إبراهيم، وكذلك الشوارع الرئيسية في معظم المحافظات المصرية، ولما أعلن الثوار أمس بعض نقاط الانطلاق، مثل نقابة الصحفيين والأطباء ومحطة مترو البحوث، حولتها ميليشيات السيسي إلى ثكنات عسكرية، بل وأغلقت أبواب النقابتين واعتقلت من اقترب منهما من النشطاء، بل إنها لم تسمح حتى لبعض أعضاء النقابتين بالدخول، كما حدث مع محمد عبد القدوس وكمال حبيب في نقابة الصحفيين، حيث تم احتجاز الثاني رغم أنه أحد داعمي الانقلاب، وشوهدت طوابير طويلة من السيارات العسكرية والشرطة بملابسهم الرسمية في الوقت الذي كان انتشار الشرطة بالزي المدني والسيارات المدنية كبيرا لخداع الثوار ومنع رصد تحركات الشرطة.
خامسا: عدم تمكن عدد كبير من المشاركة
ورغم كثافة المظاهرات في معظم المحافظات المصرية، إلا أن القمع الشديد الذي تمارسه سلطات الانقلاب منذ 30 يونيو 2013 وجرأتها غير المسبوقة في سفك دماء الآلاف من المصريين، واعتقال عشرات الآلاف، وعمليات التعذيب البشعة، حالت دون مشاركة الملايين من المصريين، رغم رفضهم التام لتنازل السيسي عن الجزيرتين، ورفضهم لسياساته الفاشلة التى أهدرت حصة مصر من مياه النيل، وحقها في حقول الغاز بالبحر الأبيض المتوسط مع قبرص واليونان وإسرائيل. ورغم موجة الغلاء الفاحش جراء انهيار العملة المحلية والصعود غير المسبوق للدولار، حتى بات المصري يفك الدولار بـ11 جنيها، إلا أن الخوف من القمع والقتل حال دون خروج الملايين رغم حالة السخط الشديد والغضب الأشد، وإن كانت ممارسات الانقلاب هي أكبر دافع لخروج هذه الملايين قريبا.
سادسا: أنصار السيسي يرفعون أعلام السعودية
في الوقت الذي قمعت فيه الأجهزة الأمنية أي تظاهرة خرجت تندد بالتفريط في أرض الوطن وبيعها بأبخس الأثمان، سمحت للعشرات من أنصار السيسي بالتظاهر والرقص حاملين أعلام السعودية، وهو ما يعكس حالة التدني والانحطاط بصورة لم يتخيلها أحد، حيث يتم رفع أعلام دولة أجنبية في احتفالات وطنية.
يقول الكاتب الصحفي جمال سلطان- في مقال له بصحيفة “المصريون” اليوم الإثنين تحت عنوان «هل قرأ السيسي مشاهد اليوم بشكل صحيح؟!»- «هناك حالة من التوتر الشديد والتخبط الأشد، وقد وصلت الأمور إلى أن احتفال الشارع المصري بيوم تحرير سيناء تقوم فيه مجموعات مستأجرة محمية بسياج أمني برفع علم المملكة العربية السعودية وليس علم مصر نكاية في المتظاهرين الذين يرفعون علم مصر، محتجين على إدارة الحكومة لقضية الجزيرتين، والعقل السياسي في أبسط مستوياته لا يمكن أن يصل في عناده إلى هذه المهانة، والتي تمثل إحراجا للسعودية نفسها؛ لأنه لا يوجد شعب يرفع علم دولة أخرى احتفالا بأعياده القومية، ولكنه التخبط وفوضى التفكير، والعجز عن رؤية الخطر أو تفكيك المشهد الخطير».

الأكثر دهشة من ذلك هو ما صرحت به إحدى مؤيدات السيسي الشهيرات، امرأة «شات أب يور ماوس أوباما»، التي قالت: «حتى لو الجزر مصرية إحنا هنديها للسعودية؛ لأنها وقفت جنبنا وقت الزنقة، وهنديها الأهرامات وأبو الهول وأم الهول كمان!!».

سابعا: وضع مأزوم وصورة بالغة السوء
يقول سلطان في مقاله المذكور: «الحقيقة أن صورة العاصمة المصرية اليوم كانت بالغة السوء أمام الإعلام الدولي، الذي مسه هو الآخر بعض شظايا الأحداث من توقيف أحدهم وطرد البي بي سي من ميدان التحرير، وتفتيش وإيقاف أي شخص يشتبه في أنه يصور الأحداث بل وصلت الأمور إلى تفتيش هواتف المارة في بعض الميادين، مثل ميدان رمسيس، والبحث في رسائل “واتساب”، والقبض على من يوجد لديه رسالة تتعلق بالجزر».
ويضيف سلطان «الرسالة واضحة من أحداث اليوم، مصر ليست بخير، والوضع مأزوم، والأحوال غير مستقرة، والمستقبل مفتوح على كل الاحتمالات، وهذا كله يمثل ضررا بالغا بمصالح الوطن كلها، اقتصاديا ودبلوماسيا وأمنيا وسياسيا أيضا، وكما أشرت بالأمس، أيا كانت نتائج جولة اليوم، إلا أن الخطير أنها فتحت بابا لا يمكن إغلاقه مهما كان الاستنفار الأمني، كما أن هذا التشنج السياسي والأمني سيدفع لمزيد من الأخطاء في إدارة أزمة البلاد، ومزيد من الأخطاء يعني مزيدا من الاحتقان وربما الضحايا، هذه سلوكيات بائسة، تفتقر إلى لحد الأدنى من الحس السياسي أو الحكمة، كما أن الحالة الصعبة التي تعيش فيها البلاد اقتصاديا واجتماعيا لا تسمح بمثل هذا العناد السياسي والإصرار على مسار يدرك أصحابه ويدرك غيرهم أنه بلا أفق، وينبغي أن يكون في هذا البلد من يملك الإحساس بالمسؤولية لوقف هذا الاستهتار والتعالي على إرادة الشعب».
ثامنا: فروق كاشفة بين متظاهرين ومستأجرين
يضيف سلطان «لقد تحدث السيسي قبل شهور، عندما شعر ببداية تململ شعبي ضد سياساته بأنه مستعد للمغادرة إذا شعر بأن الناس ستنزل الشارع احتجاجا عليه، ولكنه اليوم يغلق الشارع وينزل قوات الأمن بكثافة لمنع الناس من النزول، وهي رسالة واضحة لا تحتاج إلى شروح مطولة ولا مختصرة، فالرسالة وصلتك بوضوح، كما أن رسالتك وصلت إلى الناس الآن بوضوح أيضا، ولن يغير منها شيئا الزج ببعض البسطاء والغلابة في بعض الميادين لرفع الصور والهتاف للقائد، فأي نظرة بسيطة للشارع الآن يمكنها التمييز بين قوى سياسية معروفة وثوار حقيقيين معروفين وشباب صنعوا مشهد الثورة المصرية منذ يناير 2011 وحتى الآن، وبين بعض النساء والبائسين المجهولين القليلين الذين لا يعرفهم أحد ونزلوا في حراسة قوات الأمن ليرفعوا صورك».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …