‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الدين الملاكي.. حملة لـ”الأوقاف” دعمًا لبيع “تيران” و”صنافير” بأوامر السيسي
أخبار وتقارير - أبريل 14, 2016

الدين الملاكي.. حملة لـ”الأوقاف” دعمًا لبيع “تيران” و”صنافير” بأوامر السيسي

في استجابة سريعة لأوامر عبد الفتاح السيسي لرجال الدين بدعم سياساته وتهدئة الغضب الشعبي المتصاعد، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، اليوم، عن بدء عقد سلسلة من الندوات والأمسيات الدينية، لمواجهة التحريض على السعودية.

وكان السيسي قد وجَّه حديثه للمؤسسات الدينية، خلال لقائه أمس، فيما أطلق عليه “لقاء الأسرة المصرية”، الذي ضم 107 من الشخصيات السياسية والحزبية والإعلامية، قائلا: “هناك من يقدم نفسه على أنه صاحب الدين، أنا مش ضد حد، وإحنا أكثر ناس مش بنصدق بعضنا”، داعيًا علماء الدين للاجتماع “للبحث فى كيفية إعادة الثقة بين المصريين”.

وقالت “الأوقاف”، في بيانها اليوم، إن الأمسيات عن “سوء الظن” تأتي لمواجهة التحريض ضد علاقات مصر بالسعودية، وانتشار الشائعات التي تنال من العلاقات المصرية السعودية.

وأعلنت وزارة الأوقاف المصرية عن 3 أمسيات دينية كبرى، يوم الأحد المقبل، مع شباب وكبار العلماء، بعدد من أكبر المساجد في محافظات مصر، منها “مسجد الفتح برمسيس القاهرة)، ومسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بـ(كفر الشيخ)، ومسجد ناصر بـ(أسيوط)”، وتتناول موضوع “سوء الظن وأثره على الفرد والمجتمع”.

وتمتد الأمسيات الدينية في ربوع ومساجد مصر بجميع محافظاتها، نشرًا لتعاليم الإسلام وعلوًا بمكارم الأخلاق وصحيح الدين، بحسب “الأوقاف”.

“أفيون المصريين”

ومنذ انقلاب 3 يوليو 2013، تشهد المؤسسات الدينية تماهيا مع النظام السياسي، بات مثارا للسخرية من إصدار فتاوى مسيسة، ومنها:
فتوى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بتشبيه مُقاطِع الانتخابات البرلمانية في مصر بـ”العاق لوالديه”، وفي أغسطس الماضي، صدرت التعليمات لجميع الأئمة والخطباء، بإلقاء خطبة الجمعة عن فضائل مشروع قناة السويس وما يعود به على الاقتصاد المصري من فوائد جمّة.

وطُلب منهم أن يستذكروا النصر الذي تحقق للنبي محمد في غزوة الخندق، تشبيها للخندق الذي حفره النبي وأتباعه بتوسعة القناة. ودأبت مشيخة الأزهر على الدفع بأعضائها للإشادة به، ووصلت المبالغة في الثناء عليه إلى تشبيه السيسي بالأنبياء، وإصدار فتاوى تُجيز فقء عيون معارضيه، في توظيف للدين لخدمة السلطة.

وتعددت تصريحات المشايخ المشيدة بالسيسي والمهاجمة لمعارضيه، كإجازة أستاذ الشريعة في الأزهر الدكتور عطية عبد الموجود للسيسي بأن يفقأ عيون المصريين إن كان ينفّذ في ذلك شرع الله. وإلى جانب ذلك، أفتى أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة بتجريم ترديد شعار “يسقط حكم العسكر”.

وذهب أستاذ الفقه في جامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي إلى وصف السيسي ووزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، بأنهما “رسولان بعثهما الله لحماية الدين”. وقال الهلالي: إن “الله ابتعث رجلين هما السيسي وإبراهيم، كما أرسل من قبل موسى وهارون.

كما وصف وكيل وزارة الأوقاف الشيخ سالم عبد الجليل معارضي السيسي بأنهم “بغاة يجب قتلهم”. وحرّض المفتي السابق علي جمعة، علنا، على قتل المعتصمين في ميدانَي رابعة والنهضة، قائلا: “طوبى لمن قتلهم وقتلوه”. ثم لاحقا قال جمعة، خلال برنامجه “والله أعلم”، على قناة “سي. بي. سي”: إنّ “الأمير الآن يمثّله الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويجب طاعته وعدم عصيانه”، مسترشدا بأحاديث نبوية.

أمّا وكيل وزارة الأوقاف المصري “صبري عبادة” فقد أكد، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي، المعتز بالله عبد الفتاح، في برنامج “90 دقيقة”، أنّ “الأمر استقرّ، وتمّت البيعة لولي الأمر، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، والخروج عليه يعتبر خروجا على ثوابت الإسلام”، مضيفا أن “الصلاة دليل إيمان ولي الأمر، وبالتالي لا يجوز الخروج عليه بعدما استقرت له البيعة الإسلامية من خلال الانتخابات، وبيعة أهل الحل والعقد من كبار المشايخ، كما لا يجب الخروج عليه بأي عدوان، ومنها التظاهرات”.

وقال الداعية خالد الجندي، في حوار مع فضائية “المحور”: إن “الرئيس عبد الفتاح السيسي هو ولي الأمر والرئيس الشرعي، والجيش هو العمود الفقري للدولة”، داعيا إلى احترام ولي الأمر وقائد الدولة.

وتخطى الأمر كل ما سبق ذكره، ليصبح الطلاق على الهوية في عهد السيسي، بنص فتوى إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، مظهر شاهين، قائلا، “كل زوج يجد زوجته تابعة للإخوان عليه أن يطلقها”، وذلك على غير دليل من الكتاب والسنة بإباحة تطليق “الزوجة الإخوانية”، مكرِّسا بذلك القطيعة المجتمعية التي يسعى إلى بثّها النظام الحالي ضد معارضيه. وأضاف، أنّه “من غير المعقول أن تكتشف أن زوجتك التي تنام بجوارك هي خلية نائمة تابعة للجماعة الإرهابية وأنت لا تعلم”، متابعا، “لا مانع أن يضحّي الرجل بزوجته إذا كان هذا في مصلحة الوطن، فالتضحية بالأشخاص واجب في سبيل الوطن”.

وفي اليوم التالي لهذه الفتوى، التي أثارت عاصفة من ردود الأفعال المستهجنة، خرجت عضو لجنة السياسات في الحزب “الوطني”، عميدة كلية الدراسات الإسلامية بنات في جامعة الأزهر سابقا الدكتورة سعاد صالح، الملقبة بـ”مفتية النساء”، بفتوى تبيح “فسخ خطبة الشاب من خطيبته إذا كانت تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين؛ بدعوى الحفاظ على الأسرة والدين ومصلحة العائلة والوطن.

وفي 9 نوفمبر الماضي، أجازت دار الإفتاء المصرية، دفع أموال الزكاة لإصلاح شبكات الصرف التي تعمل على تصريف مياه الأمطار المتراكمة، وكذلك دفعها لإنشاء مخيمات إيواء للمصابين في أحداث السيول التي أوْدت بمساكنهم، في محافظات الاسكندرية والبحيرة والدقهلية شمالي مصر، خلال الشتاء الماضي.

وأضافت الدار أن دفع الزكاة لإصلاح شبكات الصرف التي تعمل على تصريف مياه الأمطار جائز شرعا؛ تقليدا لمن وسّع من مفهوم مصرف “في سبيل الله” وجعله شاملا لكل المصالح العمومية للمسلمين، دون الحديث عن الفساد وإهدار الأموال في المؤسسات الحكومية المنوطة بتيسير حياة المواطنين.

ومنذ اعتلاء عبد الفتاح السيسي سُدة الحكم في مصر، عبر الانقلاب، حرص على استدعاء الدين الإسلامي والمسيحي، في محاولة للتأثير على قناعات الشعب المصري، الذي يتّجه بغالبيته إلى القيم الدينية، بوصفه شعبا يميل إلى أن يكون محافظا.

كما ركَّز السيسي في خطاباته على دور المؤسسة الدينية، مطالبا إياها بتجديد الخطاب الديني، وتحريره من قيود الظلامية، التي يلتحف بها معارضوه، كما يصوّرهم السيسي وإعلامه.

ومنذ تلك اللحظة، فهمت المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية الرسالة السرية، فتسارعت وتيرة المساندة الدينية بالفتاوى والآراء المواكبة لأزمات النظام وقائده، بشكل يؤكد أن المؤسسات الإسلامية في مصر في عهد السيسي باتت أكثر من مجرد أدوات دعم للنظام، بل أضحت جزءا من الطغيان نفسه.

ولم يكتفِ السيسي باستخدام المؤسسة الدينية لشرعنة نظامه، وإنما لتقديم نفسه للعالم كرجل يعمل على تحديث وعصرنة الدين الإسلامي. وهذا ما جعل متصدري تيار اليمين في الولايات المتحدة يشيدون به ويثنون عليه، بعدما دعا في خطابه إلى الأزهر إلى ثورة دينية في الإسلام. بل ذهب بعضهم إلى اعتباره مؤهلا لنيل جائزة نوبل للسلام واعتباره كمارتين لوثر كينغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …