‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مواقع التواصل أثبتت تأثيرها السياسي وأجبرت السيسي على عزل ترزي قوانينه
أخبار وتقارير - مارس 14, 2016

مواقع التواصل أثبتت تأثيرها السياسي وأجبرت السيسي على عزل ترزي قوانينه

“لم أر في حياتي دولة تدار من فيس بوك”.. عبارة قالها المذيع الأمنجي أحمد موسي، تعليقًا على اضطرار نظام السيسي لعزل وزيره أحمد الزند الذي علا وتكبر وتطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتكشف في الوقت نفسه دور السوشيال ميديا في المعركة ضد الانقلاب، بعدما كانت سببًا في ثورة يناير 2011.

الدور الذي لعبه السوشيال ميديا في ثورات الربيع العربي وما تلاها حتى الآن دفع كثيرون لتتويجه كـ”سلطة خامسة”، قادرة باسم الرأي العام على التأثير في القرارات السياسية بأكثر مما تفعله الصحافة التي تتهم في أغلب بلدان العالم العربي بأنها “مدجنة”.

وجاء قرار إعفاء وزير العدل السابق أحمد الزند، من منصبه، عقب غضبة السوشيال ميديا التي تطورات للمطالبة بإقالته ومحاكمته عقب تصريحه المسيء الشهير: “هأحبس النبي”، ليؤكد هذا، ويضطر السيسي للتخلي عن وزيره وترزي قوانينه.

قبل أيام كانت الصحف تسبح بحمد الزند، وبعد إقالته نزولا علي رغبة المصريين عادت الاهرام لتنشر عنوانا بارزا يقول: “أبى واستكبر وكان من الرافضين.. تفاصيل استعراض القوة والتقارير السيادية في الساعات الأخيرة قبل إقالة الزند”!.

في أعقاب الحملة علي الزند التي قادها مصريون عاديون على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيس بوك”، وتدشين هاشتاج #حاكموا_الزند_الا_رسول_الله، وتطور الامر لرفع 3 محامين قضايا تطالب بمحاكمة الوزير بتهمة ازدراء الأديان، زادت الضغوط بشدة على نظام السيسي.

وجاء بيان الأزهر -رغم هزليته- الذي عنف فيه شيخ الأزهر، وزير العدل أحمد الزند، ضمنًا، لقوله “هأحبس النبي”، منتقدًا التعرض لمقام النبوة، دون أن يذكر اسم الوزير صراحة، كمحاولة لامتصاص غضب السوشيال ميديا الذي امتد لاستنكار علماء وصحفيون ومحامون ما قاله الوزير، ولكن الغضب استمر.

وقد انتقد نشطاء بيان الأزهر الرسمي، لأنه لم يشير لتصريحات المستشار أحمد الزند وزير العدل، واكتفي ببيان عام يبين أنه “على الجميع أن يعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم – هو شرف هذه الأمة وعنوان فخرها ومجدها، وعلى هذه الأمة أن تقف دون مقامه الكريم بكل أدب وخشوع وعرفان بالفضل والجميل.

وحاول السيسي التدخل وتدارك الامر بمطالبة رئيس وزرئه أن يبلغ الزند بضرورة إصدار بيان اعتذار رسمي، ولكن الوزير تكبر معتبرا ان ما قاله على حسابه علي فيس بوك وما قاله لبرنامج أحمد موسي، يكفي، مرددا ما سبق أن قاله من أن “الحملة ضده موجهة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك، وتويتر”.

وبدأت الاتصالات بين «إسماعيل» و«الزند»، لإصدار بيان باعتذار رسمي عن تصريحاته، أو تقديم استقالته، وعندما ماطل أبلغه رئيس الوزراء أن “الشارع كله غاضب من كلامك”.
ولكن «الزند»، أصر على أن تصريحاته لوسائل الإعلام كافية لإبداء موقفه، وأن ما حدث «مجرد زلّة لسان، استغفر بعدها مباشرة»، وهنا جاءه اتصال من السيسي بأن يلزم بيته، ويبلغه بالإقالة لأنه أحرج نظامه بتطاوله علي النبي.

وجاء كل ما قاله “الزند” لتبرير رفض اعتذاره الرسمي من أن ما يجري “حملة علي السوشيال ميديا ضده”، وما قاله رئيس الوزراء له من أن هناك غضب في الشارع، يؤكدون الدور القوي والمؤثر للسوشيال ميديا في كشف الحقائق وقيادة حملات الراي العام، ومن ثم القدرة علي تغيير الوزراء والحكومات.

التغيير بيدي وسائل التواصل أم الحكومات؟
وعلى الرغم من الجدل حول المبالغة في مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي في التغيير السياسي والاجتماعي بالمنطقة، أم لا، إلّا أن وقائع عديدة أكدت أنها ساعدت في تضخيم السخط الشعبي وقدمت لوسائل الإعلام العالمية معلومات قيّمة لما يحدث على أرض الواقع، وفي وقت ندرة المعلومات، عرضت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد كان من الصعب الحصول عليها.

وعلى الرغم من أن “سلطة” السوشيال ميديا لها قدرة على توجيه الرأي العام نحو قضية معينة، أما نجاح هذه القضية أو فشلها، فالملاحظ أن هذا يكون أحيانا مرهون بيد الحكام، فقد تفيدهم السوشيال ميديا في التخلص من شخصيات يرغبون في إقالتها وينتهزون الفرصة لذلك في مثل هذه الاخطاء كما فعل الزند والوزير الذي سبقه.

أما لو أراد الحكام شخصيات معينة فلا يعيرون السوشيال ميديا التفاتا وهناك أمثلة لذلك مثل حالات المذيعين المثيرين للجدل الذي يطلقون تصريحات مضحكة كاذبة ويبثون معلومات مغلوطة وأبرزهم أحمد موسي ومع هذا لم تعزله القناة التي يعمل فيها، بينما عزلت قناة أخري اخرين مثل ريهام سعيد.

أيضا وزير التعليم اشتهر لزلت لسان في صورة منشوراته التي أظهرت أنه ضعيف في اللغة العربية، على الفيس بوك، وأثارت غضب مواقع التواصل الاجتماعي وجري التهكم والسخرية منه، ومع هذا ظل في منصبه لأن السلطة راضية عنه.

كيف يستخدم العرب وسائل التواصل؟
وقد أظهرت دراسة حول كيف يستخدم العرب وسائل التواصل، نشرت بموقع “ذا كونفرسيشن”، أن الفيسبوك هو الشبكة الاجتماعية الأكثر استخدامًا في الشرق الأوسط، مع 80 مليون مستخدم في المنطقة. في حين تمتلك الولايات المتحدة، مع 192 مليون مستخدم، أكثر من ضعف مستخدمي الفيسبوك في منطقة الشرق الأوسط.

وأن 27 مليون مصري يستخدمون الشبكة، ولدي مصر أكبر عدد من مستخدمي الفيسبوك بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ورُغم أنها تمتلك نسبة (30.5٪) أقل من ثلث سكانها على الشبكة، لا يزال هناك مجال كبير للنمو، وفي المقابل، يستخدم (19 مليون مواطن أمريكي الفيسبوك بنسبة 59.7٪.

وثاني أكثر الدول استخدامًا لموقع الفيسبوك هي المملكة العربية السعودية (12 مليون مستخدم، بنسبة تقترب من 43.2 بالمئة من إجمالي عدد السكّان) وتليها العراق (11 مليون مستخدم، يمثلون ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 33 مليون نسمة). وفي العراق، حيث يوجد أيضًا 11 مليون مستخدم للإنترنت، يعتبر الفيسبوك هو أهم المواقع على الإنترنت لكثير من الناس.

ولا شك أن هذه المواقع نجحت في إثارة قضايا عديدة لدي الحكام، بدليل قيام أغلب الحكام العرب بتأسيس مواقع لهم علي فيس بوك وتويتر، لإبلاغ شعوبهم رسائل ما، فضلا عن قيام دول أخري بتشكيل “خلايا الكترونية” للتأثير في الراي العام.

أيضا كشفت الدراسة السابقة أن تطبيق الواتس آب، أي خدمة الرسائل الشهيرة التي يمتلكها الفيسبوك، هو التطبيق الأول في لبنان، قطر، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وذلك وفقًا لجامعة نورث وسترن في قطر.

ويُستخدم الواتس آب لإجراء مناقشات حول الدين والطبخ وتداول الأخبار، فضلًا عن كونه وسيلة مهمة لمجموعة كبيرة من رجال الأعمال وروّاد التجارة الإلكترونية.

وفقًا لدراسة أجرتها وكالة أبحاث TNS في عام 2015، فإنَّ تطبيق الواتس آب هو أيضًا الوسيلة المفضلة لــ 41 بالمئة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في 20 بلدًا في جميع أنحاء المنطقة.

إقالة الزند –وحتي لو كانت هناك رغبة حكومية في إقالته مع تحين الفرصة – تنسب في النهاية بالتالي الي مواقع التواصل ودورها المؤثر في السنوات الاخيرة، ويكفي أن الوزير ورئيس الوزراء وحتي المذيع المؤيد للوزير أحمد موسي اعترفوا جميعا بان “الفيس بوك يغير الحكومات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …