‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “العصا والجزرة” الأمريكية.. “إيران” متورطة في هجمات 11 سبتمبر
أخبار وتقارير - مارس 13, 2016

“العصا والجزرة” الأمريكية.. “إيران” متورطة في هجمات 11 سبتمبر

بعد أن استعرضت محكمة أمريكية ما زعمت أنها وثائق مصادرة من منزل أسامة بن لادن تكشف منح ‏إيران‬ لتنظيم القاعدة ممرا آمنا لأمواله ومراسلاته واستضافة قادته وعائلاتهم، قضت محكمة مدينة نيويورك الأمريكية بتغريم إيران 10.7 مليارات دولار بدعوى تورطها في هجمات 11 سبتمبر 2001، لتعويض أسر الضحايا، بعد أن أثبتت المحكمة تورطها في الهجمات الشهيرة.

وفي ذات ملف القضية؛ برأت المحكمة، الجمعة 11 مارس الجاري، المملكة من أي علاقة بأحداث 11 سبتمبر 2001.

وأصدر الحكم، القاضي جورج دانيلز، بعد انتهائه من نظر دعوى رفعها مدّعون أمريكان، في وقت سابق، قدموا خلالها أدلة حول “مساعدة طهران للإرهابيين الذين نفذوا الهجمات”، بحسب وكالة الانباء الإيرانية “تسنيم”.

وأوضحت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن القاضي، حكم بوجود مسؤولية لإيران عن الهجمات المذكورة، وقضى بتغريمها 7.5 مليارات دولار، تصرف لعائلات الضحايا، و3 مليارات أخرى لصالح شركات التأمين التي تضررت أيضا.

وجاء في نص الحكم أن ” فيه إيران عاجزة عن إثبات براءتها في مساعدة الإرهابيين للقيام بتلك العملية الإرهابية”، ما برر من وجهة نظر المحكمة مطالبتها بدفع مبلغ الغرامة المحدد.

ويأتي الحكم بعد إعلان وكالة الاستخبارات الأمريكية عن وثائق سرية بخط يد زعيم تنظيم القاعدة، الراحل، أسامة بن لادن. وجاءت فيها اعتراف من “بن لادن” بوجود علاقة قوية بين التنظيم وإيران، وهو ما فسر بأنه محاولة أمريكا لإحراج كل من طهران و”القاعدة”.

سقف العلاقة

وقال هاني الجمل، مدير مركز الكنانة للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه على ما يبدو أن الاتفاق النووي الإيراني لم ينه بعد الخلافات القائمة بين إيران وأمريكا”، موضحًا في تصريحات خاصة لـ”البوابة نيوز” إن كلا الطرفين يريد أن يحفظ العلاقات عند سقف معين بحيث لا تكون صداقة كاملة ولا عداء كامل.

وشدد على أن خطوة الوثائق المسربة عن “بن لادن” كانت مقصودة لإحراج إيران، متوقعًا أن يترتب على الوثائق تلك مزيد من التبعات منها الحكم القضائي المدين لإيران ومطالبها بدفع غرامات.

التقارب التركي

ولعل ما أثار حفيظة الموقف الأمريكي، أنه قبل يومين من حكم المحكمة الامريكية؛ زار رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إيران والتقى روحاني وأعلن من قلب طهران أن الدولتان ضد تقسيم سوريا ومع الحفاظ على وحدة ألأراض السورية رشحت ترسيبات عن الجانب الإيراني برغبة الجانب التركي لعودة العلاقات مع روسيا، 

أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، خلال زيارته الرسمية إلى إيران، أن البلدين يمتلكان وجهات النظر ذاتها حيال وحدة الأراضي السورية، وذلك ردا على الادعاءات المختلفة في الإعلام العالمي بخصوص تقسيم سوريا لأكثر من دولة.

وقال أحمد داوود أوغلو في كلمة له خلال مشاركته بمنتدى الأعمال التركي الإيراني، بالعاصمة طهران: “أنا واثق أن تركيا وإيران وباقي دول المنطقة متفقة حيال وحدة الأراضي السورية ومنع تقسيمها”.

وأضاف أوغلو أن “اتفاقية سايكس بيكو قسمت المنطقة قبل 100 عام، ويبنغي أن لا نسمح بتقسيم جديد”.

وشدد رئيس الوزراء التركي على أهمية سعي الجانبين لاستمرار وقف إطلاق النار في سوريا، تمهيدا لاستئناف مفاوضات السلام وتأسيس مرحلة جديدة في الحياة السياسية بسوريا.

وأضاف داود أوغلو أن “تركيا هي البوابة التي تنفتح منها إيران على أوروبا، بالمقابل تعتبر إيران بمثابة البوابة التي تنفتح منها تركيا على دول شرق آسيا، وهذه الخصائص تمنحنا قدرات هائلة في مجال النقل”. لافتا إلى أنه أجرى مع المسؤوليين الإيرانيين تقييما حول مجالات الطرق البرية، والسكك الحديدية، والنقل الجوي، مؤكدا أن الجانبين اتفقا على إجراء مشاريع هامة في كافة مجالات النقل بين البلدين

“الفاشل المستبد”

واستدعاء الربط بين زيارة أوغلو وحكم المحكمة الامريكية الذي يعتبر على سبيل التهديد أن الرئيس ألأمريكي أوباما هو من ربط ابتداء في خطابه الأخير في 5 مارس بين ميدحه لإيران وهجومه على أردوغان.

حيث هاجم أوباما بشدة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووصفه بـ”فاشل” وديكتاتور”، واعرب عن اعتقاده بأن السعودية لا يمكن ان تتقدم مطلقا باضطهادها لنصف تعداد سكانها، اي النساء، ملمحا إلى إلى أن تركيا تدفعه نحو المشاركة في الحرب السورية، حيث اتهم اوباما دولا “جانحة” من حلفاء امريكا بمحاولة جر بلاده الى حروب طائفية طاحنة لا مصلحة لها فيها، واكد ان بلاده لن تنجر الى هذه الحروب، ولن تتدخل عسكريا في المنطقة التي لم تعد تصدر النفط فقط، وانما الارهاب ايضا، وقال ان بلاده ستنسحب منها وتركز على آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية حيث المستقبل.

وفي ذات الخطاب برأ الرئيس الامريكي ايران واتهم السعودية بشكل مباشر، على عكس قرار المحكمة الذي صدر تاليا!، بنشر التطرف والارهاب في المنطقة والعالم بنشرها للمذهب الوهابي، وضرب مثلا بكيفية استخدام المال السعودي والخليجي في تغيير طبيعة الاسلام المعتدل في اندونيسيا،على سبيل المثال، التي تحجبت نساؤها من تأثيره، وقال ذلك صراحة لرئيس وزراء استراليا الذي التقاه في مؤتمر بالعاصمة الاندونيسية التي عاش ودرس فيها (اوباما) أربع سنوات، كما اكد في مقاطع اخرى ان من نفذوا هجمات 11 سبتمبر ليسوا ايرانيين!.

ورق التوت

وتمارس كل من طهران ووواشنطن سياسة احترافية في التعامل في مثل هذه الملفات، فتقابل الحكم الأمريكي باعتراف مسجل عما هو معلوم من الحرب العراقية بالضرورة، فتكشف واشنطن على لسان السفير الأميركي الأسبق لدى كل من العراق وأفغانستان والأمم المتحدة، زلماي خليل زاد، أن “واشنطن نسقت مع طهران لغزو العراق”.

وقال زلماي في مذكرات له قيد الطبع أن الولايات المتحدة نسقت مع إيران قبل غزوها للعراق وسقوط بغداد في التاسع من إبريل 2003، لافتا إلى أن وزير خارجية إيران الحالي محمد جواد ظريف لعب دورا محوريا في محادثات أميركية إيرانية سرية جرت في جنيف عندما كان ظريف حينها مبعوثا لإيران لدى الأمم المتحدة.

وقال خليل زاد في كتابه الذي اختار له عنوان “المبعوث”، ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقتطفات من محتواه إنه تولى تمثيل الجانب الأميركي في المحادثات برفقة الدبلوماسي الأميركي ريان كروكر الذي عمل لاحقا مبعوثا للولايات المتحدة إلى العراق.

وأوضح الكتاب أن المحادثات التي جرت في جنيف قبيل الغزو الأميركي للعراق تمت بسرية تامة وتمحورت حول مستقبل العراق بعد الغزو.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة حصلت على وعد إيراني بعدم إطلاق الجيش الإيراني النار على الطائرات الحربية الأميركية في حال دخولها الأجواء الإيرانية بالخطأ. وأضاف زلماي خليل زاد في كتابه المرتقب نزوله للأسواق هذا الشهر أن إدارة بوش طلبت من إيران كذلك تشجيع زعماء الشيعة العراقيين البارزين المعارضين لصدام حسين بدعم من إيران على المشاركة في تشكيل الحكومة العراقية لاحقا.

لكن “المبعوث” ورد فيه أن الأميركيين والإيرانيين تمحورت خلافاتهم حول كيفية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فضلا عن اتهامات واشنطن لطهران بالتعامل مع التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي دفع إدارة بوش إلى تعليق المحادثات مع إيران في مايو 2003، بعد توجيه الاتهام إلى طهران بإيواء قادة في تنظيم القاعدة.

واعتبر خليل زاد أن التعليق الذي دام أكثر من عشر سنوات كان من أبرز أخطاء حرب العراق، معربا عن اعتقاده أن مزاوجة العمل الدبلوماسي مع العمل الميداني كانت كفيلة بإحداث تغيير جذري في سلوك إيران.

ويأتي كتاب خليل زاد المحسوب على المحافظين الجدد ليدعم وجهة نظر إدارة أوباما الليبرالية في خضم جدل ما يزال دائرا في واشنطن بشأن الأسلوب الأمثل للتعامل مع إيران. وقال خليل زاد إنه نقل من إدارة بوش إلى إيران عبر ظريف تطمينا بأن واشنطن ليس لديها رغبة في توسيع عملياتها خارج حدود العراق، بل ترغب في إقامة حكومة ديمقراطية في بغداد تعيش بسلام مع جيرانها.

الجزرة السنوية

يكشف التقرير السابق عن مذكرات زلماي زاد أنه لا غنى للاثنين عن بعضهما البعض، فرغم تصنيف دول مجلس التعاون عدا عمان لحزب الله بالارهاب إلا أنه قبل عام من الآن حذف تقرير سنوي صادر حديثا عن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، إيران وحزب الله اللبناني، من قائمة التحديات “الإرهابية” التي تواجه الولايات المتحدة.

التقرير الذي قدمه مدير الاستخبارات جيمس كلابر إلى مجلس الشيوخ الأميركي، صدر في 26 فبراير 2015، ونشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، التي أشارت إلى أن سبب حذف إيران جهودها في محاربة تنظيم “داعش”.

وذكر التقرير حزب الله مرة واحدة، في إشارة إلى التهديدات التي يواجهها من جماعات متشددة، مثل “داعش” و”جبهة النصرة”، بينما دان طهران فقط لدعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي التقرير السابق لكلابر الصادر في 2014، أدرج مدير الاستخبارات إيران وحزب الله ضمن قسم “الإرهاب”، موضحا أنهما “يستمران في تهديد مصالح حلفاء الولايات المتحدة بشكل مباشر. حزب الله زاد من نشاطه الإرهابي الدولي خلال السنوات الأخيرة لدرجة لم نلحظها منذ التسعينات”.

كما أن إيران كانت مدرجة في قسم “الإرهاب” في نسخ أعوام 2011 و2012 و2013 من التقرير ذاته. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …