‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير فشل “مجلس الحكماء” فصنفت الإمارات “القرضاوي” إرهابيًّا ضمن 83 منظمة
أخبار وتقارير - نوفمبر 16, 2014

فشل “مجلس الحكماء” فصنفت الإمارات “القرضاوي” إرهابيًّا ضمن 83 منظمة

برغم أنه “تقليد أمريكي” مستقى مما تفعله وزارة الخارجية الأمريكية سنويا بإصدار لائحة بالتنظيمات الإرهابية، وغالبا ما يتبعه عمل عسكري ضد هذه التنظيمات وهو القوة العسكرية، ما تفتقر الإمارات له، فقد أثار إدراج مجلس الوزراء الإماراتي، السبت 15 نوفمبر الجاري، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ القرضاوي، ضمن قائمة تضم 83 تنظيما اعتبرتهم أبو ظبي “منظمات إرهابية”، تساؤلات حول أسباب تصنيف الاتحاد والقرضاوي ضمن “الإرهابيين” .

وتساءل علماء ونشطاء: هل لهذا علاقة بفشل المجلس البديل الذي دشنته الإمارات، يوليو الماضي، على عجل، ووصفه مراقبون بأنه “ولد مبتسرا في الحضانة الإماراتية”، أم له علاقة بصراع قطر والإمارات؟!”.

والتصنيف الإماراتي للإرهاب شمل أيضا هيئات إغاثة إسلامية أوروبية عديدة، وهيئة الإغاثة الإسلامية التي تعمل فيها الفنانة المصرية المعتزلة حنان ترك سفيرة لها، وحتى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (كير) ممثل المسلمين في أمريكا، فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين، ولكن ما لفت الأنظار أنه تم “حشر” اتحاد علماء المسلمين، ضمن من تعتبرهم الإمارات “إرهابيين”.

وأوضحت الإمارات أن القائمة تعد تطبيقا لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014، بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية وقرار مجلس الوزراء بشأن نظام قوائم الإرهاب.

ويقول مراقبون “إن القرار الإماراتي الخاص بتصنيف القرضاوي واتحاده كمنظمة إرهابية متعمد ومقصود لإفساح المجال للكيان الموازي الذي دشنته الإمارات، يوليه الماضي، لكي يكون معبرا عن علماء المسلمين، ولكن تحت اسم آخر هو “حكماء المسلمين”، والذي لم يظهر أي نشاط أو فعاليات له منذ ظهوره قبل أربعة أشهر؛ لأنه ولد على عجل ولم ينجح في إثبات وجوده على الساحة، بينما ظل اتحاد علماء المسلمين يمارس دورا مؤثرا.

ووجهت انتقادات عديدة من علماء الاتحاد العالمي ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس الإماراتي، الذي وصفه البعض بأنه يستهدف تبرير العلماء المنضمين له لقمع الحكام لشعوبهم بدعاوى الإرهاب.

وكان الشيخ حسن فوزي الصعيدي، أحد قيادات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قطر، قد قال: إن هذا المجلس الإماراتي “وُلد على عجل.. لم يرَ الناس فيه معاناة حمل أو ألم مخاض.. ولكن هكذا وُلد فجأة!!”، وقال آخرون: إنه يعكس “حالة التخبط والارتباك الذي يعيشه الآن ما يسمى بـ”مجلس حكماء المسلمين”، والذي ظهر إلى النور فجأة تحت حضانة ورعاية قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ككيان يهدف إلى “تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية”.

فيما قال سياسيون: إن المجلس الإماراتي جاء في الأصل كجزء من المنافسة والصراع الإماراتي القطري، والهدف من تدشين هذا المجلس هو منافسة المجلس القطري، أي لمواجهة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي بات يصنفه الكثيرون على أنه أداة دينية عابرة للحدود تشكل منبرًا لجماعة الإخوان المسلمين، ومعارضين للحكام العرب.

وأحد عوامل فشل هذا المجلس الإماراتي، كما يقول أعضاء في اتحاد قطر، أنه وُلد برأسين، أحدهما الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والأخرى تمثلت في الفقيه الموريتاني الشيخ عبد الله بن بيه، أما الجسد فلم يخرج بالنضوج المرجو، حيث لم يحضر جلسة تدشينه في 19 يوليو الماضي إلا 14 من أصل 40 .

وقيل: إن الصراع المكتوم بين “الطيب” و “بن بيه” على رئاسة المجلس استتبعه تصدعات في جسده المترهل، حيث شهد اجتماعه الأول الذي عقد، في نهاية أكتوبر الماضي، غياب عدد كبير من الأعضاء الذين يمثلون دول “السعودية والأردن وباكستان والهند وأمريكا والجزائر”، وكان أبرزهم “الشيخ عبد الله قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والقاضي والفقيه الهندي البارز محمد تقي الدين العثماني.

والأول “قسوم” خرجت عنه تصريحات لقناة “الشروق نيوز”، يؤكد فيها أن مشاركته في “مجلس حكماء المسلمين”، الذي انعقد في أبو ظبي مطلع أغسطس الماضي، لم تكن إلا نتاج “خدعة” تعرض لها، وأنه دعي إلى مؤتمر للعلماء، فإذا به أمام “لقاء سياسي مشبوه”، ووجد نفسه أمام مجلس مواز للاتحاد العالمي العلماء المسلمين الذي يقوده الشيخ يوسف القرضاوي.

أما الثاني “تقي العثماني” فقد شنَّ حملة على قيادات المجلس، قائلا “إنهم اعتبروا سكوته بعد توجيه الدعوة إليه لحضور الاجتماع “علامة رضا” على قبوله الانضمام للمجلس، مضيفًا أنَّ قاعدة “السكوت علامة الرضا” لا تنطبق سوى على البكر التي يؤخذ رأيها في الزواج، متابعًا: “أنا لست بكرًا وهذه ليست قضية زواج”.

أيضا المفكر محمد المختار الشنقيطي، وصف المجلس بأن “رسالته ستكون تقديم الإسلام بفهم المخابرات العامة وعلى هوى الثورة المضادة”، وذلك عبر تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، واتفق معه الأكاديمي السعودي عبد العزيز المطيري، الذي وصف المجلس بـ “حكماء الغفلة والخوف والذل والجبن والخور”.

أما مسلم البراك، النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، فقال في تغريدة أخرى: “بمعرفتنا فقط من المؤسسين وأين مكان التأسيس سنعرف لماذا أقيم هذا المجلس”.

بشار إلى أن بن بيه، وهو أحد أبرز رجال الدين المسلمين المعاصرين، كان قد استقال من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في سبتمبر الماضي، قائلا: إنه يحاول القيام بدور في سبيل الإصلاح يقتضي “خطابا لا يتلاءم” مع موقفه بالاتحاد، في إشارة إلى الهيئة التي يرأسها القرضاوي، والتي يرى البعض أنها باتت أداة دينية عابرة للحدود تشكل منبرا لجماعة الإخوان المسلمين، فيما يري آخرون أن الغضب عليه ناجم عن صراع خليجي – خليجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …