‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “الخليج” يبدأ تخفيض العمالة الوافدة.. و3 ملايين مصري مهددون
أخبار وتقارير - فبراير 23, 2016

“الخليج” يبدأ تخفيض العمالة الوافدة.. و3 ملايين مصري مهددون

قبل أيام أعلن مدير أمن مطروح عودة 133 ألف عامل مصري عبر منفذ السلوم خلال العام الماضي منذ نشر فيديو مقتل 23 مسيحيًّا في درنة الليبية على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، قبل عام، وبقي في ليبيا نحو مليون عامل مصري، وعاد 11 ألف عامل من اليمن وبقي نحو 7 آلاف عامل مصري في اليمن يتحملون الظروف الأمنية واحتمالات التضحية بهم مخافة العودة إلى مصر ومواجهة البطالة واللاحلول الحكومية.

ويواجه 3 ملايين عامل بالخليج خطر “التفنيش” أو إنهاء الخدمات بحكم ما تتعرض له الدول الست من أزمة طاحنة في أسعار البترول وتراكم الديونيات، ورفع أسعار السلع الرئيسية والخدمات ومحاولة تخفيض حجم الإنفاق الحكومي الذي يشكل الجانب الأكبر من استيعاب العمالة المباشرة وغير المباشرة.

تشديدات المالية
وكانت الصحف السعودية، حيث مليوني عامل مصري بمفردها، قد نشرت خبرا مقتضبا بعنوان “15 بندًا لـ «لجم الإنفاق» في القطاعات الحكومية” ويتحدث الخبر عن حزمة تعليمات مشددة أبلغتها وزارة المالية لكافة القطاعات الحكومية والمؤسسات العامة؛ لترشيد الإنفاق الحكومي في مختلف المجالات.

وركزت هذه التعليمات على الحد من المشتريات وتقليص الانتدابات وتخفيض عدد العمالة وتقليص مدد الانتدابات، وتخفيض المصاريف السفرية وتذاكر السفر، وتخفيض الالتزامات على بنود المكافآت (تعويضات العاملين)، وعدم التوسع في مستلزمات ومستهلكات الصيانة والنظافة، والاستعانة بموظفي الفروع لتوفير في هذه النفقات.

وقال وزير المالية القطري على شريف العمادي، أن “موازنة 2016، التي يتم إعدادها حاليًا تتضمن عددًا من التخفيضات المالية بالوزارات التشغيلية، فيما سيتم التركيز على المشاريع الرئيسية فقط، وبمعدلات إنفاق معقولة”.

فيما قامت مؤسسات حكومية في قطر، بتسريح أعدادٍ كبيرة من العاملين بها، على رأسها “شركة قطر للبترول”، و”مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع”، لكن لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن حجم العمالة التي تم تسريحها.

أعوام صعبة
تسبب الهبوط الحاد في أسعار النفط الخام، في تسجيل دول الخليج العربي المنتجة للنفط عجزاً في موازناتها للعام الجاري، أكبرهم كانت السعودية بعجز في موزانة 2016 يقدر بنحو 87 مليار دولار، والكويت 40 مليارًا.

وتتجه العمالة الأجنبية في الخليج، إلى مواجهة ضغوط متزايدة مع استمرار احتمال انخفاض أسعار النفط، على المديين القصير والمتوسط، الذي دفع بعض البلدان الخليجية، لترشيد النفقات، وخفض العمالة وتراجع المشاريع.

وتراجعت أسعار النفط الخام، بنسبة 70% منذ منتصف عام 2014، هبوطًا من 120 دولارًا للبرميل، إلى أقل من 30 دولارًا في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بسبب تخمة المعروض ومحدودية الطلب.

ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية -التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط في تمويل إيرادات موازناتها- كلا من السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان.

ويعيش أكثر من 17 مليون أجنبي في دول مجلس التعاون الخليجي الست، ويرتفع العدد الكلي إلى 23 مليونًا أو أكثر، بعد إضافة أفراد أسر العمالة الوافدة، أي قرابة نصف سكانها البالغ عددهم 48.8 مليونًا، حسب أرقام المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون العربية.

وحسب الإحصاءات، تمثل العمالة الوافدة في دول الخليج الغنية بالنفط، أكثر من 40% من الوظائف المتاحة في تلك الدول.

وتتصدر دول الخليج العربي، العالم من حيث نسبة وجود العمالة الأجنبية على أرضها، وفق تقرير للبنك الدولي الأسبوع الماضي.

وتشير إحصاءات البنك الدولي، إلى أن العمالة الأجنبية في قطر، تشكل 91٪ من إجمالي السكان (الأكبر في العالم)، تلتها الإمارات، بنسبة أجانب بلغت 89% من إجمالي سكانها، والكويت 72.1 %، والبحرين 54%.

وسجل الأجانب في السعودية (صاحبة أكبر اقتصاد خليجي)، وفقاً لتقرير البنك الدولي، الذي جاء بعنوان “حقائق الهجرة والتحويلات 2016″، نسبة 48% من إجمالي السكان، ثم سلطنة عمان بنسبة 24.5%.

وحسب دراسة حول البطالة في الدول العربية، صدرت عن صندوق النقد العربي في أغسطس/آب الماضي، تصل معدلات البطالة (كنسبة من إجمالي القوى العاملة) في عُمان والبحرين والسعودية عند 7.9%، 7.4% و5.7% على التوالي، فيما تصل 3.8% في الإمارات، و3.1% في الكويت و0.5% في قطر.

ووفق أرقام المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أكتوبر/تشرين الأول 2015، شهدت الإمارات تسجيل أعلى نسبة تضخم، مقارنة مع دول الخليج الأخرى، بنسبة 3.68%، تلتها الكويت بنسبة 3.21%، والسعودية بنسبة 2.4%، ومملكة البحرين بنسبة 2.3%، ودولة قطر بنسبة 1.7%، في المقابل سجل التضخم في سلطنة عمان انخفاضًا بنسبة 0.43%.

1500 ريال
أظهرت النشرة الربع سنوية التي تصدرها وزارة القوى العاملة بمصر، أن إجمالي فرص العمل التي تم توفيرها خلال 3 شهور بلغ 63 ألفًا، وإجمالي التعاقدات بسوق العمل الخارجي من واقع تصاريح العمل بالخارج بلغت 190 ألفًا و821 تعاقدًا، وهي فرص عمل لا تعوض الإجراءات التي اتخذتها الشركات الأجنبية في السوق المصرية، باستغنائها عما بين 25 إلى 40% من العمالة لديها بسبب تراجع أسعار النفط، وتراكم المديونية لدى الشريك المصري.

وآخر تلك الشركات جنرال موتورز التي أوقفت العمل في مصانعها التي تستوعب آلاف العمال بالإضافة إلى 18 شركة أخرى.

ومن الإجرءات التي اتخذتها وزارة القوى العاملة والهجرة في مصر خلال العامين الماضيين، حسب المستشار محمد الحسينى مدير عام التعاون الفني بالوزارة، وضع حد أدنى للعمل بالسوق السعودية على مدار العامين الماضيين، ليتراوح بين 1500 و1800 ريال، في حين كانت قبل العامين 2000 ريال، وهو نفس الحد الذي فرضته العمالة الفلبينية في تعاقدات وزارة العمل السعودية، وكان مبلغ 1800 الذي تحدث عنه الحسيني هو شرط الهند في تعاقداتها كحد أدنى!!.

كما تؤرق الأزمة المالية في الخليج البحث عن سبل لتشغيل المتعطلين والبالغ عددهم في السعودية نحو مليون متعطل، وتخفيض حجم العمالة الوافدة سنويا بنسبة 25%، في حين تعلن دول ومنها مصر أنها تفاوض للوصول بحصة العمالة المصرية لنسبة تقترب من %20، مقابل %15 نسبة العمالة المصرية الحالية إلى إجمالى العمالة الأجنبية العاملة بالسوق السعودية.

منافسون أرخص
ويرى الخبراء أن العمالة المصرية يواجهها عدة تحديات أبرزها المنافسون الأرخص، سواء من العمالة الأسيوية الرخيصة، فضلا عن استيعاب الخليج للعمالة الفارة من اليمن ومن سوريا ولديهم استعداد للعمل بأرخص الأسعار.

الأمر الثاني حسب الخبراء هو أن حجم التحويلات الكبيرة للعمالة الأجنبية، التي تزيد عن 100 مليار دولار سنويًّا، ويرى الخبراء أن العمالة المصرية أغلبها غير مؤهل ويتطلب للتحويل لأسرته في حين يتوفر من العمالة لدى الكفلاء من يكتفي بمجرد العيش فقط.

يعتبر أمرًا مكلفًا لاقتصادات الخليج، التي تعاني بسبب النفط، وهو ما دفع بعض الدول إلى التلميح لتقليص تلك العمالة واستبدالها بعمالة محلية أو لا تقل سلبياتها، وهو عيب في العمالة الأسيوية والمصرية.

وعلى مستوى الاجتماعيات السيئة يشتهر العمل المصري بمجموعة من الطباع السيئة بالتطلع للرواتب ونقل الوشايات “الزنب” مما يزيد من مشاكلها.

حقوق ضائعة
يتحمل المصري في غربته للموت كما حصل خلال فبراير الجاري مع مصري احترق في حريق مصنع كرتون بالأردن، ومصري آخر لقي مصرعه إثر سقوطه من الطابق السابع من عمارة قيد الإنشاء في منطقة الفحيحيل بالكويت، وغيرها من الحوادث اليومية.. والقضية هي قد لا يحصل على تعويض مرضي أو يحصل عليه أو قد يحصل عليه ولكنه لا يستفيد منه.

غير أن الأصعب هو الإهانات والحط من كرامة المصري في الغربة؛ لأن من يجلس في قصر القبة يفضل الرز الخليجي عن الإتيان بحقوق مواطنه، ومن ذلك 4 سعوديين يعتدون على مصري ويقتلونه دهسا بسيارتهم خلال يناير الماضي، أو يقوم الكفيل بتصوير عامل مصري في الأسقف المعلقة ورأسه محشور ولا يستطيع العامل المسكين الاعتراض على نشر خصوصيته خوفًا من “التفنيش”.

ويعبر وليد سعيد المصرى، فني تبريد، عن وضعه المهين لدى كفيله لمجرد أنه اقترح عليه تغيير مستوى الأداء وكفاءة المنتجات من أجهزه تبريد وتكييف إلا أنهم استحقروه وشتموه وهددوه بالخروج النهائى مما أحبطه.

ورأى سعيد أن مستوى العمالة المصرية ليس بهذا السوء، وأن وزارة الخارجية هي من تضيع حقوق العمال المصريين وتتهاون فى جلب الحقوق ورد الظلم عنهم.

ويستدل المصري -في تعليقه على موقع الجالية المصرية بالسعودية-: على ذلك بسفارة الفلبين التي تأخذ حقوق عمالها، وهم من العمالة المنزلية، مطالبًا بوقفة مماثلة يساندها نوعية العمالة المحترفة من أطباء ومهندسين ومعلمين قائلا: “ارفع شأنهم أولا ستجد احترامهم يسود فى كل مكان”.

وبعد سبع سنوات كاملة من العمل كمشرف على العمال، في إحدى شركات المقاولات في مدينة حائل (شمال غربي السعودية)، أجبر محمد حمدي، على ترك عمله والعودة إلى بلده مصر بحثًا عن مصدر رزق آخر.

يقول: “لم أتوقع أن يطالني تأثير أسعار النفط المنخفضة، التي تسببت في خفض الإنفاق على العديد من مشروعات البنى التحتية الجديدة، وعليه لم تحصل الشركة التي أعمل بها، على عقود جديدة، فقامت بتسريحي مع ستة آخرين”.

وأضاف حمدي لوكالة الأناضول للأنباء، “لم يعد الخليج بالنسبة للعمالة الوافدة كما كان في السابق.. نحن أمام مرحلة جديدة وأغلب شركات المقاولات بدأت في تسريح العشرات، وفي حال استمرار ذلك، سنرى آلاف العمال يلتحقون بطوابير البطالة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …