‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مستقبل مصر بعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عن ولاية سيناء
أخبار وتقارير - نوفمبر 15, 2014

مستقبل مصر بعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عن ولاية سيناء

ما إن أعلن تنظيم “أنصار بيت المقدس” الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” رسميًّا ومبايعة أميرها، وخروج أمير داعش “البغدادي” ليعلن ضم مصر – مع السعودية والجزائر وليبيا واليمن- لغزواته، حتى أعلن “أنصار بيت المقدس” مرة أخرى تغيير اسمه من “تنظيم أنصار بيت المقدس” إلى “ولاية سيناء التابعة للدولة الإسلامية”، استجابة لتعليمات أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش.

وقد فتح هذا الإعلان عن “دولة سيناء” الباب أمام تفسيرات أخرى للهجوم الذي قام بها جهاديون ضد وحدة بحرية مصرية – للمرة الأولى منذ حرب 1973- يوم الأربعاء الماضي، والذي تلاه إعلان هؤلاء الجهاديين – في تسجيل فيديو- أنهم أسروا جنودًا مصريين، ونفته مصر، وسط تعتيم إعلامي على ما جرى بعد إعلان إصابة 5 جنود فقط وفقدان 8 ولا حديث عن قتلى.

المتابعون للحساب المنسوب إلى جماعة “أنصار بيت المقدس” بمصر، على موقع التدوينات القصيرة (تويتر)، لاحظوا أنه قام من مساء الخميس 13 نوفمبر الجاري إلى “ولاية سيناء”، وفوجئ رواد (تويتر) بتغيير اسم حساب جماعة (أنصار بيت المقدس)، التي تعتبرها السلطات في مصر إرهابية وأعلنت قبل أيام بيعتها للبغدادي، إلى (ولاية سيناء)، وإنشاء حساب جديد بذات الاسم الجديد.

وكتبت الجماعة، عبر حسابها على (تويتر)، بعيد تغيير اسمه: “الدعاء بالنصر فقد اقترب موعد الإِعلان الرسمي بفتح ولاية سيناء الإِسلامية على يد إِخوانكم بجماعة أنصار بيت المقدس وما زالت المعركة مستمرة”، وكتبت على الحساب الجديد: “على بركة الله.. نواصل معكم من جديد”.

ومع أن بعض النشطاء استقبلوا هذا التحول بتغريدات تعكس خوفًا على مستقبل مصر من خطر تنظيم داعش، فقد اعتبر البعض الآخر أن “هذا التغيير تطور طبيعي”، لما أسموها “ممارسات النظام الحالي وتعامله مع معارضيه”.

وقد زاد القلق في مصر أكثر، بعد أن بث تنظيم داعش لتسجيل صوتي للبغدادي، الخميس 13 نوفمبر، أعلن فيه “تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان جديدة، إلى بلاد الحرمين (السعودية) واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر”.

وأضاف: “نعلن قبول بيعة من بايعنا من إخواننا في تلك البلدان، وإلغاء اسم الجماعات فيها، وإعلان ولايات جديدة للدولة الإسلامية وتعيين ولاة عليها، وكما نعلن قبول بيعة من بايعنا من الجماعات والأفراد في جميع تلك الولايات المذكورة وغيرها، ونطلب من كل فرد اللحاق بأقرب ولاية إليه، وعليه السمع والطاعة لواليها المكلف من قبلنا”.

وجاء هذا بعدما أعلن تنظيم “أنصار بيت المقدس”، في بيان صوتي، 10 نوفمبر الجاري: “طاعة لأمر الله ورسوله، بعدم التفرق ولزوم الجماعة، نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد بن إبراهيم القرشي الحسيني (أبو بكر البغدادي)، على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفي المنشط والمكره، وألا ننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفرًا بواحًا”.

ويعود ظهور الجماعة، المحسوبة فكريًا على التيار السلفي الجهادي ثم على تنظيم القاعدة، إلى أغسطس 2011، ولكنها زادت عملياتها عقب عزل الرئيس محمد مرسي، وتبنتها مثل تفجير خط الغاز بين مصر وإسرائيل، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم في القاهرة، وتفجير مديرية أمن الدقهلية في شهر ديسمبر 2013، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا بحسب بيان وزارة الصحة حينئذ.

أسر جنود مصريين

وقد تداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، فيديو لمجموعة من الملثمين يعلنون فيه مسؤوليتهم عن حادث “دمياط البحري” الذي تعرضت له القوات البحرية، ويؤكدون أسر وحدة من الجيش المصري.

وظهر في الفيديو، الذي لم تتجاوز مدته 3 دقائق، 5 ملثمين بأقنعة سوداء، وخلفهم راية كتب عليها “لا إله إلا الله” باللون الأبيض، فيما يتلوا أحدهم بيانًا مكتوبًا، تضمن رسالتين، كانت الأولى منهم للعالم بصفة عامة، والمصريين بصفة خاصة، أكدوا فيه أنهم ينتمون لما وصفوه بـ”شباب أرض الكنانة”، وأنهم يقاتلون في سبيل الله، مستندين في مهماتهم إلى آيات من القرآن الكريم.

وجاءت الرسالة الثانية إلى جيش مصر، متضمنة العديد من التهديدات والإهانات؛ حيث وصفوه بـ”جيش الردة”، وأنه يحارب الإسلام والمسلمين، معلنين فيه مسؤوليتهم عن حادث “دمياط البحري” الإرهابي الذي تعرضت له القوات البحرية، وأسر وحدة من الجيش بكامل طاقهما وأسلحتها، وأنهم قاموا بالعملية “للتفاوض على أخواتنا في السجون”، حسبما جاء في مقطع الفيديو.

وبينما لا يزال التعتيم هو سيد الموقف في مصر على ما جرى، ألقي هذا البيان مزيدًا من الغموض على ما حدث عندما تعرضت وحدة تابعة للقوات البحرية لهجوم واشتباكات مع المهاجمين، مساء الأربعاء الماضي على بعد 40 ميلاً من ساحل دمياط، وقيل أن القوات البحرية تمكنت من تدمير 4 قوارب، كانت تقل مجموعات مسلحة وعناصر إرهابية، وألقى القبض على 32 منهم، فيما يجري البحث عن 8 أفراد من عناصر القوات البحرية، هم من يرجح أن بيان الجهاديين يتحدث عن خطفهم.

ولكن مصر نفت ذلك بدليل أنه لا يوجد صور للأسرى أعلنتها داعش للجنود؛ حيث نفى “مصدر سيادي مسؤول” مزاعم تنظيم “داعش” بشأن أسر جنود كانوا على متن لانش القوات البحرية، أثناء الهجوم الإرهابي الذي استهدف إحدى دورياته، على بعد 40 ميلاً بحريًا من ميناء دمياط.

وأضاف المصدر، في تصريح صحفي، أن القوات المسلحة نجحت في التعامل مع العناصر التي قامت بإطلاق النيران على لانش البحرية، مشيرًا إلى أن جميع من تم إلقاء القبض عليهم على خلفية القيام بالعملية خضعوا لتحقيقات مكثفة لمعرفة الجهة المحرضة لهم والممولين إياهم.

وتابع: “أكبر دليل على كذب التنظيم الإرهابي عدم عرضهم أية صور للجنود الذين يتحدثون عن أسرهم”، مشددًا على أنه لم يتم أسر أي من جنود القوات البحرية في العملية الإرهابية الغاشمة.

ووصف مصدر سيادي مسؤول حديثَ أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، عن أن المد الداعشي سيصل إلى مصر قريبًا، بأنه “كلام مجانين” صادر عن شخص معتوه لا يدرك قوة مصر شعبًا وجيشًا.

اتهامات لقوى أجنبية

وردًّا على هذه الصدمة بإعلان أسر جنود ومسؤولية داعش عن الهجمة على الجيش المصري في البحر، بدأت وسائل الإعلام المصرية تنشر تسريبات أو تكهنات لمن وصفتها “مصادر عسكرية” و”مصادر سيادية” تقول إنّ الحادث تم بدعم وتمويل أجنبي باعتبار أن قدرات من قاموا به أقل مما جرى.

حيث قالت مصادر أمنية إن التحريات الأولية حول حادث استهداف لنش تابع للقوات البحرية في عرض البحر الأبيض المتوسط، على بعد 40 ميلًا بحريًا شمال ميناء دمياط، وبعد التحقيقات مع الـ32 مسلحًا من المتورطين في الحادث الذين ألقي القبض عليهم، و”كشفت أن مخابرات إحدى الدول الأجنبية خططت للحادث وقدمت الدعم اللوجيستي للمجموعة الإرهابية التي نفّذت العملية، ويبلغ قوامها أكثر من 55 مسلحًا استخدموا 4 بلنصات لتنفيذ العملية”.

وأوضحت المصادر لصحيفة “الوطن” القريبة من السلطة: “إن العمل “إرهابي” وليس مجرد اشتباك من “مهربين” مع القطع البحرية، خصوصًا أن المهربين- سواء كانوا “مهربي البشر أو المخدرات أو غيرهما” لا يشتبكون مع القوات بسبب ضعف تسليحهم في الأساس، علاوةً على أنّهم يستخدمون مراكب غير قادرة على أي مواجهة مع أصغر لانش بالقوات البحرية المصرية”.

وردًّا على أنه من الصعب دخول قوات أجنبية لهذه المنطقة، قالت المصادر: “من الممكن أن تكون تلك العناصر جاءت من داخل مصر، نظرًا إلى قربها من الحدود المصرية من أي دولة أخرى، ولكن المرجّح على الأكثر أن تكون عناصر غير مصرية تسللت إلى البلاد ونفذت تلك العملية الإرهابية، بعد الحصول على تدريب عالي المستوى؛ حيث لا بد من تدريب عسكري لمهاجمة لانش عسكري وإلحاق أضرار وخسائر كبيرة في الأرواح أو تحقيق إصابة مباشرة للانش.

وحول كيفية دخول الأسلحة التي استخدمتها العناصر الإرهابية في مهاجمة اللانش البحري، قالت المصادر إن السلاح يجري تهريبه إلى داخل مصر من ليبيا وسوريا خلال الفترة الماضية، وإن مصر دخلت إليها أسلحة متطورة يستخدمها جماعة “أنصار بيت المقدس”.

أيضًا، قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكري، إن العناصر الإرهابية التي تم إلقاء القبض عليها في عملية “دمياط” بعد استهداف لانش بحري تابع للقوات البحرية اعترفوا بمعلومات في غاية الأهمية من المحتمل أن تغيِّر من خريطة التعامل العسكري في المنطقة بأكملها، مضيفًا: “يجري حاليًا استجواب المقبوض عليهم للإدلاء بمزيد من المعلومات عن الجهات الممولة لهم”.

وأضاف اليزل، خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج “حقائق وأسرار”، على قناة “صدى البلد” أن استهداف لانش بحري في دمياط “هو تغيير نوعي في الطريقة التي تنتهجها المجموعات الإرهابية”، مشددًا على أن “هذه العملية الإرهابية تداخلت فيها أطراف خارجية كثيرة لتمويل العناصر الإرهابية”.

وتابع الخبير العسكري أنه لن يفصح عن الدول المتورطة في الحادث الإرهابي الأخير؛ نظرًا للسرية التامة للتحقيقات، بالإضافة لدواعي الأمن القومي، منوهًا بأن القوات المسلحة ستذيع بيانًا رسميًا على الشعب المصري عقب الانتهاء من هذه التحقيقات.

شاهد الفيديو

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …