‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير السيسي يستعد لتوريط مصر في حرب مع ليبيا بالتعاون مع CIA للتغطية علي فشله الداخلي
أخبار وتقارير - يناير 27, 2016

السيسي يستعد لتوريط مصر في حرب مع ليبيا بالتعاون مع CIA للتغطية علي فشله الداخلي

-مدير CIA قائد القيادة المركزية الأمريكية زارا مصر لترتيب دور مصر
-أمريكا تروج لوجود “البغدادي” في سرت لتبرير العدوان علي غرار إعلانها وجود نووي في العراق لغزوه
-قوات أمريكية وأوروبية تتدفق على قواعد ليبية استعدادا لمواجهة داعش

 

كريم محمد
قالت مصادر دبلوماسية أجنبية أن عبد الفتاح السيسي يستعد لتوريط مصر في حرب خارجية في ليبيا عبر ضربات جوية وإنزال بري بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، بدعاوي محاربة تنظيم داعش هناك، للتغطية على فشله في الداخل، وإظهار نفسه بطل يحارب الإرهاب أمام المصريين والعالم.
وقالت أن زيارة مدير المخابرات المركزية الأمريكية و قائد القيادة المركزية الأمريكية للسيسي ولقاءهما معه ومع مدير المخابرات وقائد الجيش، يؤكدان بدء الترتيبات لهذه الضربات في ليبيا خاصة مع سيطرة تنظيم داعش علي قرابة 10 أبار نفطية علي الساحل الليبي ورفض برلمان طبرق لحكومة الوفاق الوطني، ورفض الجنرال حفتر عميل أمريكا التخلي عن منصبه كما تطالبه خطة الامم المتحدة.
وجرت ثلاثة تطورات هامة خلال الأيام القليلة الماضية تؤكد أن غزوا أمريكيا – أوروبيا، جديد يجري الاعداد له علي قدم وساق لليبيا، بالتنسيق مع السيسي ودول خليجية، سيكون هو الثاني في الذكري الخامسة لثورتها التي قد يحتفل بها الليبيون في 17 فبراير المقبل وعلى أرضهم قوات أجنبية للمرة الثانية منذ غياب القذافي.
هذه التطورات الهامة هي:
(أولها): مزاعم نشرتها صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية تتحدث عن انتقال ابو بكر البغدادي زعيم داعش الى مدينة سرت الليبية، ونقل صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين إن الولايات المتحدة وحلفاءها زادوا طلعات الاستطلاع الجوية وجمع معلومات المخابرات في ليبيا، وإنهم يعدون لضربات جوية محتملة وغارات.
(الثاني): زيارة مدير المخابرات الأمريكية لمصر في 17 يناير الجاري 2016، وتأكيد المتحدث باسم الرئاسة المصرية أنه كان هناك تركيز علي التعاون “الامني” والاستخباري”، وحديث “السيسي” عن “الجهود الجارية لتأمين حدود مصر الغربية الممتدة مع ليبيا”، وتأكيد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على “التعاون في مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في منطقة الشرق الأوسط”.
(الثالث): زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية لويد أوستن لمصر (23 يناير) بعد أسبوع واحد من زيارة مدير المخابرات الامريكية، وتكرار الحديث عن “مواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب، وتأكيد السيسي خلال اللقاء أن “مصر حذرت مرارا من انتشار الإرهاب في المنطقة وعدم اتخاذ إجراءات فعالة لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وإمدادات المال والسلاح للجماعات المتطرفة في عدد من دول المنطقة”.
ترتيبات الغزو بالتعاون مع مصر
في فبراير 2015، وعقب توجيه الطيران المصري ضربات جوية لأهداف في مدينة “درنة” الليبية يوم 15 فبراير 2015 قال إنها ردا على ذبح 21 قبطيا مصريا على الساحل الليبي بيد “داعش”، طالب السيسي تفويضا من الأمم المتحدة للتدخل في ليبيا، بالتزامن مع تحرك مصري في مجلس الامن لتوفير السلاح لقوات الجنرال خليفه حفتر.
وقال السيسي في مقابلة لإذاعة “أوروبا 1” الفرنسية حينئذ: “إنه ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك”، وعندما سئل عما إذا كانت مصر ستكرر الهجوم نفسه، قال: “إن الموقف يتطلب فعل ذلك من جديد وبشكل جماعي”.
أيضا كرر السيسي خلال لقاءته مع مسئولين غربيين منهم وزير الدفاع الفرنسي جان لودريان في القاهرة: “إن عملية حلف الناتو في ليبيا “لم تكتمل وحان الوقت للقيام بذلك”، معتبرا أن عملية حلف الناتو في ليبيا والتي استهدفت قوات الزعيم الراحل معمر القذافي “لم تكن مكتملة، ما أسفر عن سقوطها تحت سيطرة الجماعات المسلحة والمتطرفة، وأنه قد حان الوقت لتدارك هذا الأمر”، على حد قوله.
بيد أن واشنطن وأوروبا رفضا هذا العرض المصري لضرب ليبيا، وانتقدته صحف أمريكية وصفت الضربات الجوية التي وجهتها المقاتلات المصرية لأهداف تابعة لتنظيم الدولة في مدينة “درنة” بأنها “غير ذات جدوى، وأنها ستزيد الأمور تعقيداً في ليبيا”
وقالت صحف “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” و”ايكونوميست” حينئذ إن الغرب رفض طلب السيسي تكوين “تحالف عسكري للتدخل في ليبيا”، خوفاً من تفاقم الأوضاع هناك، خاصة وأن الطائرات المصرية قصفت ليبيا دون تنسيق مع الدول الغربية.
ولكن في 25 مايو 2015، قالت صحيفة “ميدل إيست بريفينج” أن  أمريكا تدرس “خيار السيسي” في ليبيا، وكتبت تؤكد أن “البنتاجون والمخابرات الأمريكية تدرس ما أشير إليه باسم “خيار السيسي” بالنسبة لليبيا”.
وقالت إن إدارة أوباما تستعد لتمويل حفتر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد ائتلاف فجر ليبيا والفصائل الجهادية المتحالفة معه، ونقلت الصحيفة عن جنرال أمريكي متقاعد قوله: “البنتاجون يروج لتطبيق نموذج السيسي في ليبيا”.
حجة التدخل “داعش”
ويسيطر تنظيم داعش على أكثر من 200 كيلومتر من الساحل الليبي على جانبي مدينة سرت التي تتوسط ساحل ليبيا على البحر المتوسط.
وتبدو التطورات الاخيرة في ليبيا بعد فشل حفتر في التفوق على قوات “فجر ليبيا” التي تمثل ثوار ليبيا، وظهور بوادر انشقاق في قواته بانشقاق المتحدث الرسمي باسم الجيش، وتصاعد المعارك من جانب تنظيم الدولة للسيطرة على مرافئ النفط علي سواحل ليبيا لاستغلالها في تمويل التنظيم، كمؤشر واضح علي التغير في الموقف الامريكي من رفض التدخل المصري في ليبيا عبر عمل عسكري مشترك مع الغرب.
فقد كثف تنظيم داعش في ليبيا هجومه منذ ديسمبر الماضي 2015 على مناطق نفطية في البلاد يطلق عليها اسم “الهلال النفطي” والتي تقع على امتداد الساحل الشمالي لليبيا، وساعده أن تعتبر سرت معقلا لداعش إضافة إلى مناطق تمتد عبر السواحل شرقي العاصمة طرابلس.
وبدأ التنظيم ما سمي معركة «الموانئ النفطية» منذ 4 يناير 2016، في محاولة للسيطرة على مرافئ ومناطق النفط المتنازع عليها بين حكومتي طبرق وطرابلس.
واستغل تنظيم داعش الفراغ الأمني في ليبيا وانشغال القوات الحكومية بمحاربة ميليشيات أخرى، ليسيطروا على مدينة سرت الساحلية، قبل أن يتمددوا إلى مناطق متفرقة من البلاد.
 وشن التنظيم هجمات مكثفة على ميناء رأس لانوف وميناء السدرة، كان آخرها هجوم يوم الاسبوع الماضي ما أدى إلى اشتعال النيران في صهاريج النفط في الميناءين الحيويين.
وقد وردت أنباء عن أن حوالي 5000 من تنظيم داعش أمنوا بالفعل أكثر من 10 حقول نفط رئيسية، ليضيف الملايين من الدولارات لتمويل تنظيم الدولة.
والتدخل الغربي هنا لا يستهدف فقط احتياطات ليبيا الضخمة من الغاز والنفط، ومنع وصول عوائدها لداعش، وإنما أيضا لأهمية ليبيا “جيوسياسية” للغرب، إذ أن سيطرة التنظيم هناك تسمح له بالتمدد والتواصل مع فروع أخري في سيناء وأفريقيا.
كما أن موقع ليبيا أيضا على ساحل المتوسط يجعل منه بؤرة ومنصة انطلاق لشن هجمات على أوروبا، فضلا عن أن ليبيا تحولت في ظل الفوضى ووجود التنظيم هناك إلى ممر رئيسي لمهربي البشر بإرسال أمواج من اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا.
ولهذه الأسباب كلها يفكر الغرب في تدخل عسكري جديد في ليبيا، وقد تخرج هذه الخطط إلى حيز التنفيذ عما قريب.
وقد دعا رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد، إلى تحرُّك عسكري حاسم لوقف انتشار تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًّا بـ”داعش” في ليبيا التي يستغلها لتكون منصة لتنسيق أنشطته عبر إفريقيا.
وأعرب دانفورد عن قلقه من انتشار داعش في ليبيا دون رقابة، وأضاف، في حديث مع الصحفيين خلال رحلة لباريس: “لابد أن تتخذ تحركًا عسكريًّا حاسمًا للتصدي لداعش، وفي الوقت ذاته تريد أن تقوم بذلك بطريقة تدعم عملية سياسية طويلة المدى”
وصول قوات دولية
 وقد تحدثت مصادر غربية عن وصول قوات أميركية وروسية وبريطانية إلى قاعدة جمال عبد الناصر العسكرية الواقعة بجنوب طبرق بهدف المشاركة العسكرية ضد قوات داعش وربما قوات ليبية أخري تعتنق الفكر الجهادي.
وتردد ان القوات البريطانية والفرنسية وصلت الى قاعدة جمال عبد الناصر العسكرية جنوب مدينة طبرق، بينما وصلت قوات امريكية الى قاعدة اخرى شرق مدينة طرابلس، وهي المرة الأولي منذ الثورة الليبية عام 1969، واغلاق قاعدة “هوليس” الامريكية بالقرب من طرابلس.
ومع أن السبب المعلن لوجود هذه القوات هو “تقديم استشارات للجيش الوطني (جيش حفتر) وأيضاً لمهام استطلاعية، فقد تواترت أنباء عن قرب نقل قوات فرنسية وأوروبية أخري من ايطاليا وربما ألمانيا.
أيضا ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فرقا أمريكية وبريطانية للعمليات الخاصة تنفذ منذ شهور مهام استطلاع سرية في ليبيا لتحديد زعماء المسلحين ورسم خريطة لشبكاتهم، وأن فرقا منفصلة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية تحاول على مدى العام المنصرم استمالة حلفاء من بين المسلحين الليبيين.
البغدادي في سرت؟
وأثارت تسريبات نقلتها صحف غربية عن مسئولين بالإدارة الامريكية والبريطانية، عن وجود زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) البغدادي في “سرت” اللبيبة تساؤلات حول الهدف من نشر هذه المعلومات غير المنطقية، وهل هو تهيئة الساحة لتبرير الغزو الجديد على غرار ما حدث قبل غزو العراق بادعاء وجود أسلحة نووية ثبت أنها وهمية لاحقا؟
إذ أن البغدادي يقيم في العراق، ومختفي عن الأنظار ويصعب تصور انتقاله من العراق الي ليبيا عبر البحار والصحراء إلا بطائرة، وهو احتمال صعب للغاية في ظل الحصار الغربي للتنظيم في سوريا والعراق.
ومع هذا جرى تسريب العديد من التقارير الاخبارية، أحدها في صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية تتحدث عن انتقال ابو يكر البغدادي زعيم “الدولة” الى مدينة سرت، تلافيا لملاحقة اجهزة المخابرات الغربية له في العراق وسورية.
لقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الولايات المتحدة وحلفاءها زادوا طلعات الاستطلاع الجوية وجمع معلومات المخابرات في ليبيا، وإنهم يعدون لضربات جوية محتملة وغارات كوماندوس في ظل القلق من تزايد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هناك.
وقالت نيويورك تايمز إنه لا يوجد قرار نهائي بعد بشأن الموعد الذي قد توسع فيه أمريكا وحلفاؤها رسميا التحرك في ليبيا ضد داعش، لكن مسؤولين بالإدارة الأمريكية قالوا إن ذلك قد يكون قريبا جدا.
ولكن المؤكد أن قرار الغزو اتخذ وبقي التوقيت، قبل أو بعد الذكري الخامسة لثورة ليبيا، وهو الغزو الذي يتوقع ألا يستهدف داعش فقط وإنما القوي والتيارات الثورية الليبية التي تحارب قوات الجنرال حفتر المتحالف مع أمريكا ومصر والامارات، فهل يكون التدخل هو مسك الختام للثورة الليبية لتسقط دولة عربية أخري من دول الربيع العربي، هذا “الربيع” من حساباتها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …