‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير تعرف على تفاصيل وأسرار لقاءات مدير المخابرات الأمريكية و السيسي
أخبار وتقارير - يناير 18, 2016

تعرف على تفاصيل وأسرار لقاءات مدير المخابرات الأمريكية و السيسي

 

لا يزور مدير المخابرات المركزية الأمريكية بلدا إلا لأمر أمني هام، ولهذا تعتبر زيارة “جون برينان” للقاهرة ولقاؤه السيسي مرتان في 9 أشهر (ابريل 2015 ثم يناير 2016) ذات مدلولات كبيرة فيما يخص العلاقات بين الطرفين، سواء فيما يخص العلاقات الاستراتيجية وما بات معروفا من دور لعبته المخابرات الأمريكية في دعم الانقلاب، أو “الخدمات” التي تطلبها أمريكا من الأنظمة القمعية.
فالزيارة لم تكشف فقط زيف ما ادعته الالة الاعلامية للانقلاب بشأن خلافات مصرية أمريكية بدعاوي دعم الأمريكان للإخوان، ودور امريكا في تخريب حكم “السيسي”، ولكنه كشفت أكثر من هذا، وأن العلاقات كما وصفها “برينان”: “مصر شريكٌ مهمٌّ للولايات المتحدة”.

ما وراء الزيارة الاخيرة؟

بتحليل “مضمون” ما قاله السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية حول لقاء جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مع السيسي بحضور الوزير خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة، والسفير الأمريكي بالقاهرة ستيفن بيكروفت يمكن ملاحظة ما يلي:
1- كان من الواضح أن هناك تركيز علي التعاون “الامني” والاستخباري” حيث أشاد “برينان” بـ “العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، منوهاً إلى أهمية مواصلة تعزيزها والبناء عليها في كافة المجالات، ومن بينها المجال الأمني”، ورد السيسي بأن “مصر تقدر علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وتتطلع إلى تدعيمها والارتقاء بها (…) وأن ينسحب تميز العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين إلى كافة جوانب العلاقات بينهما”.
2- تهنئة “برينان” للسيسي على “استكمال استحقاقات خارطة المستقبل وانتخاب مجلس النواب الجديد”، وتأكيد السيسي “أن مصر ستستأنف نشاطها البرلماني على الصعيدين الإقليمي والدولي بعد أن اكتمل البناء التشريعي للدولة المصرية”، يشيران لرضا أمريكي عن “الديمقراطية الشكلية” التي سبق أن طالب بها “برينان” في لقاء أبريل الماضي من السيسي، ومن ثم انتهاء ما سمي “خلافات” ومؤامرات أمريكية علي مصر في الاعلام المصري.
3- مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أكد أن “مصر تعد شريكاً مُهماً لبلاده” وركز على “التعاون في مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في منطقة الشرق الأوسط”، والسيسي تحدث عن “أهمية تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة المتواجدة في بعض دولها من خلال مقاربة شاملة تضمن وقف الانتشار السريع لتلك الجماعات”، وهذا مؤشر واضح علي تنسيق ثنائي ضد داعش خصوصا في المناطق القريبة في سيناء وليبيا.
4- السيسي قال “أن تلك المقاربة يتعين أن تشمل المواجهات العسكرية والتعاون الأمني”، ما يشير لاحتمالات تنسيق لعمل عسكري في ليبيا في ظل الاهتمام المصري بليبيا، ومخاوف غربية من تركيز مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا على محطات النفط الساحلية التي يقول الخبراء إنها تعتبر مفتاح المتطرفين من أجل السيطرة على الدولة، وتحويلها إلى قاعدة لشن هجمات مستقبلية على إفريقيا وأوروبا.
5- السيسي تحدث عن “الجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب في بعض المناطق المحدودة بشمال سيناء وقال انها لا تتجاوز 1% من مساحة سيناء الإجمالية، فضلاً عن الجهود الجارية لتأمين حدود مصر الغربية الممتدة مع ليبيا”، وهو ما يؤكد نوايا التنسيق المشترك لعمل عسكري في ليبيا أو تحرك مصري بمباركة وتسهيلات أمريكية، علي عكس الرفض الامريكي السابق لعمل عسكري مصري في ليبيا.

اسباب الزيارة

ولكن ما سر هذه الزيارة، والذكري الخامسة لثورة 25 يناير على الابواب وعمليات “ولاية سيناء” ونشاط “داعش” في سيناء وليبيا متواصل رغم الضربات المستمرة للجيش المصري التي تطال أبرياء نتيجة القصف الجوي العشوائي، وهذا الحديث المتزايد عن “مكافحة الارهاب”؟!
بداية لنرصد التطورات التالية:
1- في تصريحات صحفية على هامش احتفالية “يوم القضاء المصري”، الجمعة 15 يناير الجاري 2016 قال المستشار أحمد الزند وزير العدل أن “الأحكام النهائية في محاكمة رموز النظام السابق، ورموز نظام أهل الشر – حسب تعبيره – ستصدر قريبا بعد أن جرت وفق القانون الطبيعي”، ويقصد بها الاخوان، ثم عاد الزند ليقول لصحيفة اليوم السابع 17 يناير الجاري أن “قضايا جماعة الإخوان أوشكت على نهايتها، والأحكام النهائية سوف تصدر في القريب العاجل”
2- أحمد موسى مذيع قناة صدي البلد قال للمعارضين المصريين الذين يفكرون في النزول للتظاهر يوم 25 يناير المقبل في الذكري الخامسة للثورة: “نزولك يوم 25 يناير معناه “السجن أو القتل”، وألمح لإعدام الرئيس السابق محمد مرسي قائلا: مرسي مش راجع وهيروح عند ربنا”.
3- زيارة مدير المخابرات الامريكية السابقة (أبريل 2015) جاءت في توقيت سابق لصدور أحكام الاعدام علي الرئيس محمد مرسي وقادة الاخوان وقيل وقتها: هل حضر للتصديق على صدور هذه الاحكام والتشاور بشأنها؟ هل علم رئيس المخابرات الأمريكية بالحكم على “مرسي” قبل صدروه؟ فهذه الزيارة المفاجئة كانت الأولي من نوعها لمدير المخابرات الأمريكية لمصر منذ انقلاب 3 يوليه 2013، ولقاؤه السيسي قبل ساعات من الحكم بالسجن علي الرئيس محمد مرسي قبل صدور حكم 21 أبريل 2015 علي الرئيس محمد مرسي فيما يسمي “قضية الاتحادية”، ورجحوا أن يكون مدير المخابرات الأمريكية قد علم بالحكم مسبقا، وأنه “اعتمده”، بما يصب في صالح واشنطن، حيث تشعر واشنطن بالقلق من أن يؤدي الحكم بإعدام مرسي أو قادة الاخوان لمزيد من العنف وعدم الاستقرار السياسي في مصر ما يهدد مصالحهم في المنطقة.
4- تزامنت زيارة مدير المخابرات الامريكية لمصر مع حالة استنفار امني وقلق ونشر صحيفة (الشروق) القريبة من المؤسسة العسكرية نبأ يوم 17 يناير الجاري عن “اجتماع «سرى» فى الرئاسة لوضع خطة تأمين «ذكية» فى 25 يناير”، ونقلت عن مصدر أمنى إن التقارير الأمنية تستبعد «تنظيم مظاهرات كبيرة من جانب القوى المعارضة فى ظل توقيف العديد من النشطاء سواء الليبراليين أو الإسلاميين حتى لو لم يكونوا من أعضاء جماعة الإخوان بهدف تفكيك أى شبكة قادرة على الإعداد للمظاهرات يوم 25 يناير”.
ونقلت عن “مصدر سياسى مطلع” إن الرئيس لا يعتزم الإفراج عن أى من النشطاء البارزين المحبوسين على ذمة قضايا مختلفة ضمن العفو الرئاسى المنتظر عن نحو 400 سجين بمناسبة ذكرى الثورة، لوجود «اعتراضات حاسمة من جانب جهاز الأمن الوطنى» على الإفراج عن أى نشطاء بارزين قبل 25 يناير.
5- رغم استقبال السيسي لمدير المخابرات الأميركية الذي أكّد أن “مصر شريكٌ مهمٌّ للولايات المتحدة”، خرج أحمد موسى في برنامجه ليقول: “إن واشنطن تفكّر الآن في إعادة الفوضى للبلاد وتحرّض على الأعمال الإرهابية يوم 25 يناير الجاري، ما أثار الاستغراب، وكشف غباء إعلام الانقلاب الي روج لمقولة أن أمريكا تعادي مصر بينما مدير مخابراتها ينسق أدق الاسرار مع السيسي، وقد حاول مايسترو الانقلاب تدار “عك” أحمد موسي، فأوحي لإبراهيم عيسى، للتعليق بشكل مختلف، فخرج “عيسي” ليقول: “ياريت نعقل قليلا، ونتوقف عن الحديث عن المؤامرات الغربية باستمرار”!!.، وأضاف خلال برنامجه “مع إبراهيم عيسى”، المذاع على قناة “القاهرة والناس”، الأحد 17 يناير: “أتمنى أن نتوقف عن رعب الناس وكتم أنفاسهم بالحديث عن المؤامرات الخارجية، لأن هذا الجو غير مُنتج ولا يؤدي إلى أي إبداع أو تطور”، مؤكدًا أن نشر قصة المؤامرة الغربية وحالة التخويف والذعر، لا سبب لها إلا الرغبة في نشر نوع من التسليم من الشعب للمؤسسات الأمنية لكي تتصرف كما يحلو لها، وأن يكون الشعب دائمًا تحت ضغط عصبي هائل.وأكد “عيسى” أن زيارة رئيس المخابرات الأمريكية لمصر ولقائه بالرئيس، تشير إلى عودة العلاقات القوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالنواحي الأمنية والعسكرية.

ثلاثة نتائج للزيارة

بناء على المعطيات السابقة يمكن الحديث عن ثلاثة أهداف واضحة لزيارة رئيس المخابرات الأمريكية لمصر:
(الأول):
عودة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وامريكا، وكلمة “استراتيجية” هنا تعني بالأساس العلاقات الأمنية سواء فيما يخص حماية مصر لأمن الدولة الصهيونية وهو ما يجري علي قدم وساق في سيناء عبر حماية حدود اسرائيل (فلسطين المحتلة) وحصار غزة، أو فيما يخص التعاون الأمني والاستخباري ضد “الارهاب”، وما قد يستتبع ذلك من عودة سياسة إرسال معتقلين بواسطة أمريكا لمصر لتعذيبهم في سجونها كما اعترفت بهذا المخابرات الأمريكية في عهد مدير مخابرات مبارك السابق عمر سليمان.
(الثاني):
الترتيب لأنشطة استخبارية وعسكرية مشتركة ضد نشاط داعش في سيناء وليبيا، واحتمالات قيام مصر بقصف جوي لليبيا أو تدخل محدود خاصة في سرت أو المناطق الساحلية حيث تجري معارك حاليا من قوات داعش للسيطرة على مناطق انتاج النفط للاستفادة منها في تمويل التنظيم علي غرار ما فعلوه في العراق وسوريا.
(الثالث):
حضور برينان للقاهرة مرتين في غضون 9 أشهر، والاحتفاء به والحديث المشترك عن قضايا “الارهاب” و”التنسيق الاستراتيجي” و”الاهداف المشتركة” مؤشر واضح علي الاعتراف الأمريكي الكامل بالوضع الجديد في مصر بعد الانقلاب خاصة بعد استكمال الشكل الديمقراطي عبر برلمان منتخب، ولو بدون معارضين، بما يعني عودة العلاقات كما كانت في عهد مبارك، وقصرها فقط علي بيانات روتينية تتحدث عن الدعوة لمزيد من حقوق الانسان في مصر.
ولذلك يتوقع تغير لهجة الإعلام المصري من اعتبارهم CIA مصدرا للشرور والمؤامرات ضد مصر ونظام السيسي عقب الانقلاب عام 2013، بعد تحول الإعلام والنظام في مصر للترحيب بالتعاون مع الوكالة الأمريكية.
وسبق أن سخر الباحث الأمريكي “تود رافنر” من لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع “جون برينان”، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في المرة الأولي، وكتب رافنر عبر حسابه على شبكة تويتر: “لماذا يلتقي السيسي مع مدير “سي آي إيه” إذا كانت “سي آي إيه” مسؤولة عن كافة المؤامرات لتدمير مصر؟“.
وكان الباحث الأمريكي يسخر بذلك على ما يبدو من الخطاب شبه الرسمي الذي تتبناه وسائل إعلام مصرية حكومية وخاصة، وغيرها، والذي يتهم الأجهزة الاستخبارية الأمريكية بالتخطيط لتدمير البلاد، منذ تولي السيسي السلطة بالانقلاب علي الرئيس مرسي ثم انتخابه رئيسا.
وعادت العلاقات بين البلدين تقريبا إلى طبيعتها في نهاية مارس 2015 مع إعلان الولايات المتحدة الإنهاء التام للتجميد الذي كانت فرضته على جزء من مساعداتها العسكرية السنوية لمصر البالغة 1،3 مليار دولار.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أبريل الماضي صفقة صواريخ محتملة إلى مصر بقيمة 57 مليون دولار، مبررة إياها بأنها تصب في مصلحة الأمن القومي.

عودة التعذيب بالوكالة

ويرجح أن تكون لقاءات مدير المخابرات الأمريكية مع السيسي عودة لتدشين نفس السياسة القديمة التي كانت تتم بين مصر والمخابرات الأمريكية فيما يخص التيارات “الإرهابية”، والحركات الجهادية.
ففي حوار جرى بين عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصرية الراحل بين عامي 1993و2001، وبين رئيس عمليات السى أى إيه في مصر في نهايات عام 2002 كما جاء في الصفحتين رقم 132 و133 من كتاب “مبدأ الواحد بالمائة one percent doctrine” للصحفي الأمريكي المرموق رون سوسكيند Ron Suskind جاء فيه: أن وفدا من كبار زعماء القبائل الأفغانية ادعى أنهم تأكدوا من مقتل أيمن الظواهري، الرجل الثاني فى تنظيم القاعدة، وأن لديهم أجزاء من جسده، من ضمنها الرأس وطالب الوفد الأفغاني الجانب الأمريكي بمكافأة الـ 25 مليون دولار نظير قتل أيمن الظواهري، ولم تجد السى أى إيه وسيلة للتأكد من صدق الادعاء الأفغاني إلا الاتصال بالمخابرات المصرية طلبا للعون .
وكان كل ما يريده الجانب الأمريكي يتمثل في عينة من دم محمد الظواهري، الأخ الأصغر لأيمن الظواهري، المعتقل في مصر للتأكد من هوية الحامض النووي DNA للأشلاء الموجودة لديهم، إلا أن المسؤول المصري عرض عليهم قطع ذراع محمد الظواهري، وإرسالها لهم، بحسب الكتاب.
حيث رد سليمان بالنص قائلا: “ليس هناك مشكلة، نحن لدينا إخوة، سنقطع ذراعه ونرسلها إليكم»، ورد عليه مسئول عمليات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) “يا للهول، لا، نحن نريد فقط عينة من دمه، هذا كل ما نريد، فقط عينة دم“.
وشرح الصحفي “سوسكيند” الحاصل على جائزة بوليتزر المرموقة للصحافة، في كتابه تفاصيل كثيرة ومهمة للخدمات التي قدمها النظام المصري السابق خاصة فيما يتعلق بـ “التعذيب بالوكالة”.
أيضا سبق لمجلة فورين بوليسي الأمريكية أن منحت “سليمان” لقب (أقوى أشباح التجسس في منطقة الشرق الأوسط)، حيث حصل على المركز الأول في قائمة أفضل مديري المخابرات في المنطقة إلا أن الصحفي البريطاني ستيفن غراي الحائز على جوائز دولية في الصحافة الاستقصائية وصفه في كتابه (الطائرة الشبح) بأنه “جلاد تعذيب دولي“.
وحمل كتاب ستيفن غراي معلومات أخري خطيرة جدا عن نائب مبارك ومدير مخابراته الراحل، مشيرا إلى أنه في يونيو 1995 وقّع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون توجيهه الرئاسي لاختطاف وتعذيب كل مشتبه به بممارسة الإرهاب حول العالم، واستمع ساندي بيرغر مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي إلى التوجيه ونفذه بشكل سريع وأطلق عملاءه عبر العالم لتنفيذ مهام محددة، ووجه بيرغر تعليمات لعمر سليمان الذي تلقى إشارة واشنطن ومد رجاله مع رفاقه الأمريكيين إلى كرواتيا في 13 سبتمبر 1995 ليخطفوا طلعت فؤاد قاسم إلى سجن أبو زعبل “شرقي القاهرة”، ومن ثم تصفيته هناك ، بحسب “غراي”.
وكشف الكتاب عن تعذيب سليمان شخصيا للمعتقل الإسترالي السابق ممدوح حبيب في القاهرة، حيث نقلته إحدى طائرات الشبح من باكستان إلى مبنى المخابرات وهناك مارس معه سليمان أبشع أنواع التعذيب وفشل في إرغامه على الاعتراف بارتكاب جرائم إرهاب بعينها ولم يكن أمام مدير المخابرات سوى أن يقتله.
ورصد الكتاب 48 رحلة طيران بين مطارات مصرية أبرزها القاهرة والأقصر وشرم الشيخ لنقل السجناء في الفترة من 18 يناير 2001 إلي 2 أغسطس 2005، وأوضح أن أول حالة ترحيل قسري إلى مصر كانت واقعة ترحيل أحمد عجيزة ومحمد الذري المتهمين بانضمامهما للجناح العسكري لتنظيم الجهاد المصري وتم ترحيلهما من السويد إلي مصر يوم 18 ديسمبر 2001 علي متن طائرة جولف ستريم.
وكشف الكتاب نقلاً عن تقرير لهيومان رايتس ووتش صدر في 2005، عن استقبال مصر 70 سجيناً على أراضيها متهمين بالإرهاب، وقال: “إن لدية معلومات عن تلقي مصر أعداداً أكبر من جنسيات أفريقية وآسيوية وعربية ذكرها “جراي” في كتابه”، وأشار إلى أن اختيار “مصر مبارك” كمحطة لتعذيب المختطفين لم يأت بمحض المصادفة فهناك تراث من التعذيب يعود إلى اليوم الذي ساق فيه عبد الناصر مناضلي الشعب المصري إلى زنازين أبو زعبل وليمان طرة، أما الميزة الأخرى فهي وجود ضابط دموي جلاد على رأس المخابرات العامة يدعى عمر سليمان يهوى رؤية القتل والتصفيات الجسدية بعينيه بل وحتى ممارستها بيديه، بحسب الكتاب .
وفي 10 ديسمبر الماضي 2014، ورداً على تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي الذى ينتقد برنامج وكالة المخابرات المركزية «سى.آى.إيه» في استجواب المعتقلين، في مرحلة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، نشرت صحيفة «الجارديان»، البريطانية، خريطة بالدول التي استضافت سجوناً سرية للوكالة الأمريكية، والبلدان التي سهلت عمليات التعذيب، قائلة إن مصر إحدى الدول التي سهّلت هذه العمليات.
وقد رأت مجلة «تايم»، الأمريكية، حينئذ أن “تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي يعد بمثابة تذكرة للمصريين بعهد الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، حيث كانت القاهرة وجهة للتعذيب بالوكالة“.
ويطرح هذا التاريخ السابق للتعاون بين مصر ووكالة الاستخبارات الأمريكية في عهد مبارك، تساؤلات حول: هل بحث مدير المخابرات الأمريكية في مصر عودة الخدمات الاستخبارية التي كان يقدمها لهم مبارك مع السيسي، ومنها “التعذيب بالوكالة” الذي تشتهر به حكومة السيسي كما تشير تقارير المنظمات الحقوقية الدولية؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …