‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “نشطاء لندن”: لا بد من إعادة تقييم العلاقة مع الغرب بعد تقرير بريطانيا عن الإخوان
أخبار وتقارير - يناير 16, 2016

“نشطاء لندن”: لا بد من إعادة تقييم العلاقة مع الغرب بعد تقرير بريطانيا عن الإخوان

•    لم تهزمنا “السلمية” في ذاتها بل هزمتنا روحنا وخيالنا!!

لم يعد تقرير بريطانيا عن الإخوان يشغل فقط الإخوان المصريين سواء كانوا محمد سودان أو إبراهيم منير بل بات يشغل كل الباحثين المدافعين عن الإخوان باعتبارهم رافعة في ثورات الربيع العربي التي أجهضتها مصالح بعض الدول في الإقليم والعالم تقاطعت مصالحها محليا.

فقبل يومن  أجتمع حول #‏تقرير_بريطانيا_عن_الإخوان‬ حوار أدارته الصحفية فيكتوريا بريتين  من صحيفة الجارديان البريطانية وهي ناشطة بريطانية محبة للعرب والمسلمين تقدمت لكفالة الشيخ رائد صلاح إيمانا منها بعدالة قضيته.
وتحدث في الحوار كل من؛ انس التكريتي، عن مؤسسة قرطبة واحد المشاركين فى ملف القضية التى سترفع على السيسى بالمحكمة الجنائية الدولية، ومحمد كزبر، عن مسجد فينز بيري بارك، وعمر حمدون، عن  MAB.
وخرج الحوار حول التقرير بجملة من الانتقادات لأداء الإخوان منذ ثورة يناير 2011 وحتى بعيد تبنيهم خيار السلمية الأقوى من الرصاص التي أعلنها فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع من ميدان رابعة العدوية.
وقالوا : لم ينظر الإخوان للنظام الدولي كـ”عدو محاصِر” للعمل الإسلامي، بل كـ”حامٍ للشرعية الديمقراطية”، و”القاضي” الذي يقضي بين متخاصمَيْن (الإخوان – الديكتاتوريات العربية) مستندا إلى أصول الديمقراطية. هذا التصور كان على قدر من الرسوخ بحيث منعهم من أي محاولة للخروج عن إطاره مهما سنحت الفرص أو فُرِضت عليهم الظروف.
وأضافوا كانت الثورة في عنفوانها في 2011، وكان الإخوان في أعلى منصب سياسي في البلاد في 2012-2013، وكنا أمام شعب ثار طالبا التحرر بكافة مستوياته.
وأشاروا إلى أن مع ذلك، أحجم الإخوان “عمدا” عن تبني أي أيديولوجيا مخالفة للنظام العالمي، حتى أمام هذه الأرض الخصبة! لا نتحدث عن “خلافة” أو “شريعة”، بل حتى ما هو من مستوى “الاستقلال الوطني”، كان غائبا تماما! هناك اعتقاد بوجوب السير في ركب هذا النظام الدولي لتحقيق المكتسبات والحفاظ عليها!
وبعد الانقلاب، يخبرنا السيسي أنه جلس مع الأمريكان في مارس ليخبرهم أن “زمان الإخوان قد انتهى”! يُفترض أن الحقيقة صارت عارية: النظام الدولي لا يعوّل عليه. لم يحمِ “الشرعية الديمقراطية” ولم ينتصب كقاضٍ عادل بيننا وبين خصمنا، بل انحاز له وتجاوز المظلمة بالكلية. ومع ذلك، يظل تدخل المجتمع الدولي مأمولا، إن نحن سيّرنا المظاهرات بأعداد كبيرة تظهر لـ”قضاة النظام الدولي” حقنا في عودة الرئيس. ومن جديد، تفرض على الشباب الالتزام بقواعد لعبة خبروا زيفها، وتُهدر طاقاتهم في خطب ودّ صنمٍ ذُبحوا على نُصُبه!
وخلص المتحاورون إلى أنه “لم تهزمنا “السلمية” في ذاتها، بل هزمتنا روحنا وخيالنا الذي لا يشتمل على أي فكرة للخروج عن نص النظام الدولي قيد أنملة!
وفي عرض للسيناريو الإيراني احد مسارات التغيير التي تتبناها الرؤى الغربية لفت المتحاورون إلى أنه بمقارنة إخوان ما بعد يناير بخميني إيران.
لما كانت روح الخميني متحدية للنظام الدولي، نشأ الحرس الثوري من الشعب طواعية، مستمدا قوته من القضية التي نشأ ليحميها، وليس فقط من السلاح الذي تسلّح به.
هذا في مقابل خطاب إخواني تجنب أي “مناوشة” مع النظام الدولي، راهنًا نجاحه بحل المشكلات المعيشية، وهو ما كان مستحيلا في ظل مؤسسات متعفّنة معادية للرئيس. أيديولوجية الثورة الإيرانية المتحدية للهيمنة االدولية جعلت الثورة فتيّة في سلميتها وفي حرسها المسلح، ما جعل الانقلاب عليها مستحيلا! وأيديولوجية الإخوان وتعويلهم على النظام الدولي هو الذي أسقطهم شعبيا قبل أن يسقطوا بانقلاب السيسي.
ورأى المتحاورون أن هذا هو لب خلافنا مع دعاة السلمية اليوم. خلافنا مع “روحهم” قبل أن تكون مع وسائلهم. خلافنا مع تكلّس خيالهم بحيث لا يرون إلا احترام الأعراف الدولية ولو فتكت تلك الأعراف بخيرة شبابهم!
مضيفين أنه مع غفلتهم عن الفرصة السانحة من جديد، والمنطقة في درجة من الديناميكية والسيولة تسمح بتبني مشروع تحرر –ولو جزئي- من قيود النظام الدولي. في إصرارهم على التزلف إليه بعد أن وفّر لنا كل مقتضيات الكفر به!
وفي تقليل لكلفة المواجهة قالوا: أما عن كلفة المواجهة، فهذا النظام الدولي لم يبلغ ذروة الاستقرار السياسي تلك إلا بعد حربين عالميتين كلّفته 60 مليونا من البشر، قصفت فيها عواصمه الكبرى بأبشع مما تُقصف به اليوم دوما والغوطة! كلفة قد لا تتصورها عقول من لم يعاصرها!
وأوضحوا أنه إذا كانت الكلفة مدفوعة في كل الأحوال، فلندفعها بعد أن قمنا بالبلاغ وأقمنا الحجة على الجميع. فلو وقعت ساعتها الهزيمة المادية فقد انتصرنا بسلطان الحجة، ولنا في (باسم الله رب الغلام) أسوة، وإن وقع النصر: فقد حصّلنا الحسنَيَيْن: البلاغ والتمكين.
ورأى المتحاورون أن هذا المسلك الذي سلكه الإخوان لتجنب الصدام، فإنه لم يعصم لا مشروع الإسلاميين ولا سلطتهم ولا أنفسهم ولا حتى أعراض بناتهم، وهم اليوم في الزنازين بالزي الأحمر ينتظرون عفوا من عدوهم، أو جرة قلم منه تحز رؤوسهم، فرّج الله كربهم وأخزى جلاديهم. للأسف: عجز هذا المسلك أن يثمر التمكين، ولا حتى البلاغ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …