‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير السيسي فرض على غادة نجيب وهشام عبد الله الخروج من مصر.. تداعيات وانعكاسات
أخبار وتقارير - يناير 6, 2016

السيسي فرض على غادة نجيب وهشام عبد الله الخروج من مصر.. تداعيات وانعكاسات

رغم التقدير لمواقفهم الوطنية وعودتهم إلى الحق، إلا أن ما جرى لهما يستحق التوقف قليلا، لنتعرف على نهج النظام الانقلابي الذي يرفض حتى إبداء رأي مخالف لهواه السياسي، الفنان هشام عبد الله وزوجته الناشطة غادة نجيب آخر ضحايا السيسي، الذي قرر نظامه طردهم من مصر وسط حملة تشويش إعلامية من أذرعه الأمنية بالإعلام.
وكان قد سبقهم إلى نفس المصير كثيرون..منهم خازم عبد العظيم، وكثير ممن أيدوا السيسي ثم انقلب عليهم، وهو ما يتوافق مع نظام العسكر الذي لا يؤمن إلا بـ”تمام يا أفندم”.
وكشفت الناشطة السياسية وعضو حركة “تمرد” السابقة، غادة نجيب، عن أسباب هجرتها وزوجها الفنان هشام عبد الله من مصر، مؤخرا، مؤكدة أنهما أجبرا على مغادرة البلاد بعد تهديدات صريحة وصلتهما.
وكتبت غادة مساء أمس على حسابها الشخصي في “فيسبوك”: “من فترة طويلة واحنا بنتعرض لضغوط كتيرة، وأعتقد أن أغلبنا (معارضي الانقلاب العسكري) تعرض لمثل هذه الضغوط، كنت ذكرت أنه اتبعتلنا مرتين لمقابلة السيسي بعد قضيتي الملفقة في ذكرى ماسبيرو مع ضابط الجيش، ورفضنا، وبعدها بدأت الضغوط والتهديدات، وأخيرا تم إجبارنا على السفر من بلدنا”.
وأضافت نجيب: “هو ده اللفظ الصحيح وبمنتهى البساطة، اتقال لهشام: خد مراتك وامشِ، وانتوا فاهمين الباقي طبعا، وكنت أتمنى إنكم بدل ما تنتقدوني أو تخونوني إنكم تتضامنوا معانا وتقفوا ضد اللي ظلمنا، وفرق بيني وبين ولادي اللي بالمناسبة معرفتش أخدهم معايا”، دون أن تكشف عن سبب تركها لأولادها في مصر.
وسخرت الناشطة المصرية من “ما تناقله البعض أننا سافرنا عشان الفلوس. دي بجد حاجة تضحك، المفروض إني متهمة إني أقبض من الشاطر (خيرت الشاطر) إيه اللي يجبرني أسافر وأنا قاعدة في بلدي ووسط ولادي وبأقبض من الشاطر؟”
وتابعت : “بعيدا عن السخرية، ورغم تضييقهم على هشام، ومحاربتنا في رزقنا، إلا أننا والحمد لله مش محتاجين ولا عايزين، وأعتقد لو المادة (المال) تهمنا كان الأولى نقبل مقابلة السيسي اللي كانت هتفتح الأبواب المغلقة ومن غير تهديدات ونكون من أتباع النظام زي كتير”..
وكشفت أن زوجها الفنان هشام عبد الله قد يعمل في قناة فضائية تبث من تركيا، قائلة: “فعلا اتعرض على هشام يقدم برنامج في قناة جديدة، بس طبعا لمجرد إنها قناه معارضة، وكمان في تركيا، بقت على طول إخوان، زيها زي أي حد فكر يعارض السيسي”.
وأضافت :”للأسف معندناش منبر إعلامي محترم ينحاز للثورة والمظلومين، وتكون أجندته شعب مصر. كلها قنوات مملوكة لرجال الأعمال اللي يهمهم فلوسهم ومصالحهم وبس، ده كل اللي حصل معانا، وربنا ينتقم من النظام المجرم الظالم ويخلصنا كلنا منه”.
وكانت غادة نجيب وزوجها الممثل هشام عبد الله من أبرز المشاركين في الثورة الشعبية ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك في 2011، كما شاركا في التظاهرات ضد حكم المجلس العسكري للبلاد في أعقاب تنحي مبارك عن السلطة، وعند وصول الرئيس محمد مرسي إلى كرسي الحكم، انضما إلى المعارضين له والمطالبين بإسقاطه، وكانت نجيب أحد المشاركين في حملة جمع التوقيعات ضد مرسي المسماة “تمرد”.
وفي مارس 2014، وفي أعقاب تسريبات عن تمويل الإمارات لحركة تمرد، وتدخل الجيش في تسيير الحملة، كتبت نجيب، أن التسريبات الأخيرة تؤكد ما سبق لها أن ذكرته عن أن الحملة “صنيعة مخابراتية”.
وأضافت عبر حسابها على “فيسبوك”، أن التسريبات أكدت أن “السيسي والجنرالات هم من يمولون، وليس حركات مثل 6 إبريل وآخرين، كما كان يقول الإعلام المصري”. وأن الكلام عن تمويل الإمارات لـ”تمرد”، بمعرفة جنرالات الجيش والمخابرات، يعد “خيانة عظمى”…
وشهدت الفترة الأخيرة انقلابا من السيسي على مقربيه وسدنة نظامه، ما دعا خبراء للقول بأن قائد الانقلاب العسكري يسير وفق نصائح الكاتب محمد حسنين هيكل، والتي طالب فيها الأخير بضرورة أن  يثور نظامه خلال حديث له بإحدى اللقاءات التلفزيونية، فلم يمضي الكثير على تلك التصريحات حتى بدأ السيسي عمليات تغييرات وإقالة لعدد من المسئولين المحيطين به، لينفذ انقلاب جديد على نظامه.
وخلال الفترة الأخيرة هناك 3 شخصيات عمد “السيسي” للإطاحة بها من المشهد السياسي بعد أن كانوا عناصر أساسيه، وهم:” اللواء، محمد فريد التهامي، مدير المخابرات العامة، والعقيد أحمد علي لمتحدث العسكرى الرسمى السابق للقوات المسلحة سابقا، واللواء  أحمد وصفى، رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة.
وجاءت خطوة إقالة اللواء محمد فريد التهامي مفاجئة وبشكل غير متوقع ولم يعلن خبر الإطاحة به عبدالفتاح السيسي بل أعلنها” “سامح سيف اليزل” الُمقرب من سلطات الانقلاب”، في مشهد مريب للغاية، وكان قد أرجع البعض سبب إقالته للتسريبات التي نشرتها قناة”مكملين” من داخل مكتب السيسي والبعض فسرها بأنها ثورة إتباعًا لتعليمات”هيكل”.
أما العقيد أحمد محمد علي، أو كما أسماه السيسي” جاذب الستات”، كان أحد الشخصيات المقربة من قائد الانقلاب العسكري وفي أحد تسريباته وصفه بأن دوره مهم كمتحدث لأنه جاذب للنساء، ولكن الغريب إن السيسي خلال الفترة الاخيرة تخلص منه، إذ تم إبعاده من الرئاسة بعد أن كان مقربًا للسيسي، وتم تعينه ملحقًا عسكريًا بإحدى الدول الإفريقية. وقد ظهر أحمد علي للمرة الأولى للرأي العام كمتحدث عسكري باسم المؤسسة العسكرية في 8 سبتمبر 2012 من خلال مؤتمر صحفي عالمي ضم عدد غفير من القنوات الفضائية والصحف المحلية والأجنبية إبان مذبحة رفح الأولى.
وكان اللواء أحمد وصفي رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة أبرز الأمثلة على انقلابات السيسي..
وبجانب ذلك، القيادي بحملة السيسي الرئاسية حازم عبد العظيم,,,وغيرهم كثيرون…
تفسيرات أخرى
على جانب اخر، تتزايد خلال الفترة الأخيرة الانتقادات الحادة إلى عبد الفتاح السيسي من جانب عدد من الشخصيات التي دعمته بقوة بعد 30 يونيو، لدرجة وصلت إلى مطالبته بالرحيل والاستقالة من منصبه، وهو ما يثير حالة من التكهنات لدى البعض بأنها نوع من “التنفيس” المتعمد أو انعكاس لتفاقم المشاكل الاقتصادية وغلاء الأسعار وتدهور مناخ الحريات.
لكن بالتأمل في المشهد السياسي المصري، تبرز حقيقة هامة تتمثل في أن هذه المعارضة المتزايدة للسيسي من مؤيديه هي انعكاس طبيعي لفكرة تعليق المصير على شخص واحد، وإلصاق كل جوانب النجاح والفشل بشخصه كما كان يحدث أيام نظام مبارك، وهو مؤشر سلبي لغياب مناخ الحياة السياسية السليمة بعد 30 يونيو، واختزال المشهد سياسياً وإعلامياً في سلطة قائد الانقلاب.
فمعظم الانتقادات التي نقلتها الصحف ووسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، صدرت عن شخصيات مؤيدة للسيسي لكنها ليست من المنتمين صراحة إلى نظام مبارك، وربما يعود ذلك في الأساس إلى إحساس متزايد بابتعادهم عن المشهد، وبأن رجال النظام القديم تمكنوا من إيجاد بيئة تمثل ضمانة إعلامية وسياسية للسيسي، قائمة على استبعاد كل الأشخاص والتيارات التي لا تنتمي إليهم، والتي كان آخرها الحملات المنظمة ضد حزب النور، ومن قبله التيارات والشخصيات الليبرالية التي دعمت السيسي بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …