‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل أنقذ إعلام العسكر مصر من الضياع؟
أخبار وتقارير - ديسمبر 8, 2015

هل أنقذ إعلام العسكر مصر من الضياع؟

الآلة الإعلامية في عهد عبد الفتاح السيسي لا تختلف عن سلفه في الانقلاب عبد الناصر؛ حيث ظلت تبشر الناس بالرفاء والرخاء، وتتحدث عن الانتصارات المذهلة التي نحققها خارجيا وداخليا، ثم تفاجئ الجماهير بانكسار موجع، جعلها تعتصر قلوبها من شدة الحزن وخيبة الأمل.

أيام سوداء
يجهل كثير من الشعب الواقع تحت تأثير الترامادول الإعلامي أن أيامًا سوداء أكثر مما هو موجود الآن باتت على الأبواب، بعد مطالبة مصر بدفع تعويضات مالية ضخمة لشركات أجنبية وحكومات دول أخرى لجأت إلى التحكيم الدولي، بعد أن أخلّت مصر بالتزاماتها التجارية معها.

وقالت تقارير صحيفة إنه بخلاف فوز شركة الكهرباء الصهيونية بقضية تحكيم دولي ضد مصر بلغت قيمة التعويض فيها 1.76 مليار دولار، فإن حكومة الانقلاب ستواجه ثلاث قضايا أخرى تقدر التعويضات فيها بنحو 20 مليار دولار.

ويقدر هذا المبلغ بما يقارب مرة ونصف قيمة الاحتياطي من العملات الأجنبية الموجودة في البنك المركزي المصري، الذي يقدر بـ 16.4 مليار دولار فقط.

وكانت شركة غاز شرق المتوسط رفعت قضية تحكيم دولي ضد حكومة الانقلاب عام 2011 بعد قطع إمدادات الغاز عنها، وطالبتها بدفع تعويضات تقدر قيمتها بـ8 مليارات دولار، وقالت إنها تعرضت لأضرار فادحة بعدما اضطرت إلى شراء الوقود بأسعار أعلى من أجل توليد الكهرباء.

كما رفعت حكومة كيان الاحتلال الصهيوني قضية ثانية ضد حكومة الانقلاب تطالبها بتعويض قدره 4.7 مليارات دولار نتيجة انقطاع الغاز بعد اندلاع ثورة يناير 2011، وما تبعها من تعرض خط الغاز المار بسيناء للتفجير مرات عديدة.

كذلك فقد رفعت شركتا “يونيون فينوسا” و”سي جاس” الإسبانيتان، قضية تحكيم دولي ثالثة ضد الشركة القابضة للغاز “ايجاس”، المملوكة لمصر، نتيجة وقف إمدادات الغاز لمصنع الإسالة بدمياط التابع للشركتين لمدة عامين منذ يوليو 2012، وطالبتا حكومة الانقلاب بدفع تعويض قدره 8 مليارات دولار.

تطبيل إعلامي
رغم هذا السواد الاقتصادي والسياسي لا يزال إعلام الانقلاب يطبل للسيسي، على الرغم من أن الإعلام وقت السقوط لا ينفع حاكمًا ولا يرسخ حكمه حتى ولو كان بالانقلاب، بل هم معاول هدم وتآكل ذاتى يهدم المعبد على رءوس الجميع، لم يتعلم السيسي من تجارب عبد الناصر والسادات ومبارك، ويشهد التاريخ أن أمثال هؤلاء الإعلاميين يكونون أول القافزين من المركب حين تعبث بها رياح الانهيار وأمواج السقوط.

ولأن الإعلام لا تعنيه المصائب التي تتوالى على رأس المصريين، فلم يكترث لما أعلنته شركة “متروجيت” الروسية، المالكة للطائرة المنكوبة التي تحطمت فوق سيناء نهاية أكتوبر الماضي، أنها طالبت مصر بدفع تعويضات ضخمة لأسر الضحايا، وهددت بأن تلجأ إلى رفع دعوى قضائية دولية إذا رفضت الحكومة المصرية دفع هذه التعويضات.

وتوقع خبراء في مجال التأمينات أن تبلغ قيمة التعويضات التي ستدفعها مصر للضحايا الروس نحو 674 مليون دولار، بعد أن ثبت أن الطائرة تحطمت بسبب تفجير عبوة ناسفة تم زرعها بداخلها قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ المصري.

وحاولت حكومة الانقلاب حتى اللحظة الأخيرة تجنب الاعتراف بأن الطائرة تعرضت للتدمير بواسطة قنبلة، لكن كل الدول التي شاركت في التحقيقات أكدت أن عملا إرهابيا وراء سقوط الطائرة وقتل جميع ركابها.

وحين يثور الشعب على الديكتاتور ستقف آلة الإعلام عن التطبيل، وستقول الآلة للدكتاتور وقتها: “هذا دربكم الذي اخترتموه بكامل إراداتكم، وهذا قطاركم الذي ركبتوه وسيكمل بكم السير إلى حيث عواقب ما تفعلون”.

والسؤال الآن: هل نفع عبد الناصر مجلس الأمة الذي كان يصفق له إذا قال شيئا، ما ثم يصفق له إذا قال نقيضه في نفس الوقت؟

هل أنقذ إعلام العسكر مصر مما سارت إليه من تردى وضياع، والآن يعيد السقوط من أوله؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …