‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الجارديان: السيسي توافرت فيه كل معايير الطاغية العربي
أخبار وتقارير - نوفمبر 5, 2015

الجارديان: السيسي توافرت فيه كل معايير الطاغية العربي

أكدت صحيفة الجارديان أن عبد الفتاح السيسي توافرت فيه كل معايير الطاغية العربي، التي تتمثل في فرض سيطرته على السلطة من خلال السحق العنيف للمعارضة والحرية الفردية، مع الادعاء بأنه لا يفعل أكثر من حماية ضرورية لأمن مصر القومي.

وفي افتتاحيتها اليوم الخميس، أشارت الصحيفة البريطانية -الأوسع انتشارا- إلى أن مثل هذه الأعذار لا ينبغي أن تخدع أي شخص، فما السيسي الذي يزور لندن حاليا إلا رجل دفن الآمال الديمقراطية التي ولدت بميدان التحرير عام 2011.

وعددت الصحيفة كوارث السيسي ضد الإنسانية منذ أن  تقلد السلطة في أعقاب انقلاب يوليو 2013؛ حيث صدرت أحكام بالإعدام والمؤبد ضد المئات من المعارضين السياسيين، ولم يخضع أحد للمساءلة بعد قتل أكثر من 1000 متظاهر في القاهرة قبل عامين، في إشارة إلى مجزرتي رابعة والنهضة، إضافة إلى توسيع نطاق سلطات المحاكم العسكرية، والزج بصحفيين داخل السجون والمعتقلات، ومثولهم أمام المحاكم، وتعرض منظمات المجتمع المدني لقيود شديدة.

واستبعدت الجارديان أن يتم طرح مثل هذه الأمور خلال لقاء كاميرون بالسيسي، مشيرة إلى أن الأولوية عند الحكومة المحافظة في بريطانيا هي «التركيز على التعاون الأمني وصفقات السلاح المربحة».

إزاء ذلك رحبت الصحيفة بالاحتجاجات التى تصاحب زيارة السيسي إلى لندن واعتبرتها أمرا طبيعيا ومحمودا من جانب منظمات حقوق الإنسان ورافضي السيسي.

وانتقلت الصحيفة إلى زاوية أخرى لتناول المشهد؛ وهي التي تبرر بها الحكومة البريطانية استقبالها للسيسي، مفادها أن الشرق الأوسط يتجه سريعا نحو الفوضى، وهو ما يفرض من الناحية المنطقية على بريطانيا وباقي الدولة الأوروبية تحتفظ بقنوات اتصال مفتوحة مع السيسي.

وتصنف الصحيفة مصر بأنها إحدى الأقطار الإسلامية الأربعة المؤثرة في المنطقة، إضافة إلى تركيا والسعودية وإيران، فيما تعيش سوريا والعراق وليبيا في حالة من الفوضى التي  تتجاوز حدودها بل ربما حدود المنطقة كلها، خصوصا في ظل تهديدات الشبكات الجهادية للقارة العجوز، التي تبحث عن حلول لأزمة اللاجئين والهجرة.

حيال ذلك ترى الصحيفة أن  مصر تبقى ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها مثل تركيا تماما رغم التحفظات على تلك الأنظمة المختلفة.

وتخلص الجارديان إلى أن المشكلة في مثل هذه الحالة لا تتمثل في عقد محادثات مع السيسي، ولكن في كيفية تنفيذ تلك المحادثات، والحديث الذي يدور خلالها.

ولكن الجارديان تستدرك لتحذر من أن ثمة خطأ يمكن أن يفهم منه أن هذه اللقاءات ربما تمنح السيسي “شيك على بياض” لمواصلة سياساته وانتهاكاته لحقوق الإنسان، التي لا تسحق القيم العالمية فحسب بل تغذي نزعة عدم الاستقرار التى يخشى منها الغرب، إضافة إلى أن سياسات السيسي القمعية لن تكون عاملا مساعدا في التنمية الاقتصادية.

وتجدد الجارديان تحذيرها أنه إذا استمر الوضع الراهن على هذه الحالة  فسوف تتفاقم الأوضاع وحالة عدم الاستقرار في مصر، وهو ما ينبغي على الساسة الغربيين أن يضعوه في حسبانهم، حسب الصحيفة.

وتشير الافتتاحية إلى أن السيسي  من جانبه ورث بعضا من المشكلات الكبيرة، أهمها سلسلة الهجمات المسلحة، والتي ربما يكون إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء السبت إحداها بحسب الحكومة البريطانية التي قالت الأربعاء إن عبوة ناسفة ربما تسببت في سقوط الطائرة.

وترى الصحيفة أن مثل هذا الحادث، والهجوم على الأقليات يذكر دائما بوجود شبكات لتنظيم”الدولة الإسلامية” وتنظيمات متطرفة أخرى داخل مصر.

وتنشر الجارديان شظاياها على الجميع  لتدعى أنه على هؤلاء الذين يحتجون على فرش كاميرون السجادة الحمراء للسيسي ينبغي أن يتذكروا أن العديد من المصريين جرى قمعهم عبر الانتهاكات الاستبدادية لحكومة سلفه محمد مرسي التي قادها الإخوان، حسب مزاعم الصحيفة التى لم تذكر أمثلة على ذلك.

وتختم الجارديان افتتاحيتها الساخنة بأن المصريين يريدون حقا حكومة على الأقل عادلة ولائقة. وهو ما يعنى أن كلا من هؤلاء الذين يحتجون خارج قاعة المناقشات،، والقادة الذين يخوضون حوارا مع السيسي داخلها ينبغي أن يتخلوا عن مشاعر السخط بعين “عوراء”، ولا يتهاونون أيضا في مواجهة سلوك استبدادي يدعو للحزن.

يشار إلى أنه في عهد مرسي لم تكن هناك محاكم عسكرية ولا معتقلين ولا قيود على حرية الرأي والتعبير وتشكيل الأحزاب ولا قيود كذلك على منظمات المجتمع المدني ولا المظاهرات ولا تعذيب ولا تصفية جسدية للمعارضين كما يجري في عهد الانقلاب وهو ما يعكس عدم حيادية الجارديان في اتهام عهد مرسي بالاستبداد وهو الاتهام الذي لا يستند إلى أدلة أو براهين واقعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …