‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مقاطعة “برلمان السيسي” استفتاء شعبي وتصويت عقابي لسياساته الفاشلة
أخبار وتقارير - أكتوبر 20, 2015

مقاطعة “برلمان السيسي” استفتاء شعبي وتصويت عقابي لسياساته الفاشلة

ما إن ظهرت المقاطعة الواسعة لانتخابات برلمان السيسي، التي لم تتعدَّ 2% في اليوم الأول و10% على مدار اليومين، حسب تصريحات قضاة لصحف مصرية، حتى سارع إعلاميو النظام ومؤيدوه لنفي أن يكون هذا استفتاء على السيسي أو سياسته، زاعمين أن تراجع نسب المشاركة في التصويت لا ينتقص من شرعية وشعبية السيسي؛ لأن في جميع دول العالم لا يشارك الجميع في التصويت بالانتخابات.

وكان من الممكن القبول بهذا القاعدة الانتخابية التي تنطبق على الانتخابات النزيهة في العالم، بيد أن خطاب السيسي غير المعتاد للمصريين بالنزول بكثافة للتصويت، ومقاطعة المصريين للانتخابات مع هذا، يعتبر ردًا واضحًا على خطاب السيسي في صورة “تصويت عقابي” على سياساته، فضلا عن اعتبار أن هذه النسبة الضئيلة من المشاركين هم حجم مؤيدي السيسي الآن.

ويقول خبراء سياسيون وقانونيون موالون للسيسي إن ضعف المشاركة الشعبية في المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية يفقد برلمان السيسي الظهير الشعبي والشرعية السياسية، إن عزوف الناخبين عن المشاركة وراءه عدة أسباب أبرزها: انهيار مصداقية السيسي ومشاريعه الوهمية، وعدم إشراك كل القوى السياسية واكتفاؤه بأهله وعشيرته، وانهيار الاقتصاد وحالة الإحباط بين المصريين، وهامشية الأحزاب الجديدة في ظل حظر وحل الأحزاب القوية خاصة الإسلامية.

ورغم يقيننا أن السيسي بلا أي شرعية إلا أن هؤلاء الخبراء الموالون للسيسي يرون أن الانتخابات تفتقد إلى الشرعيتين؛ السياسية والشعبية فقط، ما يعني أن ضعف المشاركة الشعبية في المرحلة الأولى من الانتخابات يعكس أن الشعب المصري أدار ظهره للعملية السياسية بأكملها في ظل انتخابات نظامها القانوني يسفر عن برلمان الصوت الواحد على غرار برلمان مبارك.

 

برلمان الجنرالات ورجال الأعمال
اختفاء الشباب من المشهد الانتخابي على مدار اليومين الأول والثاني بالمرحلة الانتخابية الأولى لم يكن من فراغ، فمنهم غير المُهتم بالعملية الانتخابية الحالية برمتها، ومنهم من يتابع عن كثب لكنه مقاطع وآخرون يرون أن البرلمان المقبل ما هو سوي “ظهير سياسي” للسيسي يمرر تشريعاته ويلغي القيود التي وضعها الدستور على سلطاته.

وكان من الطبيعي في ظل غياب القوي الفاعلة الإسلامية وتيارات ثورة 25 يناير المختلفة، وبالمقابل مشاركة الحزب الوطني بكثافة والجنرالات ورجال الأعمال أن يفوزوا لعدم وجود منافس حقيقي.

حيث أظهرت نتائج الفرز الأولية لنتائج المرحلة الأولي لانتخابات مجلس النواب المصري سيطرة القائمة التي يغلب عليها الجنرالات ورجال الأعمال ونواب “الحزب الوطني السابق”، وهي قائمة “في حب مصر” على أغلب الدوائر فيما فاز حزب “النور” السلفي بدوائر في الإسكندرية ومدينة مرسي مطروح.

كما تم الإعلان عن تصدر قائمة “في حب مصر” لأصوات المصريين بالخارج، وتأخر قائمة النور التي تذيلت القوائم في عدد الأصوات، رغم قلة نسب التصويت بصورة لافتة اعترف بها إعلاميو وأركان النظام لأنها كانت ظاهرة لا يمكن إخفاؤها.

 

سخرية من نسب التصويت
وشكك الدكتور علاء الأسواني، الكاتب والروائي، في المؤشرات الأولية للانتخابات البرلمانية، والتي أعلنها بعض رؤساء اللجان الفرعية، قائلا عبر حسابه على «تويتر»: “الكاذبون يعلنون أن قائمة النظام (في حب مصر) قد اكتسحت، عدنا إلى استفتاءات الـ 99%، نفس العقلية البائسة”.

كما انتقد نتقد الإعلامي باسم يوسف، تصريحات اللجنة العليا للانتخابات بشأن ارتفاع نسب التصويت في الاقتراع البرلماني ببعض المحافظات لـ 30%، قائلا في تغريده على “تويتر”، “عبط إحنا؟”.

وسخر نشطاء من التضارب في أقول المسئولين حول نسب المشاركة، وقالت صحيفة “الوطن” الخاصة اليوم الثلاثاء تحت عنوان: “مزاد حكومي على نسب التصويت في المرحلة الأولى”، أن رئيس الوزراء قال إن النسبة ستتعدى 15% من إجمالي الأصوات، ونقلت عن الوزير أحمد زكي بدر أنها 11%، وقول قضاة أنها 10% فقط، وقول مسئول الانتخابات اللواء رفعت قمصان: “أتوقع 22%”، فيما قال أحمد الزند وزير العدل أنها حوالي 50% في فيديو بثته صحيفة الشروق ثم حذفته لأنه تبين أنه من انتخابات 2014.

وكانت معدلات المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات منذ الثورة على النحو التالي: استفتاء 2011 نسبة 41% وانتخابات مجلس الشعب 2012 نسبة المشاركة 54% وانتخابات مجلس الشورى 13% واستفتاء دستور 2012 نسبة 33%، وانتخابات الرئاسة 2012 تقدر بـ 47%. أما الانتخابات التى أجريت فيما بعد 3 يوليو فنتائجها لا يمكن الوثوق بها سواء في مسرحية انتخابات الرئاسة 2014 التي أعلنوا أنها بلغت حوالي 47% رغم صياح الإعلاميين بفراغ اللجان حتى مدوها لليوم الثالث وكذلك استفتاء الدستور 2013 فكان 38% رغم خلو اللجان بصورة كبيرة.

 

غزو الجنرالات
وشهدت قوائم التحالفات الانتخابية غزواً من اللواءات والضباط السابقين والمتقاعدين من الجيش والشرطة الذين ترشحوا تحت مسمى شخصيات عامة ومستقلة، وحملت قوائم «في حب مصر» العدد الأكبر من اللواءات بـ 7 من الجيش والشرطة، ويأتي اللواء سامح سيف اليزل، المنسق العام للقائمة، على رأس القوائم إلى جانب اللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية الأسبق.

ومن بين هؤلاء الضابط: الفريق حسام خير الله، وكيل جهاز المخابرات السابق، وهشام محمد عمارة، ضابط الشرطة السابق، والأستاذ بكلية التجارة جامعة دمنهور حالياً، ولواء الشرطة السابق يحيى عيسوى، واللواء سعد الجمال، مساعد وزير الداخلية، واللواء يحيى كدوانى، وكيل المخابرات العامة سابقاً، والمقدم عبد النبي محمد الشعينى، واللواء عصام الدين بدوى، واللواء سمير زاهر، واللواء سمير سلام، واللواء سيف الإسلام عبد البارى، نائب محافظ القاهرة السابق، واللواء جمال علام، واللواء عبد الرافع درويش، واللواء محمود العيسوى.

وتحسم المرحلة الأولى من الانتخابات 286 مقعدًا بمجلس النواب الذي تغير اسمه في دستور السيسي 2014 بعد أن كان يطلق عليه مجلس الشعب، وتجرى هذه الجولة في محافظات مناطق جنوب وغرب مصر.

ويتنافس على المقاعد الفردية والبالغ عددها 226 مقعدًا في تلك المرحلة 2548 مرشحًا من بينهم 112 سيدة وتبلغ نسبة المستقلين بينهم 65%، في حين تبلغ نسبة المرشحين المنتمين للأحزاب السياسية 35%.

 

“مش مقاطعة.. ده تنفيض”
وقد نقلت مواقع إخبارية منها عن شباب أن ما فعلوه “مش مقاطعة.. ده تنفيض”، حيث قال خالد عبد الحميد أحد الشباب لموقع “أصوات مصرية”: “إحنا كشباب ما قطعناش الانتخابات إحنا نفضنا لها”، وأشار عبد الحميد إلى أن الغالبية العظمى من الشباب غير مهتمين بالانتخابات البرلمانية، التي لا تمثل لهم “أكثر من مزاح” على مواقع التواصل الاجتماعي.

وظهرت على موقع التواصل الاجتماعي توتير “هاشتاجات” ساخرة من مقاطعة الانتخابات أو عدم الاهتمام بها، من بينها (برلمان توتير، محدش راح، بدل ما تنتخب)، وجاءت أهم التويتات التي تسخر من عدم ذهاب الشباب إلى التصويت “نروح ليه يافندم الشعب عارف إنها بالتعيين، البرلمان ده عامل زي النيش في الجواز ملوش لازمة بس علشان الناس ما تأكلش وشنا”.

سخرية الصحافة الغربية
وقد عكس انزعاج وزارة الخارجية، مما قالته الصحف الغربية أن انخفاض نسب المشاركة “مؤشر على تراجع تأييد الشعب المصري لقيادته”، هذا الفزع من حكومة السيسي من حجم عزوف المصريين عن النظام، ولم يجد المتحدث باسم الخارجية وسيلة سوي اتهام الصحف الأجنبية بـ”وجود نية مبيته لتشويه الصورة”.

 

تصويت سلبي على شعبية السيسي
واهتم عدد كبير من الصحف الأمريكية والبريطانية ببدء التصويت في الانتخابات البرلمانية في مصر مشيرا لأنها “ستنتج على الأرجح برلمانا مطيعا” من شأنه دعم السيسي أكثر من تحديه بحسب تقرير “أسوشيتد برس الذي نقلته الكثير من الصحف والمواقع الأجنبية.

وأبرزت “فاينانشيال تايمز” الفارق الكبير في نسبة الإقبال بين الانتخابات الحالية والسابقة وقالت إن ضعف الإقبال هو انتكاسة لادعاءات النظام المصري بأنه يقوم ببناء نظام سياسي يستجيب لتطلعات المواطنين المصريين.

ونقلت الوكالة توقعات المحللين والمراقبين بضعف الإقبال على الانتخابات مشيرة إلى أن “الانتخابات تجري في ظل مناخ من الخوف لم تشهده مصر منذ عقود”.

وقالت “ميدل ايست مونيتور”: إن “الانتخابات تشهد عودة رجال الحزب الوطني المنحل وغياب لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها السلطات”.

وقالت النسخة الأمريكية من صحيفة “هافينجتون بوست”: إن هناك حالة من الإحباط داخل معسكر السيسي نفسه، فيما قالت “بلومبيرج” إن الانتخابات ستأتي ببرلمان لن يكون أكثر من مجرد “ختم مطاطي”.

وخلصت “الجارديان” إلى أنه وفي غياب أحزاب المعارضة، يقول خبراء إن “النتيجة محسومة وسوف يكون الإقبال فقط قياس مهم لشعبية السيسي”.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن وكالة “رويترز” قولها إن الانتخابات المصرية بدأت وسط إقبال ضعيف وأشارت إلى ما قاله منتقدون من أن “قمع الدولة للمعارضين يقوض الانتقال الديمقراطي”، وإنه يتوقع على نطاق واسع أن يؤيد مجلس النواب القادم تعديل الدستور للحد من سلطاته الواسعة وتركيز السلطة في يدي السيسي.

وعلق على هذا “ناثان براون” الأستاذ بجامعة جورج واشنطن الأمريكية بقوله: “من الصعب القول بمدى خطورة مثل هذا الكلام لكنه في الحد الأدنى ينزع شرعية البرلمان حتى قبل أن ينتخب”، وفي تقرير أخر لمراسل نيويورك تايمز في القاهرة “ديفيد كيركباتريك” سلط فيه الضوء على إحباط الشباب وعزوفهم عن المشاركة في الانتخابات، ونقل الكاتب عن إحدى الشابات، يارا عصام 21 عاما، قولها إنها “لن تشارك حيث إنها شاركت من قبل وانتخبت السيسي لكنها ندمت على ذلك لأنه لم يفعل شيئا”.

وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن البرلمان القادم سيهمن عليه على الأرجح مؤيدو السيسي وهو ما سيعزز من قبضته على السلطة، فيما ركزت “بلومبيرج” في تغطيتها على تهميش القوى الفاعلة في الحياة السياسية مثل الإخوان المسلمين التي أصبحت جماعة محظورة والجماعات الليبرالية واليسارية التي لم يعد لها أثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …