‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “الكرنك”.. القمع من عبد الناصر إلى السيسي
أخبار وتقارير - أكتوبر 11, 2015

“الكرنك”.. القمع من عبد الناصر إلى السيسي

 

لم تنتج السينما المصرية، ولن تفعل بالطبع!، عملا يعرض القمع والتعذيب الذي واجهته جماعة الإخوان المسلمين، فمنذ انقلاب 1954 ويسيطر العسكر على السينما والمسرح والفن والثقافة عمومًا، وكلما نزل أحدهم من على كرسي السلطة وصعد آخر مكانه، يتم تدوير وإنتاج عمل سينمائي، يتحدث عن طوام وكوارث الزعيم السابق.

 

من ذلك فيلم “الكرنك”، وهو اسم مقهى تمتلكه وتديره السيدة “قرنفلة”، ويتردد عليه نماذج بشرية متعددة ومتنوعة في نفس الوقت، سواء من حيث الجنس أو السن أو المستوى الاجتماعي أو المستوى العلمي أو الثقافي، وكثيرًا ما يتطرق الحديث إلى السياسة.

 

يحكي الفيلم عن حالة الاستبداد السياسي والفكري،الذي انتهجه النظام الانقلابي جمال عبد الناصر، حيث يتناول قصة مجموعة من الشباب الجامعي الذي يتم اعتقاله دون جريمة بسبب التقائهم في مقهى “الكرنك”، الذي عرف عنه تجمع بعض “اليساريين” و”الشيوعيين” فيه، وتعرضهم أحيانا لنقد سياسات الزعيم العسكري الملهم.

 

لم يتطرق الفيلم إلى اعتقالات جماعة الإخوان، أو قيام القضاء الشامخ وقتها بحملة إعدامات جماعية طالت رموز الوطن من كبار الفقهاء والقانونيين والمفكرين، منهم الفقيه الدستوري عبد القادر عودة، والمفكر الكبير سيد قطب، ولكن ولأن كاتب القصة على خصومة مع الإسلاميين تم تجاوزهم، وتناول تعذيب غيرهم في المعتقل وإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، ويتم إجبار البعض منهم على العمل كجواسيس لصالح النظام، وأجهزة الأمن داخل الجامعة وكتابة تقارير عن أي نشاط أو فكر معارض داخل أسوار الجامعة.

 

ما يجري أيام الجنرال عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب في عام 2013، لا يختلف كثيرًا عما قام به زبانية عبد الناصر، بل ربما يزيد كثيرًا عنه، الاختلاف الطفيف أن عبد الناصر حكم على اللواء محمد نجيب بالإعدام المعنوي، عن طريق الإقامة الجبرية، بينما حكم السيسي على الرئيس الشرعي محمد مرسي بالإعدام، والسبب في ذلك أن الأول عسكري لا يجوز إعدامه بينما الثاني مدني من عامة الشعب.

 

وتطبيقًا لما جاء في فيلم “الكرنك” أعلن فتحي عباس -المستشار الإعلامي لرئيس جامعة القاهرة- أنه لن يتم عرض ملف طلاب المدن على الجهات الأمنية، يقصد الأمن الوطني والمخابرات، وسيتم الاكتفاء فقط بعمل الفيش والتشبيه لجميع الطلاب!

 

وبرر “عباس” ذلك للتأكد من أن الطالب ليس عليه قضايا جنائية، وهو ما يبدو أن الانقلاب قرر أخيرا، أن يواجه الطلاب بزملائهم؛ بأن يجند من بينهم عيونا وجواسيس للقيام بنفس المهمات التي كان يقوم بها سابقا كُتاب التقارير في أقسي عهود الديكتاتورية والاستبداد التي عرفتها البلاد.

 

ومن جانبهم أكد الخبراء أن هذا الأمر سيكون وبالا على العملية التعليمية في الجامعات، فضلا عن تأثر المجتمع تربويا وأخلاقيا؛ حيث يكرس هذا المخطط لجمهورية الخوف التي تنعدم معها أية قابلية للتقدم أو النمو.

 

ومن الجدير بالذكر أن وثيقة مسربة لوزير التعليم العالي الانقلابي أرسلها لرؤساء الجامعات؛ ذكر فيها بعض الأمور التي أوصت بها لجنة إدارة الأزمات بوزارة الدفاع الانقلابية بخصوص كيفية الاستفادة من طاقات الشباب حتى تحكم مليشيات الانقلاب سيطرتها على طلاب مِصْر، من بين بنود تلك الوثيقة “تكوين أمن طلابي لمساعدة الأمن الإداري في القبض على زملائهم الطلاب”.

 

في “الكرنك” ينتهي الكابوس في بداية عهد الرئيس أنور السادات وصدور قرار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، ويأمل المصريون في انتهاء “كرنك السيسي” بسقوط الانقلاب، وخروج الأحرار من السجون من مختلف التيارات السياسية وليس الإخوان فحسب، وأن يروا “الضابط الكبير” الذي كان يقوم بإصدار أوامر التعذيب وانتزاع الاعترافات الملفقة، يدخل هو نفسه المعتقل!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …