أوروبا تسير على خطى «مرسي».. و«البوندزليجا» ترحب باللاجئين السوريين

فارق كبير بين من استقلوا البحر فاتحين بلدان الغرب الأوروبي فى الماضي القريب، وبين من ضاقت بهم بلدان المسلمين بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم فركبوا البحر بعد تتابع النكبات إلى ذات القارة العجوز ولكن هذه المرة لاجئين مستضعفين فارين من الجحيم إلى الموت.

سوريا مأساة تتجسد منذ 4 سنوات على وقع البراميل المتفجرة والأشلاء المتفحمة، ونكبة تتفاقم مع خزي الصمت الذى سيطر على العالم وتخلي العرب عن نصرة الأشقاء فى بلاد الشام من براثن السفاح بشار الأسد وجرائم الطائفية العلوية المدعومة بألة عسكرية إيرانية توسعية.

ومنذ رحل الرئيس محمد مرسي على خلفية تحرك الجيش فى 3 يوليو للإطاحة بمكتسبات ثورة يناير، فقد السوريون الظهير الأمن فى مصر، بعدما وفر لهم الرئيس المنتخب فرصة العيش بكامل حقوق المصريين وكفل له سبل الحياة الكريمة، إلا أنه ومع التغير الجذري فى بوصلة الربيع العربي وانحراف مسارها ردة إلى الوراء، لم يملك أهل الشام فى بلان العرب ملاذا سوي البحر فرار من الموت إلى الموت.

ومع مشاهد جثث الأطفال الطافية على سواحل شرق أوروبا، واعتقال الأب أمام صراخ أبناءه، تحرك المجتمع الغربي من أجل نجدة اللاجئين ونصرة من خذلهم المسلمين وإيواء من تخلي عنهم العرب، وبدأت الحكومات الأوروبية تسير على ذات خطى الرئيس مرسي، بإصدار قرارات تمنح السوريين فرصة النجاة من الواقع الدامي فى الشام.

وبين هذا المشهد المتخاذل فى الشرق والإنساني فى الغرب، استغلت جماهير الكرة الألمانية مباريات دوري كرة القدم “البوندزليجا”، من أجل دعم ومساندة اللاجئين وحث بلادهم على استقبال القادمين من بلاد الموت، وفتح أراضيهم لإيواء الهاربين من جحيم بشار.

وقدمت جماهير الأندية الألمانية لفتة رائعة بحق اللاجئين السوريين، برفع لافتات أثناء مباريات الدوري الممتاز تحمل عبارة “مرحبا باللاجئين”، مع ترديد الهتافات التي تؤكد على دعمهم موقف برلين فى التعامل مع القادمين من سوريا.

وحرصت روابط مشجعين فريق بروسيا دورتموند الألماني على رفع “تيفو” ظهرت من خلاله لافتات، كتب عليها “مرحباً باللاجئين”، ترحيباً باللاجئين السوريين، الذين وصل عدد كبير منهم بحراً بعد رحلة مرعبة قضت على العديد منهم في عرض البحر.

جماهير فولفسبورغ الألماني لم تغب عن المشهد وسارت على ذات خطى “أسود الفستفالين” حين رفعت لافتات ترحيبية بقدومهم الى الأراضي الألمانية، مثلما رحبت جماهير هامبورغ أيضاً ورفعت ذات الشعارات الترحيبية.

وكانت ألمانيا قد أعلنت إلغاءها قانون إعادة اللاجئين السوريين إلى أول دولة أوروبية دخلوها، لاحتواء الأزمة، وفي ظل استمرار العنف في سورية و”تفاقم أوضاع” اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان.