‫الرئيسية‬ منوعات «سخم كا» يفضح تواطؤ السيسي فى مأساة «الآثار المنهوبة»
منوعات - أغسطس 29, 2015

«سخم كا» يفضح تواطؤ السيسي فى مأساة «الآثار المنهوبة»

انتهت أمس الجمعة، المهلة الأخيرة التي حددتها وزارة الثقافة البريطانية لمنع تصدير التمثال المصري “سخم كا” والإبقاء عليه في بريطانيا، في الوقت الذي لم تستطع وزارة الآثار المصرية جمع ثمن التمثال، من خلال حملة تبرعات دولية أطلقتها، السبت الماضي، لجمع (15.8 مليون جنيه إسترليني، ما يعادل 180 مليون جنيه مصري)، بعد أن تخلت الدولة عن مسؤوليتها.

فيما اكتفت الخارجية بمناشدة الجانب البريطاني بوقف عملية بيع التمثال وطلب مد المهلة حتى مارس القادم، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

وكان وزير الثقافة البريطاني قد أصدر قرارا، في مارس الماضى، بوقف إصدار رخصة تصدير التمثال لمدة مؤقتة انتهت يوم 29 يوليو الماضى، وذلك بناء على توصية من “مجلس إنجلترا للفنون”، لإتاحة الفرصة أمام أحد المتاحف البريطانية أو الأشخاص لإعادة شراء التمثال بما يضمن الاحتفاظ به داخل بريطانيا، وإتاحته للجمهور مرة أخرى، وقامت بعد ذلك بمد المهلة حتى اليوم 28 أغسطس.

فيما هددت وزارة الآثار بحكومة محلب بوقف التعامل مع متحف “نورث هامبتون” ببريطانيا في أي مجال يخص الآثار والمتاحف؛ نظرا لبيع التمثال في يونيو 2014 بما يخالف الأخلاق المتحفية في العالم.

 

“سخم كا”

و”سخم كا” تمثال فرعوني من الحجر الجيري الملون طوله 75 سنتيمترا، وممتد الجذور بالتاريخ 4 آلاف و400 عام، وهو اسم يعني “قوي الروح”ِِِِِ، وهو تمثال جنائزي نادر، يمثل “كبير الكتبة” جالسًا وعلى رأسه شعر مستعار، ينظر قليلًا إلى الأسفل، مع أنف قصير وشفاه باسمة بهدوء، ويرتدي لباسًا قصيرًا، وعاري الصدر بما يبين قوته الجسدية، ممسكًا بين يديه بلوح وضعه على ركبتيه، فيه أسماء لبعض الموتى، وبجانبه جلست زوجته “سيت- ميريت” على الأرض، وبجانب التمثال نقش النحات المصري عبارات هيروغليفية، ورسوما لموكب احتفالي ظهر فيه رجال يحملون البط والأوز وزهور اللوتس والبخور، ويتقدمهم عجل صغير.

والتمثال كان طوال 135 سنة في متحف بلدة “نورثامبتون”، بوسط إنجلترا البعيدة 108 كيلومترات عن لندن، وعرضه المتحف للبيع بالمزاد لحاجته إلى المال، فاعترضت وزارة الآثار المصرية، إلا أن دار “كريستيز” للمزادات مضت في عملية البيع، متذرعة بأنه لا يوجد سبب قانوني يمنعها، وتسلحت بأن مجلس بلدية “نورثامبتون” يرى معها أيضا أن الحكومة المصرية لا تملك الاعتراض على بيعه، فاشترته “سيدة قطرية”- في 10 يوليو 2014- بمبلغ 27 مليون دولار، منها مليونان عمولة لدار “كريستيز” المنظمة للمزاد، وسط احتجاج وزارة الآثار المصرية.

وغادر “سخم كا” مصر قبل بدء تطبيق معاهدة دولية تم توقيعها عام 1970، تمنع بيع آثار من هذا النوع، بعدما اشتراه في القاهرة “الماركيز الثاني لنورثامبتون” اللورد سبنسر كومبتون قبل عام من وفاته في 1850 وشحنوه في عام 1870 إلى ورثته في “نورثامبتون”، ثم حاول أحد أبناء اللورد سبنسر الستة بيع التمثال حين وصل إليها، وهو الأدميرال دوغلاس، إلا أنه لم يتمكن من العثور على شار يقتنيه، فأهداه في 1880 إلى متحف البلدة، ضمن اتفاق ينص أن تكون ملكيته مناصفة معه أو مع ورثته، والوريث حاليًا هو حفيده “الماركيز السابع لنورثامبتون” اللورد سبنسر كومبتون، الذي تكاتف مع المتحف العام الماضي لبيعه بالمزاد، مع أنه واحد من كبار الأثرياء البريطانيين.

 

حماية الآثار

وتواجه وزارة الآثار بحكومة محلب مشكلة في استرداد بعض القطع الأثرية من الخارج بسبب عدم قدرة الآثار على إثبات ملكية بعض القطع الأثرية التي خرجت من مصر بطرق غير مشروعة أو خرجت من البلاد قبل صدور اتفاقية اليونسكو لعام 1970 والخاصة بحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية، وقانون حماية الآثار المصري 1983.

ويرى مراقبون أن ما يضاعف أزمة الاثار في مصر، عشوائية التعاطي الحكومي، التي تجلت إزاء أزمة “سخم كا”، حيث تمت الدعوة إلى مؤتمر عالمى عاجل بوزارة الآثار، ثم بيانات متلاحقة من وزارة الاثار تشجب وتدين، ثم حملة لوقف بيع تمثال “سخم كا”، الذى بيع منذ أكثر من عام، وأخيرا خرج وزير الآثار الانقلابى ليعلن فشل كل المساعى المصرية فى استعادة التمثال، وأن الحل الوحيد هو التبرّع بـ15 مليونا و800 ألف جنيه إسترلينى، أى أكثر من 180 مليون جنيه ، فى مدة لا تتجاوز أسبوعاً، ونسي الوزير أن يطلق رقما لحساب التبرعات في البنوك!!

ولم تكن حملة التبرع لتمثال «سخم كا» أولى حملات التبرع الفاشلة فى وزارة الآثار، حيث كانت البداية بحملة مشابهة عقب التفجير الذى استهدف مديرية أمن القاهرة، الذى راح ضحيته متحف الفن الإسلامى، حيث دشنت وزارة الآثار حملة برقم حساب 27027، استهدف جمع 170 مليون جنيه لم تتحصل منها إلا على 17 ألفاً فقط، وبعد هذا الفشل، تبنت دولة الإمارات ترميم المتحف.

الحملة الثالثة أطلقها الوزير نهاية رمضان الماضى، لإنقاذ 100 مبنى أثرى بالقاهرة التاريخية، وهى الحملة التى لم تحظ بأى اهتمام ولم تتخط مجرد عبارة كُتبت على بعض التيشرتات التى وُزعت على بعض الشباب الذين اصطفوا خلف الوزير ممدوح الدماطي.

فيما يستنكر مراقبون لجوء حكومة محلب إلى “التبرعات” التي صارت أسلوب حياة، مع كل أزمة تمر بها الحكومة، وصار الحل الأسهل هو دعوة المواطنين للتبرع، سواء لحماية الآثار أو صيانة المدارس “إبراهيم محلب”، أو علاج المرضى “محافظ البحيرة”، أو لصندوق “تحيا مصر” الذي صار معيارا للوطنية، وسبيلا لنيل المناصب السياسية!.

يذكر أن فرنسا تستحوذ على أكثر من 9 آلاف قطعة من تماثيل ومنحوتات وأوعية ذهبية وقطع محنطة عديدة، تم تهريبها من مصر بطرق مختلفة.

وفي إيطاليا 8 مسلات مصرية، ترجع للعصر الفرعوني، منها مسلات لتحتمس الثالث والرابع، وبها العديد من المتاحف تحتوى على آثار مصرية تعود للعصر الروماني. بجانب آلاف القطع الأثرية التي تعج بها ميادين ومتاحف بريطانيا وأمريكا.. والتي تنتظر جهودا منظمة لاستعادتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …