‫الرئيسية‬ اقتصاد انهيار التجارة العالمية صفعة جديدة على «قفا» تفريعة السيسي
اقتصاد - أغسطس 26, 2015

انهيار التجارة العالمية صفعة جديدة على «قفا» تفريعة السيسي

أكد خبراء سياسيون واقتصاديون أن التراجع الاقتصادي العالمي المتواصل منذ عدة أسابيع سيؤثر بشكل سلبي على حركة التجارة العالمية، وبالتالي ينعكس سلبيا على حركة مرور السفن بقناة السويس؛ الأمر الذي يزيد من العراقيل أمام التفريعة الجديدة في تحقيق الإيرادات التي أعلنتها حكومة السيسي قبيل افتتاحها.

وتوقع خبراء ومحللون أن عائدات قناة السويس، هذا العام إن لم تقل عن العام الماضي فلن تزيد، وستبقى على الأقل على وضعها خلال العام المالي الماضي، وذلك بسبب الهبوط الحاد الذي منيت به العديد من دول العالم خلال الفترة الأخيرة.

 

انهيار التجارة العالمية

الكاتب والسياسي “تامر وجيه” كشف أن مصر المنكفئة على نفسها لا تضع في حسبانها أن العالم يمر بمقدمات أزمة عالمية كبرى، وستكون نقطه انطلاقها من الصين، والتي فجرت الأزمة بتخفيضها لعملتها.

وقال وجيه -في تدوينه عبر “فيس بوك”-: “معظم بورصات العالم فقدت أموالاً طائلة، إلى حد أن تريليونات من ثروة العالم محيت في أيام قليلة، مضيفا ” لكن مؤخرًا بورصات آسيا (فيما عدا الصين واليابان) وأمريكا وأوروبا بدأت تستعيد بعضا مما فقدته، موضحًا أن هذا في الأغلب مجرد ارتجاع مؤقت في مسار أزموي مستمر، والسبب إن الصين، التي تعد مستهلك أساسي لمنتجات العالم، في حالة تباطؤ، ومن ثم فما تنتجه كثير من الاقتصادات العالمية لن يجد من يشتريه”.

وأوضح أن التفريعة الجديدة هي أول المتضررين من تلك الأزمة؛ حيث أنها أنشئت خصيصًا في ظل افتراض أن النشاط التجاري العالمي سيتسع، وبالتالي فإن عدد السفن المارة في القناة سيزيد إلى حد يتجاوز الحد الأقصى الممكن قبل حفر التفريعة، وهو الأمر الذي يخالفه الواقع تمامًا.

وتابع: “الواقع يكشف عن انكماش مستقبلي في حركة التجارة العالمية، وهو ما سينعكس على حركة “المرور” في القناة، وهذا يعني أن النظام المصري العسكري أنفق نحو ستين مليار جنيه من جيوب المصريين على مشروع وهمي لن يدر دخلاً في الأجل المنظور، بل سيحلب من الميزانية فوائد وأقساط لرد الدين اللي تم الحصول عليه”.

وأضاف: “ما أتوقعه مع تراجع التجارة العالمية، وتراجع أسعار النفط، هو إن المال السياسي هيشحّ في مصر، والمطالبات بالديون السابقة هتزيد، وديون القناة وباقي المشاريع سوف تضغط على الميزانية بقسوة، وطبعًا مشروع تطوير خليج السويس لن يكون له لا تمويل ولا منطق، وكذلك في الأغلب تحويلات المصريين العاملين في دول الخليج هتقل، مما سيزيد من كارثة مالية الدولة، والاقتصاد عامة، وسينتهي الحال بهذه السلطة شبه الفاشية إلى سياسة مالية جنونية تتضمن حلولا مؤقتة مثل بيع وتأجير أصول وأراضي على نطاق واسع للحصول على سيولة مؤقتة تزيد المشكلة في الأجل المتوسط”.

 

النفط والقناة

وفي السياق نفسه، توقع الخبير الاقتصادي محمد أبو باشا -محلل الاقتصاد الكلي في المجموعة المالية “هيرمس”- أن تبقى عائدات قناة السويس خلال العام المالي الحالي عند نفس معدلات العام الماضي، وألا تشهد زيادة كبيرة بعد افتتاح التفريعة الجديدة.

وحدّد -في تصريحات سابقة لـ “العربي الجديد”- أسباب هذا الاستقرار في “استمرار تراجع أسعار البترول، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وانخفاض حركة التجارة الدولية.. وهي العوامل التي لا تسمح بنمو كبير في إيرادات القناة خلال العام المالي الجاري على الأقل”.

وأشار أبو باشا إلى أن انخفاض أسعار البترول وتراجع حركة التجارة الدولية، يجعلان هيئة قناة السويس غير قادرة على رفع رسوم العبور، حتى لا تدفع السفن إلى اتخاذ طرق بديلة حيث أسعار الوقود رخيصة.

 

الجشع الرأسمالي

من جهة أخرى، أعرب علاء بيومي -الباحث والكاتب السياسي- عن اعتقاده أن جزءًا من الأزمات الاقتصادية الدولية التي يعيشها العالم منذ 2008 في مناطق مختلفة -حيث انتقلت من أمريكا لأوروبا للصين حاليًّا- يرتبط بالجشع الرأسمالي.

وأشار بيومي -عبر منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- إلى أن “أزمة أمريكا كانت انفجار الديون الضخمة وجشع سوق العقارات والديون الأمريكية ورأس المال الأجنبي في الولايات المتحدة”.

وأضاف المحلل السياسي: “مليارات تدفقت على الولايات المتحدة لكي تستفيد من ارتفاع أسعار العقارات الوهمي، وبعد فترة لم يعد لرفع الأسعار معنى، وعجز الكثيرون عن السداد، فانفجرت الفقاعة وحدثت الأزمة”.

وأوضح أن “الأزمة في أمريكا -التي كانت بنوكها تقترض بلا حساب وتنفق بلا حساب أيضًا- تبخرت مليارات في ثوانٍ، وبعد فترة انتقلت الأزمة لأوربا؛ حيث كانت بعض الحكومات تعيش على الإقراض بسبب كونها جزءًا من الاتحاد الأوروبي، ورغبتها في العيش في مستوى أعلى مما يمكنها”.

وأشار “بيومي” إلى أنه بحدوث أزمة أمريكا وانفجار الفقاعة الأكبر بها، بدأت فقعات أوروبية أصغر في الانفجار”، مضيفًا أن الصين كانت تعتمد على الإنتاج والتصدير والعمالة الرخيصة، وهو نموذج ظن البعض أنه يمكن أن يستمر بلا مشاكل، ولكن الصين أيضًا تصدر لدول الفقاعات وترتبط بالنظام الرأسمالي نفسه.

 

نحس السيسي

في المقابل سخر نشطاء ومغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تزامن “تراجع حركة التجارة العالمية” بعد أسبوعين من افتتاح مشروع قناة السويس، معتبرين أن ما صفوه بـ “نحس النظام” هو السبب في تلك الأزمة.

وفي هذا الإطار علق الناشط والصحفي “محمد أبو المجد” على تراجع حركة التجارة العالمية بعد افتتاح القناة قائلا “عشان هو انقلابي وربنا مش رايدله الخير.. بعد ما يفتح التفريعة بأسبوعين، واللي كان جزء من عوايدها مرتبط بازدهار حركة التجارة العالمية وتزايدها – تحصل كارثة ركود دولي أكبر م اللي حصلت في 2008 مبعثها اقتصاديات آسيا اللي كانت هي الأمل والمنى والدنيا والأحلام بالنسبة للتفريعة دي.. الدنيا خربانة وداخلين على أزمة مالية أعنف بكتير من أزمة 2008”.

وعلق الناشط حسن جمال: “السيسي لو حشر نفسه في أي حاجة بتخرب.. قعد يقولك القناة الجديدة هدية للعالم.. أهو جاب أجل العالم كله والدنيا خربت، وبالنسبة للمصريين اللي دفعوا فلوسهم في القناة فممكن يتبرعوا بيها لمصر على رأي برهامي!”، فيما قالت الناشطة “نور الهدى” ” من الآخر مش حكاية نحس السيسي أو غيره.. كل الموضوع في قول الله تعالى “إن الله لا يصلح عمل المفسدين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …