100 طالب ضحايا العنف بالمدارس في شهر لأسباب سياسية
تصاعدت شكاوى أولياء أمور التلاميذ في المدارس المصرية بسبب تزايد عدد حالات تعذيب الأطفال في المدارس الحكومية على يد معلمين ومعلمات، والتي تجاوزت الـ 100 حالة في شهر أكتوبر الماضي بحسب مراقبين، حتى تحولت بعض المدارس الحكومية من مكان لتلقي العلم والتربية إلى سلخانات للتعذيب الجسدي والنفسي للأطفال.
وبحسب المراقبين فإن حالات التعذيب في المدارس المصرية لم تعد متوقفة عند حد التعذيب البدني أو الضرب بالالات الحادة، فحسب بل تجاوزت ذلك إلى حد الاعتداء الجنسي على التلاميذ فضلا عن الإعتداء اللفطي بالطبع، الأمر الذي حول العديد من المدارس إلى كابوس يرعب أولياء الأمور خشية تعرض أبنائهم لما يدمر حياتهم في فترة مبكرة، في ظل غياب تام للرقابة الحكومية.
ويتهم محمد بيومي الخبير التربوي والباحث في علم النفس وزراة التربية والتعليم بالمسؤلية الكاملة عن تزايد حالات التعذيب في مدارس مصر، حيث أكد أن الوزارة باتت انشغلت عن إصلاح العملية التعليمة وتأهيل المدرسين والمدرسات الجدد على التعامل مع الأطفال، بملاحقة وفصل المدرسين والطلاب المنتمين سياسيا لتيارات معارضة للحكومة، والتي كان آخرها قيام الوزارة اليوم الإثنين 11/11/2014 بإعفاء 200 مدرس من مناصب هامة وقيادية في الوزراة، وتحويلهم لأعمال إدارية، بحجة ثبوت انتماؤهم لجماعة الإخوان المسلمين”.
وأرجع بيومي في تصريحات خاصة لـ “وراء الأحداث” العنف داخل مدارس مصر إلى عدة أسباب وعامل أبرزها “ازدياد حدة العنف في مختلف المجالات في مصر مؤخرا، كالعنف في السياسية، والعنف المجتمعي، والعنف الأمني الذي أصبح منتشرا بشكل كبير، حتى أصبحنا لايمر يوم دون أن نسمع عن حالات التعذيب في السجون، أو عودة اعتداء الشرطة على المواطنين في الشوراع، أو التعدي على الأطفال في دور الرعاية ومراكز الإيواء، كل تلك الحوادث وغيرها جعلت من مبدأ العنف أمرار مستساغا وبالتالي انعكس بشكل كبير على ازدياد حالات العنف ضد الأطفال في المدارس.
وأكد بيومي أنه بالرغم من كون التعذيب في المدارس ليس بالظاهرة الحديثة، وإنما هو ظاهرة قديمة ومتكررة في مدارس مصر إلا أن زيادة حدتها في الفترة الأخير ينذر بكارثة اجتماعية كبرى، لم يتم حصرها بشكل دقيق، إلا أنه وبحسب المراقبين تجاوزت المائة حالة في أقل من شهر واحد بالعام الدراسي الجديد، وهو ما يكشف حجم الكارثة التي تعيشها تلك المدارس، وترصد “وراء الأحداث” في هذا التقرير بعض تلك الحالات التي تم رصدها خلال شهر نوفمبر الجاري:
ففي مدرسة “شوقي الرفاعي” بقرية نطاي مركز السنطة بمحافطة الغربية، اتهمت أمس الإثنين 10/11/2014 أسرة التلميذ عبدالرحمن قاسم، طالب بالمرحلة الابتدائية، مدرسا بالمدرسة بالقيام بتعذيب نجلهم وكيه بالنار على جسده حتى فقد الوعي ليتم بعدها نقله إلى مستشفى السنطة العام، وتحرير محضر بقسم شرطة السنطة ضده يحمل رقم 40 أحوال السنطة.
وأوضحت أسرة التلميذ المحضر أن المدرس قام بتعذيب نجلهم داخل أحد الفصول بالضرب والكي بالنار في لسانه وجسده حتى سقط مغشيا عليه، كما اتهموا مدير المدرسة بالتستر على الواقعه لقيامه باستدعاء والدة التلميذ وأبلغها بأنه أصيب بحالة إغماء عادية.
حالة تعذيب مشابهة أو أشد سوءا شهدتها مدرسة الدكتور «على يونس» الابتدائية، بقرية النجيلة التابعة لمركز كوم حمادة بالبحيرة، الشهر الجاري، حيث تحولت المدرسة إلى سلخانة لتعذيب التلاميذ، بعد أن تجردت معلمة بالمدرسة من آدميتها واعتدت على طفل بالصف الأول حضانة «كى جى1»،
وأحدثت به جرحاً قطعياً برأسه إثر ضربه بمسدس الشمع اللاصق الموجود بالفصل، وهو الأمر الذي ذكرته والدتة الطفل المجني عليه في محضر الشرطة التي حررته بمركز شرطة كوم حمادة ضد المدرسة.
وفي مدرسة عمرو بن العاص الإعدادية بمجمع المدارس الجديد، التابع لإدارة البساتين التعليمية بالقاهرة، قام ولى أمر الطالب كريم خالد، بتحرير بلاغ إلى قسم الشرطة في 5 نوفمبر 2014 يتهم فيه مدرس الرياضيات للصف الأول الإعدادى “م الدمرداش”، بالتعدى على نجله بالضرب المبرح باستخدام “خرطوم أنبوبة بوتاجاز”.
وبحسب ولي أمر الطالب فإن سبب التعذيب هو “رفض الطالب أخذ درس خصوصي لدى المدرس، حيث قام المدرس بضربه على يديه وظهره، ما أدى إلى إصابة يده بعجز في الحركة ولم يكتف بذلك وإنما حبسه في المدرسة واستولى على هاتفه المحمول حتى لا يمكنه الاتصال بوالدة على حد زعمه لكن أحد زملائه منحه هاتفه واتصل به فحضر في الحال ووجده في حالة مزرية”.
مدرسة المقطم الابتدائية هي الأخرى كان لها حظ ونصيب على يد أحد المدرسين، حيث قام ولي أمر الطالب يوسف أحمد محمد التلميذ بالصف الرابع الابتدائي بالمدرسة بتحرير محضر بقسم شرطة المقطم يتهم أحد المدرسين بالمدرسة ومديرها بتعذيب نجله بالضرب المبرح على جسده بالخرطوم، ما ألحق أضرار نفسية وجسدية بالغة بالطالب، وتم قيد الواقعة برقم « 10465 لسنة 2014 جنح المقطم»، وتم التحفظ على الخرطوم الذي يضرب المدرس به التلاميذ.
وبينما يطالب البعض بتشريعات رادعة لمنع ضرب وتعذيب الطلاب في المدارس من قبل المدرسين، أكد شعبان السيد موجه بالتربية والتعليم في تصريحات لـ “وراء الأحداث” أن المشكلة ليست مقتصرة فقط على قررات وزارية أو تعديلات تشريعة تجرم ذلك أو تمنهة، حيث أن تلك القرارات موجودة بالفعل، مشيرا أن المهم هو قيام الدولة باتخاذ إجراءات يمكن بها تحسين الظواهر الاجتماعية الدافعة إلى انتشار العنف في المدارس، وتأهيل المعلمين نفسيا وتربويا؛ لامتصاص طاقة الأطفال والتعامل مع أخطائهم بصورة تربوية.
وشدد السيد على ضرورة تحسين الحالة المادية والاقتصادية للمعلم حتى يتعامل مع العملية التربوية على اساس أنها مهمة سامية وليست تجارة يسعى للتربح من خلاها أو يكون دائما مشغول البال بهمومه ومشاكل الاقتصادية المتراكمة، إلى جانب تخفيض كثافة الفصول التي تزيد من الضغط العصبي للمعلم وتجعله يستخدم العنف تجاه الطلاب.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …