‫الرئيسية‬ مقالات أتهمك بالتخابر مع الإمارات والصهاينة
مقالات - أغسطس 25, 2015

أتهمك بالتخابر مع الإمارات والصهاينة

أشرنا فى مقال سابق ما يجري في مصر من هزلية كبرى على مسرح الشامخ، تتوالى فصولها بلا فاصل وتتراكم شنائعها بلا حياء ولا خجل، تهزأ بما يمكن أن يكون قد تبقى للشامخين في مصر من مصداقية أو معنى أو مكانة. نعم لقد أغرق هؤلاء أنفسهم منذ اليوم الأول للانقلاب وللعبة الثورة المضادة في مستنقع عفن من التبعية والنخاسة غير مسبوق، لكن بعض فصول الهزلية أردأ وأسوأ من بعض.

فقد حكموا بالسجن لسنوات تصل إلى المؤبد في بالونة ومسطرة وتيشيرت، حكموا على بنات وسيدات وأطفال ومسنين ومرضى وذوي احتياجات خاصة، فضلا عن خيرة كفاءات مصر في أرقى المواقع؛ من شيوخ القضاة والقانون وأساتذة الطب والهندسة وأرقى المهن والعلوم، ومن الجيش والشرطة والإعلام، ومن الطلبة والشباب،.. منهم أطفال اتهموا بقنص طائرة بالنبلة، واختطاف دبابات، ونساء اتهمن بحمل صواريخ آر.بي.جي..وشيخ ضرير أُتهم بقنص ضباط فضلا عن أحكام الإعدام بالجملة والقطاعي.. إلى نوادر لا نهاية لها.

ومن ذلك الهزل والتهريج: فصل الاتهام بالتخابر: اتهام من؟ أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر كله، وأول مؤسسة رئاسة نظيفة اليد في تاريخ الفساد السياسي الذي استطال بنا، ومعهم قمم وقامات مرموقة. والتخابر مع من؟ مع جهات أجنبية.. ما هي؟ حماس (العزة والمقاومة)، وقطر (العربية الشقيقة)!!! وما التخابر؟ نقل معلومات ووثائق تتعلق بالأمن القومي؟ أين هي؟ هذه أسرار. كيف نقلت؟ ومتى تم اكتشافها؟ ولماذا لم تظهر أي إشارة إليها قبل الانقلاب ولا في خطابه وأسبابه؟ هذه أسرار أمن دولة عليا. وأين الشهود والأدلة والأحراز؟ لم يعد لها أهمية، ولدينا أحراز عبارة عن مقاطع جنسية وأفلام عربي ومنشورات لجماعة الإخوان المسلمين لكيفية نشر دعوتها في دول أخرى.. يا للهول!

وما معنى التخابر مع حماس؟ وضد من؟ هل حماس عدو لمصر وحركة إرهابية ومخربة؟ وماذا عن الكيان الصهيوني الذي تتهم أبواق الانقلاب الرئيس بالعمالة له لماذا لا تحركون قضية في هذا الاتجاه خاصة وبيدنا وثيقة (عزيزي بيريز)؟ وماذا عن التنسيق الأمني مع الصهاينة؟ وماذا أيضًا عن وفود حماس الداخلة الخارجة على المخابرات المصرية؟ وعن التبرئة القضائية لها؟ ،وماذا عن اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي تتلاعبون بها حسب الأهواء؟ ،وماذا عن القوة العربية المشتركة وموقفها من المقاومة الفلسطينية؟، الأمر واضح ولكنكم تكابرون وتكذبون وتفترون الكذب على الشرفاء.

وما معنى التخابر مع قطر؟ ومنذ متى أصبحت قطر دولة عدوا تتجسس على مصر أو تمارس إضرارا بأمنها العسكري والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية على نحو ما تردد صحيفة الاتهام الهزلية؟ ولماذا تستقبلون أميرها في القمة العربية بكل حفاوة وبالقبلات وترددون ساعتها أنه لا إشكال بينكم وبين قطر؟ الأمر أيضا واضح: أنتم منافقون تتلاعبون بمصر كلها؛ بأمنها وبأهلها؛ بأرواحهم وحرياتهم ومستقبلهم.. أنتم الخائنون العملاء الظاهرون المنكشفون لكل ذي عينين.

ولذا، أتهمك أيها المنقلب الكبير ومن شاركك في انقلابك الآثم بالعمالة والتخابر مع كل أعداء مصر والمصريين، وأعداء الإسلام والمسلمين، وخاصة الرفيقة الصهيونية التي تحرص أنت على أمنها التام وألا تمس بأي ضرر من جهتك، ومع الشقيقة الإماراتية الكبرى التي تنهل أنت وطغمتك من أموالها ورزها وحباياتها لتدمير مصر وثورتها وثروتها.

أتهمك بالتخابر مع الصهاينة عيانا بيانا في وضح النهار وبلا مواربة أو استتار. أنت تقدم للصهاينة المعلومات عن سيناء وأهلها وتفخر بذلك، وتسمح لهم بتدنيس سمائها وأرضها وسواحلها وفنادقها بلا معبر ولا إذن، وتتجاهل قتلهم للمصريين –فضلا بالطبع عن مشاركتك في قتلهم وقتل أهلنا في فلسطين بدم بارد بل بعدم دم- وتتغاضى عن قتلهم الجنود في رفح الأولى يوم كنت أنت مسئول المخابرات الحربية وكان العسكر هو من يحكم مصر مباشرة.. لقد قبلتم اعتذارا على مضض من الصهاينة على سفك دماء جنودنا 2011، لكنكم تدعون البطولة في اتهام الشرفاء بقتلهم.. فتركتكم وباركتم المجرم المعلوم، وافتريتم الكذب على البراء!

ألم تعلن أنك لن تسمح بأي إضرار بأمن المصونة إسرائيل؟ ألم يفخر عصاركم اللواء المتأمرك بتبعية الجيش المصري للبنتاجون وأن التحالف (الزواج على طريقة نبيل فهمي) يقوم على رعاية جيشنا للمصالح الأمريكية والصهيونية في سيناء والقناة والشأن الفلسطيني؟ إنني أتقدم ضدك ببلاغ على العمالة للكيان الصهيوني بأدلة وشواهد وأحراز لا حصر لها؛ منها ما نطق به لسانك وألسنة جنرالات الخيبة من أبناء كامب ديفيد التي حكمت الجيش والوطن نحو نصف قرن من الزمان، ومنها الكثير من قصائد المديح والفخر الصهيوني ببطل إسرائيل القومي بعد كنزهم الاستراتيجي المخلوع.

وأتهمك وعباسك وعصارك وسائر العصابة بالعمالة وتلقي الأموال من الإمارات لبيع الوطن بثمن بخس: (حبايات) معدودة، وأنك تئد تقدم المصريين نحو الحرية بتعليمات من أبو ظبي ودبي، وأنك تؤجر الجيش المصري لأغراض دول (عربية أجنبية) هي بدورها دمى في يد الصهاينة والأمريكان ومندوبي مبيعات العرب في الوكالة الغربية. وأتهمك ومدير مكتبك بتسريب معلومات تآمرية عن ترشيحك الزائف للرئاسة إلى دولة أجنبية قبل أن يعرف بذلك الشعب المصري.. ولا تسلني عن الأدلة والأحراز فهي أكثر من (الرز) ولا حصر لها.

أيها الشامخ الرافض للهزل والتهريج، وأيها الإعلام الحر الرافض للتطبيل والتزمير، وأيتها الأجهزة المخابراتية والأمنية الحريصة على الأمن القومي وسلامة البلاد زورا وتزويرا، وأيها الشعب المغلوب على أمره الملعوب به من المتلاعبين بالعقول.. إنني أتقدم إليكم جميعا بعريضة اتهام لمن تدعونه رئيسا وأدعوه جاسوسا عميلا:

إنني أتهم هذا الغادر بالتخابر مع العدو الأول لمصر: الكيان الصهيوني، واستخدام أجهزة الدولة في هذا العمل الدنيء، ونقل معلومات أمنية خطيرة تتعلق بالأمن المصري والعربي -وخاصة الفلسطيني- إلى أعداء العروبة والوطن، وتلقي الثمن على ذلك دعاية وترويجا وتسويقا له في الغرب والعالم، من خلال آلاتهم الإعلامية والمالية والسياسية المعروفة، وهم لايزالون يعلنون ذلك ويفضحون هذه العمالة والخيانة في كل مكان.

وأتهم ذات الشخص ومن حوله من عصابة قامت باختطاف الوطن بدعوى إنقاذه من الديمقراطية واستنقاذه من ثورة الحرية، أتهمهم بالعمالة والتخابر مع دولة كانت عربية وكانت شقيقة، لكنها –كما تؤكد كافة التقارير والمعلومات والتحليلات- صارت عرابا لاستراتيجيات الهيمنة الغربية والأمريكية في المنطقة، وأنهم تلقوا الأموال بعشرات وربما مئات المليارات من الدولارات الأمريكية ثمنا لهذا التخابر، ولم يودعوا منها إلا النزر اليسير في خزانة الدولة..

فعلى كل من يعنيه الأمر الاهتمام بهذا الاتهام والتحقيق فيه.

وعلى كل من يتابع هزليات التخابر ضد الرئيس الشرعي أن يتابع هذه الحقائق ويدونها ويعلنها.

وعلى كل من يدعي الوطنية والحرص على هذا الوطن، التحري في ذلك بالأدلة والشواهد الحقيقية.. قبل أن نصحو على كارثة أكبر مما نحن فيه ووما سبق من نكبات ونكسات. وقى الله مصر شر الأشرار وكيد الفجار وخيانة الخائنين وغدر الغادرين.

 

…………………………………………..

* نقلا عن موقع “عربي 21”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …