إضراب أمناء الشرطة.. «إن دبلت الثورة تبقى ريحتها فيها»
لم يكن واردا قبل ثورة يناير أن نسمع عن اضراب أمناء أو ضباط شرطة يطالبون فيها بتلبية حاجاتهم وتحقيق المساواة بينهم وبين فئات أخرى مماثلة لهم.
ذاكرة التاريخ تقف عند محاولات محدودة ثار فيها جنود الأمن المركزي عام 1986 اعتراضا على سوء المعاملة ، إلا أن المطالبات شهدت ردة فعل عنيفة من قبل الدولة حينها ، حيث تم فرض الأحكام العرفية واستلم الجيش شوارع العاصمة ليكون بديلا عن الشرطة المدنية حينها ريثما يتم التعامل الحاسم مع ما اعتبر تمردا في صفوف جنود الشرطة.
وكانت الخطوة التالية بعد إخماد حركة الجنود هو إقالة وزير الداخلية وقتها اللواء أحمد رشدي ، ولم تشهد منذ ذلك الحين وزارة الداخلية أي قلاقل بين أفردها حتى قيام ثورة يناير التي غيرت من بين ما غيرت طبيعة التعامل مع المطالب والجهر بها والتظاهر من أجل تحقيقها.
الآن خرج أمناء الشرطة في محافظة الشرقية ومن قبل في عدد من المحافظات في عهد الوزير محمد إبراهيم في وقفات احتجاجية وصلت إلى إغلاق عدد من المؤسسات الشرطية في وقائع غير مسبوقة للمطالبة بحقوقهم المتمثلة في العلاج بمستشفيات الشرطة وزيادة بدل مخاطر العمل، وصرف الحوافز والعلاوات المتأخرة وحافز قناة السويس أسوة بالقوات المسلحة، وسرعة الموافقة على التدرج الوظيفي للخفراء ومساواة الأفراد والخفراء والمدنيين في حالات تحويلهم إلى مجالس تأديبية.
وبالرغم من أن هؤلاء الأمناء أنفسهم يخرجون بصورة شبه يومية ليواجهوا من يخرجون في الشارع يطالبون هم الآخرين بحقهم في حرية اختيار من يحكمهم وعدم تخطي إرادتهم في انتخاب حكامهم ، إلا أنهم يخرجون الآن بالطريقة نفسها التي يخرج بها غيرهم ممن يتعرضون لبطشهم.
الآن وبعد مرور ما يزيد عن أربعة أعوام على ثورة يناير وبالرغم من التراجع الواضح الذي تعرضت له مكتسبات الثورة جراء الإجراءات القمعية التي تلت 3-7- 2013 والتي ترتب عليها تجريم التظاهر الذي تم التعامل معه وكأنه جريمة مكتملة الأركان في عرف نظام 3 يوليو ، إلا أنه من الواضح أن بقايا من الثورة مازالت عالقة في وجدان المجتمع رغم المرارات التي تجرعها المجتمع على مدار عامين متواصلين.
هذه التظاهرات التي تحدث في قلب جهاز القمع الحكومي ، وإن كانت لها مطالب فئوية سرعان ما تنفض إذا ما تم الاستجابة الكلية أو الجزئية لها ، إلا أنها تحمل دلالة قوية على أن تأثيرات ثورة يناير في كسر الحواجز النفسية للتظاهر والمطالبة بالحقوق – التي ظن الكثيرون أنها باتت من الماضي ولم تعد واقعا في ظل الجرائم الممنهجة ضد الثوار – هذه الثورة مازالت لها بقية من أثر ، حتى يمكننا القول أن “وردة الثورة ” وإن “ذبلت” إلا أن “رائحتها تظل فيها” شاء من شاء وابى من أبى.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …