‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الخاسرون والمستفيدون من قانون «الإرهاب» الجديد
أخبار وتقارير - أغسطس 19, 2015

الخاسرون والمستفيدون من قانون «الإرهاب» الجديد

تحت دعوى محاربة الإرهاب، أقر عبد الفتاح السيسي قانونًا جديدًا، وصفه مراقبون بـ”سيء السمعة”، حيث ينص القانون على عقوبات مغلظة، تكرس لحالة طوارئ دائمة، وتحد من الحريات، وتفتح الباب لمزيد من القبضة الأمنية، وتنتهك حقوق المواطنين التي ضمِنها الدستور.

وينص قانون مكافحة الإرهاب الجديد على السجن المؤبد أو المشدد الذي لا تقل مدته عن 10 سنوات لكل من حاول قلب نظام الحكم أو تغيير دستور الدولة، ويعاقب بالإعدام والسجن المؤبد كل من أنشأ أو أسس أو نظم أو أدار جماعة إرهابية أو تولي زعامة أو قيادة فيها، والسجن المشدد الذي لا تقل مدته عن 10 سنوات لكل من انضم إلى جماعة إرهابية أو شارك فيها بأية صورة مع علمه بأغراضها.

كما ينص القانون على ألا يُعاقب جنائيا القائمون على تنفيذ أحكام هذا القانون إذا استعملوا القوة في أداء واجباتهم أو حماية أنفسهم من الأخطار، وأورد عقوبة السجن من 5 إلى 7 سنوات لكل من أنشأ موقعًا إلكترونيًّا للترويج لأفكار تحض على أعمال إرهابية، وغرامة تتراوح بين 200 ألف إلى 500 ألف جنيه مصري (ما يعادل 25 إلى 64 ألف دولار أمريكي) لكل من ينشر أخبارًا عن أعمال إرهابية بخلاف البيانات الرسمية أو بأعمال مكافحتها بما يخالف بيانات وزارة الدفاع.

 

وراء الأحداث” يرصد المستفيدين والخاسرين من وراء قانون الإرهاب الجديد:

 

سلطات مطلقة

وأول هؤلاء المستفيدين من وراء سن القانون الجديد، هو النظام الحالي؛ حيث سيعزز من سلطتها، من خلال استخدامه كأداة فظة لقمع المعارضين، ليبقى الصوت الأوحد لمؤيدي عبدالفتاح السيسي فقط.

كما ويمنح الدولة سلطات واسعة جدًّا تواجه بها كل الأنشطة المتعلقة بالشأن العام، ليست فقط الإرهابية؛ بل ما هو سلمي أيضًا، ويهدر الحقوق والحريات الدستورية للمواطنين، ويكرس للدولة البوليسية الأمنية، كما أنه يكرس لإجراءات استثنائية من السهل جدًّا أن تطال الجميع.

وحسب مراقبين، فإن أبرز فوائد قانون الإرهاب للنظام الحالي هي استمرار المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لمواجهة خطر الإرهاب، الذي يرفع السيسي فزاعته منذ الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو 2013.

كما يغض الغرب الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام السيسي، بحق معارضيه، والتي أصبحت ظاهرة للعيان.

 

تحصين الأمن

ويبيح القانون لرجال الأمن استخدام القوة، حيث تقنن المادة 8 من القانون عنف الأجهزة الأمنية أو عنف الدولة، وتشرعن أيضًا القتل خارج إطار القانون، مع إفلات رجال الدولة الذين يتورطون في هذه الجرائم من هذا النوع من العقاب، وعدم مساءلتهم في الأساس.

وتنص المادة 9 من القانون على: “لا يسأل جنائيًّا القائمون على تنفيذ أحكام هذا القانون إذا استعملوا القوة لأداء واجباتهم، أو لحماية أنفسهم من خطر محدق يوشك أن يقع على النفس أو الأموال، وذلك كله متى كان استخدامهم لهذا الحق ضروريًّا وبالقدر الكافي لدفع الخطر”.

وتصبح هذه المادة هي الغطاء القانوني الذي يحمي قوات الأمن من محاسبتهم على جرائم القتل والتصفية والعنف ضد المعتقلين والمتهمين.

 

الصحفيون سعاة بريد

ويتضمن القانون المادة 35 التي تخص الصحافة، وهي مادة تقيد حرية الصحافة، وتجعل من الصحفي ساعي بريد، لا ينقل سوى ما تريده الدولة، حتى ولو كان خطأ، وتحرمه من نقل الحقيقة للناس حتى لو كانت صحيحة.

ويفرض القانون عقوبات مادية مغلظة على الصحفيين إذا ما أقدموا على نشر تقارير تتضمن معلومات خاطئة تتعلق بقضايا الإرهاب تتناقض مع البيانات والتصريحات الحكومية، بحسب ما ورد بالقانون.

وتتراوح الغرامات التي ينص عليها القانون، في حالة نشر معلومات خاطئة، بين 25 ألف دولار و63 ألفا تقريبا، بحسب ما ورد في المادة 35 منه.

أما المادة 29 منه فتنص على عقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن خمس سنوات لكل من أنشأ أو استخدم موقعا إلكترونيا “بغرض الترويج للأفكار أو المعتقدات الداعية إلى ارتكاب أعمال إرهابية”.

 

القوى المعارضة

وأكد حقوقيون أن قانون الإرهاب يهدف إلى خنق قوى المعارضة وقمع الحريات؛ حيث يحظر التجمعات السلمية، ويمنح المدعين العموميين صلاحيات واسعة في إخضاع الأشخاص للمراقبة ووضعهم رهن الاعتقال.

ومن جانبه، قال سعيد بن عربية -مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اللجنة الدولية للمحلفين التابعة للأمم المتحدة-: “إن مصادقة السيسي على قانون مكافحة الإرهاب يوسع قائمة القوانين القمعية التي ترمي إلى خنق المعارضة وقمع الحريات الأساسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …