‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بالأسماء-«الموت البطئ» يحاصر المعتقلين.. مرسي وعاكف والعريان على لائحة الانتظار
أخبار وتقارير - أغسطس 16, 2015

بالأسماء-«الموت البطئ» يحاصر المعتقلين.. مرسي وعاكف والعريان على لائحة الانتظار

فى مصر إما أن تكون معنا أو نقرأ عليك الفاتحة، تلك اللافتة التى رفعها العسكر منذ خرج على الملأ بـ بيان وأد ثورة 25 يناير ودهس الإرادة الشعبية بمجنزرات الجنرالات قبل عامين، لتدور ماكينة القتل بأقصي طاقتها وعلى وتيرة لم تعهدها مصر فى أحلق عصور القمع والفاشية، تحصد أرواح المعارضين وتمارس حرب إبادة بحق مكونات الثورة المصرية وتشن حملات تطهير عرقي ضد تيار الإسلام السياسي وسط تبريرات إعلامية فجة وتدليس على البسطاء والمنبطحين.

ومنذ 3 يوليو خيم الحداد على شوارع المحروسة فمن لم يمت فى المظاهرات قتل فى محرقة رابعة العدوية ومن نجا من مقصلة ناجي شحاتة ذُبح من الوريد إلى الوريد داخل زنازين العسكر عبر الإهمال الطبي والتعذيب الجسدي، فى تصفية فاشية لم يسلم منها حتى أول رئيس مدني منتخب فى تاريخ مصر الدكتور محمد مرسي.

 

اغتيال مرسي

ولم يكن كشف الرئيس مرسي لمحاولات الاغتيال المتكررة التى تعرض لها داخل محبسه سواء عبر تسميم الطعام أو من خلال ممارسات مريبة رفض الكشف عنها علانية فى جلسة محاكمة “التخابر مع قطر”، سوي حلقة فى مسلسل طويل من استهداف القيادات داخل السجون من أجل تمرير القتل تحت لافتة “القضاء والقدر” وتبرير الرحيل الصامت أمام أعين الغرب المتواطئ.

وباتت عبارة “هبوط حاد فى الدورة الدموية” هى بطل المشهد والسيناريو المعد مسبقا من أجل التخلص من صداع التيار الإسلامي وكسر صمود رموز الثورة المصرية، فى عملية يتم لها الدبير بليل وعلى عين السيسي تنتهي بتصفية الرئيس المنتخب، الذى يعد بمثابة الغصة فى حلق النظام الذى يدرك جيدا حقيقة أن بقاء مرسي على قيد الحياة يعني فقدان الجنرال الشرعية أمام العالم الحر.

 

تحذير البلتاجي

ولم يكن الرئيس مرسي وحده شاهدا على جرائم القتل خلف الأسوار، بل خرج د. محمد البلتاجي ليكشف عن أهوال العقرب وإخوته، حيث تستهدف إدارة السجن المعتقلين بالتعذيب الجسدي والنفسي عبر إطلاق الكلاب البوليسية فى أوقات الليل والتعرض لأضواء مبهرة لأوقات طويلة للحرمان من النوم والحبس فى زنازين إنفرادية لفترات مبالغ فيها، والحرمان من العلاج والدواء، وهى الرواية التى أكدها القيادي بحزب الوسط عصام سلطان، ولكن لا حياة لمن تنادي.

تقارير المجلس القومي لحقوق الإنسان –التى عينها السيسي- لم تستطع أن تحجب الشمس بالغربال فى ظل تقارير المنظمات الحقوقية الدولية التى فضحت مهازل السجون، فخرجت لتبرأ نفسها من تهمة التواطؤ لترمي بالتبعية كاملة على عاتق الداخلية، مؤكدة أنها كشفت فى تقارير متلاحقة تمر رفعها إلى السلطات حول الانتهاكات الصارخة التى تحدث داخل السجون بدءا بأماكن الاحتجاز غير الأدمية مرورا بالتعذيب والاغتصاب وانتهاءا بالقتل الذى تتعدد أسبابه دون حساب لمسئول أو مراجعة رتبة.

 

رسالة الحداد

الدكتور عصام الحداد -مساعد الرئيس محمد مرسي والمحبوس بسجن العقرب- أكد أن “ما يحدث مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين والرافضين لحكم السيسي داخل السجن هو عملية قتل طبي ممنهج”، فى رسالة نقلتها عنه زوجته السيدة منى إمام خلال زيارتها له بعد السماح لهم بالزيارة التي كانت متوقفة منذ شهور.

 

مذابح السجون

ولا يكاد يمر يوم على القابعين فى سجون العسكر دون أن يودعوا أحد النزلاء إلى مثواه الأخير، فى جرائم متلاحقة متوازية شملت كافة السجون والأقسام فى ربوع مصر بحصيلة معلنة بلغت 265 شهيدا وما خفي كان أعظم.

وبالتوازي مع تصفية القيادات فى الخارج، بدأت عملية التصفية فى الداخل حيث يستهدف القيادات بالإهمال الطبي والحرمان من العلاج، حيث قص الدكتور طارق الغندور شريط الدم بحق الكوادر داخل السجون بعدما قضي نحبه داخل سجن شبين الكوم إثر إصابته بنزيف حاد فى المرئ أدي إلى دخوله فى غيبوبة كاملة انتهت إلى وفاته.

 

فريد إسماعيل

وتوالت الأسماء تباعا فلحق به الدكتور فريد إسماعيل نزيل سجن العقرب، بعدما رفضت إدارة السجن تحويل القيادي الخلوق إلى المستشفي رغم إصابة بجلطة فى المخ وتوقف وظائف الكبد، ولم تسمح بنقله إلى مستشفي القصر العيني إلا بعد أن دخل فى غيبوبة كاملة، ليرتقي شهيدا فى 13 مايو الماضي.

 

الفلاحجي

ولم يكد يمر 12 يوما على رحيل إسماعيل، حتى لحق به النائب البرلماني محمد الفلاحجي داخل سجن جمصة العمومي فى ظروف مشابهة، بعدما تدهورت حالته الصحية بصورة كبيرة، وسط حالة من التجاهل التام لإدارة السجن، والتعنت الواضح فى حصول النزيل على أبسط حقوقه فى تلقي العلاج، رغم البلاغات المتتالية التى تقدم بها أهله وفريق الدفاع عنه من أجل السماح بنقله إلى المستشفي، ليرحل هو الآخر فى صمت.

 

الجوهري

مرجان سالم الجوهرى لم يسلم من مصير القتل البطئ رغم اعتقاله فى ظروف مرضية عقب فض اعتصام رابعة، إلا أن سلطات سجن العقرب لم تعر اهتماما بحالة القيادى بجماعة الجهاد، فبقي دون علاج أو تحويل إلى مستشفي السجن –الفقير أساسا من الأدوات الطبية- ليلحق بسابقيه.

 

المغربي

ورغم كبر سنه ومعاناته من السرطان، ألقت قوات أمن السيسي القبض على القيادي نبيل المغربى، وتم ضمه إلى قضية خلية الظواهري، وتوالت جلسات المحاكمة دون مراعاة لاشتداد المرض والآلام على الرجل الطاعن فى السن، حتى تدهورت حالته الصحية جراء منع علاج السرطان والضغط والسكر عنه، ليتم نقله متأخرا إلى مستشفى المنيل الجامعى، بعد فوات الآوان.

 

السلاموني

ووسط حالة الصمت المريب الذى خيم على الجميع أمام توالي عمليات التصفية والقتل البارد داخل السجون، توالت الأسماء دون خجل أو حياء فرحل القيادي عزت السلاموني داخل سجن طره متأثرا بإصابته بانسداد معوي ظل يعاني من آلامه 15 يوما كاملة، قبل أن تقرر سلطات السجن نقله لمستشفى السجن بعد فوات الآوان لتفشل محاولات علاجه ويلفظ أنفاسه الأخيرة فى الأول من أغسطس الجاري.

 

دربالة

8 أيام آخري كانت كافية للإعلان عن الشهيد الجديد فى ملابسات متكررة، حيث تم منع العلاج عن قيادي الجماعة الإسلامية عصام دربالة –صاحب اللاءات الشهيرة “لا للتكفير لا للتفجير”، رغم معاناته من انخفاض الضغط وارتفاع نسبة السكر بالدم فضلا عن تأثر صحته بارتفاع درجات الحرارة، حيث وقف تعنت سلطات السجن حائلا دون تلقيه العلاج ويسجل الرقم 264 فى لائحة مذابح السجون.

 

أسماء على قائمة الانتظار

ومع توارد الأنباء من خلف الأسوار بتدهور الحالة الصحية لأكثر القيادات جراء الإهمال الطبي ومنع العلاج ورداءة أماكن الحجز وسوء التغذية والحرمان من التعرض للشمس أو التريض، باتت القائمة مرشحة بقوة للزيادة فى الأسام القليلة القادمة، خاصة وأن من أمن العقوبة واصل القتل، ومع مرور الحالات السابقة دون حساب وبأساليب متعددة يكاد معها المراقب أن يوقن أن الدم فى زمن “البيادة” أرخص ما فى الوطن.

 

مهدي عاكف

حياة المرشد السابق فى خطر، تلك هى الحقيقة التى تتناقلها الألسنة فى أى زيارة لسجون العسكر، حيث يعاني الرجل البالغ من العمر 87 من تدهور حالته الصحية بشكل كبير، ما أجبر أمن السجن فى النهاية على نقله إلى المستشفي العسكري فى أجواء مريبة، حيث حاولت أسرته الاطمئنان عليه فى المستشفي إلا أنها لم تعثر له على أثر، ما دفعها للإعلان عن اختفاءه خشية تعرضه لمحاولة اغتيال خارج السجن.

وحاولت إدارة السجن الضغط على عاكف من أجل الاعتراف بما حدث فى 3 يوليو وطلب عفو طبي من السيسي، إلا أنه تمسك بموقفه المناهض للنظام العسكري والرافض للاعتراف بما ترتب على بيان 3 يوليو، ليتم حرمانه من الدواء وسط رفض إدارة السجن استكمال رحلة علاجه بمستشفي المعادي، ما يهدد حياته.

 

العريان

“نظرة وداع” هو التعبير الذى لجأت إليه أسماء –نجلة القيادي والبرلماني البارز د. عصام العريان، للتعبير عن شعورها لدى زيارتها لوالدها بعد أشهر من تعنت الأمن، حيث أكدت أنها رأت والدها بالبدلة الحمراء، وكان ضعيفا وهزيلا جدا وشاحب الوجه، مع تدهور واضح فى حالته الصحية.

وكشفت أسماء العريان أن والدها أخبرها أنهم يتعرضون لعمل قتل بالبطيء داخل السجن جراء الممارسات الفاشية، حيث أجبرته إدارة السجن على الانتقال إلى عنبر مظلم خالى من التهوية ودون دورات مياه، وأجبروه على استخدام المرتبة التى مات عليها الشيخ نبيل المغربي القيادي الجهادي.

 

مجدي حسين

ولم يكن الكاتب الصحفي مجدي حسين –رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب- أحسن حالا، حيث كشف الحزب عن معاناة حسين من هزال شديد وجفاف عام وضيق شديد في التنفس، بعدما قررت إدارة سجن العقرب حرمانه من الدواء لمدة شهر ونصف رغم إصابته بأمر اض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

وأكد الحزب أن الصحفي الذى لم يقبع رهن الحبس الاحتياطى دون تهمة، تدهورت حالته بوتيرة متسارعة إلا أن إدارة السجن رفضت على نقله إلى مستشفى ليمان طره، وخرجت فى بيان رسمي تؤكد أنها لن تقوم بتحويل مجدي حسين إلى المستشفي.

 

قرقر

ولم يتخلف مجدي قرقر عن رفيق دربه –مجدي حسين-، حيث أكد شوقي رجب -المتحدث الاعلامي لحزب الاستقلال- نقل الأمين العام للحزب من سجن العقرب إلى مستشفى ليمان طره بعد تدهور الحالة الصحية له، مشيرا إلى أن قرقر يعاني من خلل بوظائف الكبد، ومشاكل بالعمود الفقري حيث أجري فى وقت سابق عملية تثبيت فقرات.

واتهم متحدث الاستقلال سلطات السجن بمنع الدواء والعلاج عن قرر منذ 3 أشهر، كما منعت الزيارات نهائيا عن سجن العقرب، ما تسبب فى تفاقم معاناته نتيجة سوء التهوية وارتفاع درجات الحرارة.

 

المستشار الخضيري

أما المستشار الجليل محمود الخضيري فكان الحالة الأكثر فجاجة على حرص النظام على قتل المعارضين لا محاكمتهم، فالرجل الطاعن فى العمر تهيأ مؤخرا لإجراء عملية قلب مفتوح فى ظل تدهور حاد فى حالته الصحية، ما أجبر نشطاء التواصل الاجتماعي على إطلاق حملة “انقاذ الخضيري” من أجل الإفراج الصحي عنه.

وأكدت “مروة” ابنة المستشار الجليل –عبر موقع “فيس بوك”- تفاقم الحالة الصحية لوالدها، قائلة: “الوالد العزيز يرقد حاليًا في مستشفى قصر العيني بانتظار أداء عملية قلب مفتوح، يحتاج إلى 4 لترات من فصيلة دم B+ وقت إجراء العملية.. أرجو من كل أحبائه إجراء اختبار تبرع بالدم بمستشفى شبراويشي بميدان فيني بحي الدقي خلف سينما التحرير بالقاهرة، وفي حالة توافق الفصيلة برجاء اﻻتصال بها خلال 24 ساعة من اﻵن، بنك الدم يعمل خلال 24 ساعة وتكاليف الفحص مدفوعة مسبقا”.

عاطف الجلالي –محامي الخضيري- أكد أن أيام المستشار باتت معدودة فى ظل تراجع حالته الصحية وحاجته إلى رعاية خاصة، مشددا على أن بقاءه فى السجن يعجل برحيله فى الساعات القليلة القادمة.. وهي الرسالة التى لن يلتفت إليها النظام فى ظل سياسة القتل البطئ التى انتهجها من أجل التخلص من المعارضين وتفريغ الساحة إلا من مريدي السيسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …