«مجرزة القرن».. توحد فرقاء الثورة وتعيد الميدان إلى حدود 25 يناير
لم تكن الذكرى الثانية لمذبحة رابعة العدوية هذا العام كسابقتها، حيث نجحت المجزرة التي وقع ضحيتها آلاف الشهداء والمصابين والمعتقلين على يد قوات الجيش والشرطة، في توافق فرقاء السياسة على بشاعة تلك المجزرة في هذا اليوم، وضرورة محاسبة القائمين عليها.
واعتبر العديد من النشطاء والسياسين أن توافق العديد من القوى الثورية حول بشاعة تلك المجزرة “كالإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وحزب الإصالة وقيادات حزب الوسط، وحركة 6 إبريل، والإشتراكيين الثوريين، والعشرات من الشخصيات السياسية العامة” فإن ذلك تعد “لحظة فارقة” في تاريخ الثورة المصرية، ويجب أن ينحي الجميع خلافاتهم جانبا ويتخذوا من التوحد على رابعة طريقا للاصطفاف الثوري لإسقاط النظام القائم حاليا في مصر.
رامي: فلنتوحد قبل أن يفوت الآوان
الدكتور أحمد رامي -القيادي بحزب الحرية والعدالة ونقيب الصيادلة السابق- رحب – عبر حسابه على موقع “فيس بوك”- ببيان الاشتراكيين الثوريين، داعيا كافة القوى السياسية المناهضة للحكم العسكري بالتوحد والاصطفاف والعمل على اسقاط النظام قبل أن يفوت الآوان ويتواصل نزيف الدماء.
وتحت عنوان “قبل أن يفوت الآوان وندفع مزيدا من الدماء”، دعا رامي –فى مقال- كافة الإسلاميين المتحفظين على التقارب مع باقي القوى الثورية التي كانت جزء من مشهد 3 يوليو إلى ترك الخلافات، قائلا: “أعود وأدعو المتحفظين على كل تقارب بيننا وبين من يختلفون معنا فى منطلقنا الإسلامى لمراجعة سيرة الرسول “صلى الله عليه وسلم” التى تمتلئ بمواقف اتفق وحالف وتعاون مع المخالفين فى الدين (فما بالنا بمن هم مسلمون) على نقاط تلاقى غير الدين والعقيدة”.
وأكد رامي أن: “رابعة ليست مذبحة للإخوان، رابعة مذبحة الإنسان، ومن يتعاطف معها ومع ضحاياها على أنهم الآخر الذى يختلف معه لم يدرك بعد المعنى الحقيقى لكلمة إنسان”، مضيفا:
“مجرمى مذبحة الفض تخطيطا وتنفيذا لم يجرموا فقط فى حق من قتلوهم أو أصابوهم بل فى حق كل مصرى وكل إنسان فى حق حاضر هذا البلد ومستقبله”.
وقال رامي -في تدوينة آخرى-: “نظام الانقلاب لا يصادر فقط الإسلام من المجال العام، بل يصادر معه حق الشعب فى اختيار حكامه، وأيضا حق الشعب فى التعبير عن رأيه إذا ما خالف رأى السلطات وحق الشعب فى التنظيم وحقه فى رقابة مؤسسات الدولة كافة”، مضيفا: “ليس من الكياسة حال المواجهة ابتداءا خاصة وهى غير متكافئة ماديا ترك التعاون مع من يتفق معك فى مواجهة هذا النظام فى بعضا من تلك المنطلقات”.
وكانت مظاهرات حاشدة خرجت أمس في العديد من محافظات الجمهورية إحياءً للذكرى الثانية للمذبحة، وذلك استجابة لدعوات التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم كيانات سياسية مختلفة، فيما قدرت مصادر مطلعة بالتحالف أن عدد الفعاليات الرافضة للنظام أمس تجاوز عددها أكثر من 200 فعالية في مختلف أنحاء الجمهوية.
6 إبريل: لا نسيان ولا تسامح
الصفحة الرسمية لحركة 6 إبريل -على حسابها الرسمي بـ”فيس بوك” دشنت “هاشتاج” يحمل اسم اتكلم عن رابعة، دعت من خلاله كافة النشطاء السياسيين بالتغريد عن ذكريات الفض وجرائم النظام، ونشر صور الضحايا والمصابين.
وقالت الحركة: “في ذكرى المجزرة.. لا نسيان ولا تسامح”، وشهد الهاشتاج مشاركة واسعة من النشطاء والثوار، أكثرهم من المنتمين إلى الحركة التى على الرغم من مشاركتها فى 30 يونيو إلا أن عمليات القمع الممنهج التى تبنتها دولة السيسي واعتقال ومحاكمة أبرز قياداتها، دعت الحركة إلى تبني مواقف مناهضة للنظام.
الإشتراكيون: مذبحة رابعة كانت تسعى لكسر الثورة
بدورها، قامت الصفحة الرسمية لـ”الاشتراكيين الثوريين” بنشر “بوستر” للتعبير عن إجرام النظام في هذه المذبحة البشعة، وعلقت قائلة: “الذكرى الثانية لمذبحة فض اعتصام رابعة 14 أغسطس 2013″، كما نشرت بوستر آخر كتبت عليه “في ذكرى المجزرة.. لا نسيان ولا تسامح”.
وأصدر: “الاشتراكيون الثوريون بيانا بمناسبة ذكرى المذبحة أكدوا فيه أن الخلاف مع جماعة الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي لا يمكن معه تبرير قتل أكثر من ألف إنسان في مذبحة غير مسبوقة”.
وأكد البيان أن الغرض من تلك المذبحة لم يكن مجرد فض الاعتصامات أو حتى تصفية الإخوان، وإنما كان الهدف منه ولا يزال كسر تلك الحالة الثورية التي خلقتها ثورة يناير 2011، وطمس ذلك الوعي الثوري الذي ولدته تلك الاعتصامات العملاقة في كافة ميادين مصر.
ووجه البيان رسالة لكل من شارك في القرار والقتل والتنكيل وفي التشجيع والتحريض والتبرير، وكل من شارك في حكومات العسكر والمذبحة وكل من برأ مجرم وحكم على بريء من قضاؤنا الفاسد، قائلا: “نقول لكل هؤلاء أن جرائمكم لن تسقط بالتقادم، لن نترككم تمروا على أجساد شهدائنا”.
حسن: التيار المدني يحتاج إلى تراجع
وبحسب الناشط والمحلل السياسي أنس حسن، فإن الانتقال من شرط عدم رفع رابعة في المظاهرات للتوافق السياسي، والخروج من اتهامات أنه كان اعتصام مسلح إلى الاعتراف بكونها مذبحة ضد الإنسانية والترحم على شهدائها داخل جيوب التيار المدني.. ينسب الفضل فيها لثبات الإسلاميين على موقفهم لسنتين وعدم التنازل شبر واحد عن رمزية وأحقية مظلوميتهم.. وبالتالي أصبحت مظلومية عامة.
وأوضح حسن، أن التيار المدني فشل في العودة لصفوف المعارضة ودوره الوظيفي القديم بسبب حالة الاحتقان في صفوف الإخوان والإسلاميين ومن معهم وصعود خطاب راديكالي، خاصة بعد اشتراط التيار المدني العودة للتحالف السياسي مقابل تخلي الإسلاميين عن مظلوميات رابعة والرئيس والخطاب الديني تماما، وأدى لرفض المعطيات الاستعلائية وتم قطع الطريق على محاولات العودة.
وأكد الناشط السياسي أن الدعم الأمريكي والغربي للمنظمات اصطدم بالدعم الأمريكي والغربي للسيسي وخطه السياسي، وبالتالي فقد التيار المدني أهم غطاء دعم وحماية له من الخارج وهو ما كان يكسبه قوته أمام النظام أو أمام الإسلاميين.
ورأى الناشط والمحلل السياسي أنس حسن، أن عودة التيار العلماني والمدني للاعتراف بمظلوميات الإسلاميين ومن معهم في رابعة والتخلي عن خطاب اتهامهم بالإرهاب، هو فعل منطقي يحتاجون إليه لانسداد أي أفق في احتواء السيسي لهم في خريطته السياسية، وبالتالي ليس هناك مفر من الانحياز لطرف ولو من طرف خفي ومحاولة ايجاد صيغ تفاهم، وبهذه الطريقة يصبح التيار المدني هو من يحتاج للتراجع، ده في إطار سؤال التيه الذي يعيش فيه حاليا، خاصة إن الواقع لا يوحي بانفراجة قريب تقدر تمنحهم هوامش الفعل السياسي.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …