‫الرئيسية‬ مقالات مر عامان يا “رابعة”
مقالات - أغسطس 15, 2015

مر عامان يا “رابعة”

مر عامان وأنا أبحث عن الكرة الأرضية التائهة في مدينة نصر، تعب مني تعبي فلا وجدتها وصرخت كما نيوتن، ولا استطعت اكتشاف الجثث التي دفنها الإخوان في هذه الكرة الأرضية لأدينهم بها.

ما زال أحمد موسى الذي قال لي ذلك يرقص منذها، ولم يستفد منه أحد في الطبوغرافيا وعلم الأرض!

مر عامان وأنا أبحث عن الأنفاق التي حفرها الإخوان تحت الأرض كما أخبرتني لميس الحديدي وأعاتب جهلي في عدم الوصول إليها!

مر عامان منذ كنت هناك في رابعة أبحث عن السوريات المليحات -ليس لجهاد نكاح ولكن لزواج بما لا يخالف شرع الله- ولو حتى كان المهر خمسون جنيها، لكن محمد الغيطي الذي أسال لعابي لكي أذهب إلى هناك خدعني فلا وجدت المليحات ولا النكاح!. أخدعني الرجل أم كان يمني نفسه في حلم بأن يلتقيه “أبو صياح”؟!

مر عامان ولم يتم استدعاء الدكتور محمد البرادعي من منفاه الإختياري جبرا ليكشف إن كانت الأسلحة الكيماوية التي وجدوها في رابعة تستحق فرض حظر جوي على مدينة نصر أم لا؟!

فحتى الآن لا ظهرت الأسلحة الكيماوية التي كانت في رابعة ولا الصواريخ المضادة للطائرات ولا الدكتور البرادعي؟!

مر عامان على اختفاء القبس النوراني أسماء البلتاجي وأخبرونا أنها تظهر على قناة الجزيرة، لكننا نقاطع الجزيرة لذا لا نشاهد أسماء عليها !

مر عامان على صراخ لميس وعمرو أديب، لماذا لا يدفع قيادات الإخوان بأولادهم للمشاركة في المظاهرات بدلا من الدفع بالبسطاء، على الرغم من استشهاد ابن المرشد العام وابنة البلتاجي واعتقال ابن مرسي!

مر عامان على وصف صحافة مجدي الجلاد بإصابتهم بالجرب وحزنت الظرافة على وجودهم فأراحه السيسي منهم بقتلهم!

مر عامان على اتهام معين الدبش بأنه الحارس الذي يقف بجوار د بديع على المنصة، وهاتفته وقتها وعرفت أنه لم يخرج من غزة ولم يأت مصر طوال حياته وكتبت الخبر ولم يصدق أحد!.

مر عامان ولم يعد مرسي إلى القصر ولا حدثت انشقاقات في الجيش ولا تم تكوين جيش حر!

مر عامان على ال28 جثة التي قالت لي قناة العربية أن الجيش وجدهم تحت المنصة، وما زلت أبحث عنهم أو عن أهاليهم لأعزي فيهم!

مر عامان وأنا أبحث عن أسماء عشرات الشهداء من ضباط الشرطة والجيش الذين قتلهم الإخوان في رابعة لكي أعزي فيهم، لكن الداخلية لم تكشف لي ولا اسما واحدا حتى الآن!

مر عامان وأنا أشاهد بديع ومرسي والداخلية تقتادهما بلا خوف، وأسائل نفسي أين أخفوا الدبابات والحراسة الخاصة التي كانت تحمل الجرينوف كيف هربت أمام عساكر ببنادق صدئة؟!

مر عامان على قولكم أن فض رابعة سينقذ مصر من الإرهاب المحتمل، وما زال الإرهاب يحصد أرواح المصريين كل يوم!

مر عامان والإخوان لم يتغيروا سياسيا ولا اعلاميا عن عهد الرئيس مرسي، والثوار ليس كما هم أيام ثورة يناير، والعسكر لم يعودوا كما كانوا أيام المجلس العسكري بل أصبحوا أكثر شراسة.

مر عامان ونيف وسبعة آلاف سنة ونيف والشعب كما هو يرقص لمن غلب..!

مر عامان يا رابعة وما زلت وجعي الإنساني الأكبر وذاكرتي العصية على النسيان.

 

……………………………………..

* نقلا عن موقع “عربي 21”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …