بالفيديو- «فتنة العسكر» تضرب «الوفد».. والسيسي يستنسخ سيناريو «المخلوع»
ربما لا يمثل حزب الوفد –رغم عراقته قديما- رقما فى معادلة السياسة المصرية خاصة فيما يتعلق بالتأييد الشعبي أو الثقل السياسي أو حتى فيما يتعلق بالكوادر التى يلتف حولها الجماهير، إلا أنه وباعتباره أكبر الأحداث الأحزاب الليبرالية يمثل أهمية قصوي فى القاموس العسكري من ناحية كونه الديكور المثالي لاستكمال المشاهد الانتخابية التى يرغب الجنرالات فى تمريرها وترويجها عالميا.
إلا أن الحزب اليبرالي –ورغم تيقنه من حقيقة الدور الذي يلعبه- إلا أنه لم يتعلم يوما الدرس، حيث يعمد العسكر إلى التخلص من أذرعه داخل الوفد وتلميع قيادات جديدة عقب كل مسرحية انتخابية والعمل على إثارة التوترات لوأد أي احتمالات ولو صفرية لتنامي الشعور بأهمية هذه القيادة أو تلك، وهو ما حدث إبان مسرحية انتخابات 2005 الرئاسية والتى تلاعب خلالها المخلوع مبارك بـ نعمان جمعة رئيس الحزب ليدخل اللعبة ويكمل الديكور المطلوب قبل أن يتخلص منه من المشهد السياسي إلى غير رجعة.
وما أشبه اليوم بالبارحة.. حالة من الصراع والغليان تضرب أكبر حزب «ليبرالي» داعم للسيسي في البلاد من جديد، بعد أن كان فاعلا فى كل مشهد لدولة 3 يوليو من أجل الترويج لفكرة الحشد الشعبي والتأييد الحزبي، غير أنه وفي ظل ترقب إعلان مواعيد أول انتخابات برلمانية بعد تحرك الجيش ضد أول رئيس مدني منتخب في 30 يونيو يبدو المشهد مختلف والصورة ضبابية.
الحزب شهد خلال الأيام القليلة الماضية “فتنة” كبرى تعصف بوجوده وتجعله في مهب الريح، وانتابت الأعضاء حالة من الترقب خصوصا بعد استقالة المستشار بهاء أبو شقة السكرتير العام للحزب، لعدم التزام رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي ببعض ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأخير للحزب الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي.
ويحاول تيار إصلاح الوفد المعارض للإدارة الحالية للحزب توظيف الأحداث الجارية لصالحه فى محاولة للإطاحة بالبدوي من سدة الحزب وإجراء انتخابات داخلية على رئاسة أكبر حزب يزعم أنه ليبرالي في البلاد.
عودة أباظة
وفي أول أيام شهر أغسطس الجاري هاجم محمود أباظة، رئيس حزب الوفد السابق، السيد البدوي، رئيس حزب الوفد الحالي، واتهمه بالفشل في “التأليف بين أبناء الحزب الواحد”، رغم محاولة السيسي، الصلح بينهم.
وقال “أباظة” -في مداخلة هاتفية لبرنامج “كلام جرائد” على قناة “العاصمة”- مساء الأحد الماضي: “رئيس الوفد الحالي أخرج الوفديين الحقيقيين من الحزب”.
وأضاف: “الآن نحن أمام موقف غريب أصبح الوفد بغير الوفديين، وأمام وفديين بدون حزب وفد، بعدما دخل الناس كثيرين وليسوا وفديين وليسوا مؤمنين بمبادئ الوفد”.
تلاعب البدوي
وكان موقع اليوم السابع أشاع عن مصادر حزبية الخميس الماضي عن نية السيد البدوى، تقديم استقالته من رئاسة الحزب، قبل نهاية هذا الشهر” أغسطس”، موضحة أن المرشح الأوفر حظًا لخلافته، هو المستشار بهاء الدين أبو شقة، سكرتير عام الحزب الحالى، مضيفة أن عليه إجماع من قيادات الحزب، وذلك حال تقدم البدوى باستقالته فعليًا.
ومع انتشار الشائعة؛ خرج المستشار بهجت الحسامي، المتحدث الرسمي باسم الحزب، في بيان صدر مساء الخميس ينفي فيه ما تردد بشأن استقالة السيد البدوي من رئاسة الحزب، وقال: “إن الهيئة الوفدية وهي الجمعية العمومية للحزب هي الوحيدة صاحبة الاختصاص في استقالة رئيس الحزب لأنها هي التي انتخبته، وإن رئيس الحزب لم يتقدم بأي استقالة للهيئة الوفدية أو أي مؤسسة في الحزب”.
وأوضح، أن الهيئة الوفدية متمسكة برئيس الحزب وتسانده في معركة الانتخابات البرلمانية التي أصبحت علي الأبواب.
أبو شقة يهدد
من جانبه تقدم المستشار بهاء الدين أبو شقة باستقالته اليوم من الحزب وهو ما عزاه مصدر بالحزب إلى تراجع البدوي عن الاستقالة التي وعد بها في الاجتماع الأخير الذي جمع بين الطرفين نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف المصدر أن البدوي لم يقبل استقالة أبو شقة حتى مساء السبت ومن المفترض أن يدعو إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا والمكتب التنفيذي للحزب؛ لبحث الاستقالة المقدمة لوضع حل لهذه الأزمة التي باتت تعصف بالحزب.
جبهة الإصلاح
وعلى جانب آخر قال فؤاد بدراوي السكرتير السابق لحزب الوفد والقيادي بتيار الإصلاح إن استقالة قامة كبيرة بقدر المستشار أبو شقة تعد ناقوس خطر لسياسات البدوي خلال الفترة الماضية، خاصة وأن هناك عشرات من الاستقالات للمعترضين على سياسات البدوي الذي أضاع تاريخ وحاضر حزب الوفد.
وتابع بدراوي أنه من الممكن أن يكون هناك تواصل مع المستشار بهاء أبو شقة خلال الفترة القادمة، خاصة وأن هناك علاقة جيدة معه، مشيرًا إلى أن حزب الوفد يعاني من سلسلة من الأزمات التي أدت إلى تراجع دور الحزب وغيابه عن المشهد.
يذكر أن البدوي تم انتخابه رئيساً للوفد للمرة الثانية في مايو الماضي، وجددت الجمعية العمومية دعمها له رئيسا للوفد في اجتماعها الأخير أثناء انتخابات الهيئة العليا.
وحصل الوفد على المركز الثالث فى آخر انتخابات برلمانية أجريت بعد ثورة يناير وحصل على 37 مقعدا من أجمالي 508 هي عدد مقاعد البرلمان بنسبة (7.67%) فيما حاز حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، على المركز الأول بـ 222 مقعدا بنسبة (43.7%) واحتل تحالف حزب النور على 112 مقعدا بنسبة (22.04%).
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …