‫الرئيسية‬ مقالات حروب وصراعات العرب التي لا تنتهي
مقالات - نوفمبر 10, 2014

حروب وصراعات العرب التي لا تنتهي

ليست هذه هي المرة الأولى التي تبدو بها بلاد العرب كأكثر مناطق عالمنا عنفًا وصراعًا وانفجارات متتابعة تتجاوز تداعياتها حدود الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتفرض على ملفات السلم والأمن العالميين تحديات كبرى.

 في القرن التاسع عشر وفي النصف الأول من القرن العشرين، كانت أوروبا بحروب وصراعات قواها الاستعمارية وتكالبها على الأرض والثروة داخل وخارج القارة الصغيرة في المساحة (نسبيًّا) والفقيرة في الموارد (نسبيًّا أيضًا) هي المسرح الأول

 

للعنف وللصراع ولتصديرهما عالميًّا وتحملت مسئولية الزج بالإنسانية إلى محطتي الدماء والدمار الأبشع في تاريخها المعلوم، الحرب العالمية الأولى 1914ــ 1918 والحرب العالمية الثانية 1939ــ 1945.

إلا أن عقود النصف الثاني للقرن العشرين والسنوات التي انقضت من الألفية الجديدة شهدت انتقالًا للحروب وللصراعات بعيدًا عن القارة الأوروبية وبعيدًا عن المراكز العالمية المهيمنة في أمريكا الشمالية وفي أراضي الاتحاد السوفيتي السابق إلى حيث بلدان المستعمرات القديمة أو بلدان العالم النامي في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولم تكن الولايات المتحدة الأمريكية ولا الاتحاد السوفييتي ولا القوى الأوروبية غير مسئولة عن ذلك، وهي التي أشعلت الحروب بالوكالة.

طوال عقود النصف الثاني من القرن العشرين والسنوات المنقضية من الألفية الجديدة كان نصيبنا نحن في بلاد العرب من الحروب والصراعات أكبر بكثير من جميع مناطق العالم النامي الأخرى، بل فرضت علينا عبر الاستعمار الاستيطاني الذي تمثله إسرائيل وبانتشار القواعد العسكرية للقوى الكبرى (خاصة الولايات المتحدة الأمريكية) استمرارية لظواهر متقادمة في العلاقات الدولية كانت في سبيلها إلى الانزواء كنظام الاستيطان والفصل العنصري في جنوب إفريقيا وكالقواعد العسكرية البريطانية والأمريكية التي كانت تغطي مواقع كثيرة فى الشرق والغرب والجنوب والشمال وتراجعت تدريجيًا.

تحولت بلاد العرب إلى منطقة الحروب والصراعات الأكثر خطرًا في العالم وما زالت، ولم يتوقف لا التدخل المستمر للقوى الكبرى ولا الدور المدمر الذي تلعبه إسرائيل، وتواكبت معهما إلى اليوم هيمنة نظم مستبدة أو سلطوية على مقدرات الشعوب العربية وأنتجت ثلاثية التدخل الخارجي والاستعمار الإسرائيلي والاستبداد بالإضافة إلى انتشار فكر التطرف وتراجع قيمة المعرفة والعلم والحرية شيوعًا لظواهر الإرهاب والعنف والصراعات الأهلية.

ما زلنا جميعًا في هذه الخانة السلبية، والتى تجعل منا شعوبًا هامشية لا تسهم في مسيرة الحضارة البشرية ولا تفعل إلا أن تتحمل الأكلاف الكارثية للحروب وللصراعات وأن تحمل العالم شيئًا منها دون أن تظهر له أن سياسات القوى الكبرى وسياسات إسرائيل مسئولة على الأقل جزئيًّا عما نحن به.

ما زلنا جميعًا في هذه الخانة السلبية، والتي لن نغادرها ما لم ندرك حتمية مواجهة التدخل الخارجي ومقاومة استمرار الاستعمار الاستيطانى الإسرائيلى والتخلص من الاستبداد والسلطوية.

حينها فقط ستستقر الأوطان وتتماسك الدول والمجتمعات ويستعيد المواطن حقوقه وحرياته.. حينها فقط ستتراجع الحروب والصراعات ويزول الإرهاب والعنف.

غدًا هامش جديد للديمقراطية في مصر.

———-

(نقلاً عن الشروق) 

http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …