‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “فورين أفيرز”: “السيسي” يستخدم الإسلام لتبرير قمع “الإخوان”
أخبار وتقارير - نوفمبر 10, 2014

“فورين أفيرز”: “السيسي” يستخدم الإسلام لتبرير قمع “الإخوان”

قال تحليل مطول لمجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، “إن إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة” تحاول فرض نسخة معينة من الإسلام تقرها الدولة، تتماشى مع أهداف رئاسة الجنرال عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى تحالف “إدارة الشئون المعنوية” مع “الأزهر”، المؤسسة الإسلامية العليا في البلاد، بهدف تعزيز شرعية الحكومة المدعومة من الجيش بعد الانقلاب الذي شهدته مصر، العام الماضي، وحملة القمع التي تعرضت لها جماعة الإخوان المسلمين”.
وأشار “جلعاد وانيج”- الباحث المشارك في معهد واشنطن ومدير تحرير منتدى “فكرة” في تحليله المنشور 31 أكتوبر بعنوان “Egypt’s Army of God” “جيش الله المصري- إلى أنه بعد فترة وجيزة من قيام د. محمد مرسي، والذي أصبح رئيسا لمصر في عام 2012، بتعيين السيسي وزيرا للدفاع، كان الإعلام المصري يعج بتقارير تعتبر أن مرسي اختاره بسبب تقواه الدينية.
وأوضح التحليل أن خطاب السيسي كان مشبعا بالنواحي الدينية. فعلى سبيل المثال، في تشرين الثاني/نوفمبر 2012- قبل الانقلاب العسكري- قال أمام حشد مكوّن من 1500 من ضباط الجيش والشرطة: “إن الله تعالى اختصنا بمهمة عظيمة ألا وهي تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع، مصداقا لقوله تعالى “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، فالشرف الذي منحه الله لنا وهو تأمين الناس من الخوف، وهذه مهمة عظيمة جدا جدا يجب على الجميع أن ينتبهوا لها وللتكليف العظيم الذي منحه الله لنا، وألا نكون أبدا سببا في تخويف الناس”.
وذكر التحليل أن الجيش يعرض نفسه باعتباره وريثا لقوات صلاح الدين الأيوبي، القائد الإسلامي الذي قاوم الصليبيين وحرر القدس في القرن الثاني عشر، والذي تركزت إمبراطوريته في القاهرة. أما في ساحة المعركة فإن الجيش يستخدم المراجع الدينية بصورة منتظمة، إذ أُطلق على أكبر المناورات المصرية اسم “بدر”، في إشارة إلى المعركة التي دارت في القرن السابع في مكة المكرمة بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه من جهة، وقبيلة قريش من جهة أخرى. وفي الخطابات يتضرع الجنرالات إلى الله والقرآن والنبي لتعزيز الشعور بالشرعية الدينية.
ولفت التحليل إلى أن الجيش يستند على العديد من رجال الدين البارزين؛ للمساعدة في تبرير سياسات الجيش من وجهة نظر إسلامية، مثل سالم عبد الجليل، وشريف السيد خليل، وخالد الجندي.
وكشف التحليل أن “عبد الجليل وخليل” يعملان كداعييْن لصالح “إدارة الشئون المعنوية” بشكل مباشر، ويشاركان بانتظام في النشاطات التي يديرها الجيش، وكذلك يفعل الجندي.
ووفقا لتقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، وصف سالم عبد الجليل المتظاهرين المؤيدين لمرسي قائلا: “إنهم بغاة وعليهم أن يتوبوا إلى الله”، ولكنه تراجع عن تصريحاته بعد تعرضه لانتقادات بسبب تبريره للعنف، وقد اعترف الجليل في وقت لاحق بأن زوجته وأولاده شاركوا في احتجاجات مناهضة للانقلاب في “ميدان رابعة العدوية” في القاهرة.
وألمح التحليل إلى شريط فيديو نُشر على الموقع الإلكتروني لـ”الأهرام”، حذّر فيه الداعية شريف السيد خليل من مهاجمة الجيش، ذاكرا آية من القرآن الكريم: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنّم}، إلى جانب ذلك تنشر إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة مجلة “المجاهد”، التي تركز على التوعية الدينية، ويتولى خالد الجندي مهمة الإشراف العام عليها. ووفقا لدار نشر وزارة الدفاع يتم نشر حوالي 45 ألف نسخة من هذه المجلة شهريا، حيث يشمل قراؤها الجماهير العسكرية والمدنية على حد سواء.
وتابع التحليل “إن سعي إدارة الشئون المعنوية إلى دمج الإسلام نوعا ما في صفوف الجيش يرجع إلى الدور البارز الذي يلعبه الدين في الحياة والثقافة المصرية. بالإضافة إلى ذلك يدرك الجنرالات قدرة الدين على الحفاظ على عملية التماسك وتعزيز الروح المعنوية وحشد تأييد الرأي العام، موضحا أنه في ضوء “الانقلاب” الذي أطاح بالرئيس المنتخب د. محمد مرسي، يجب أيضا أن يُنظر إلى الدين على أنه عنصر هام في معركة الدولة المصرية الأيديولوجية لاستعادة عباءة الإسلام من «الإخوان المسلمين»- بحسب تعبير التحليل- وحتى الآن يبدو أن الحكومة قد نجحت في ذلك. ولكن كما تعلّم المصريون في عام 1981 من قيام ضباط إسلاميين باغتيال الرئيس السادات، فإن التلاعب بالدين لتحقيق مكاسب سياسية له أيضا تاريخ من النتائج العكسية.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …