‫الرئيسية‬ تواصل اجتماعي طفلة تلخص على السبورة مأساة سيناء
تواصل اجتماعي - نوفمبر 10, 2014

طفلة تلخص على السبورة مأساة سيناء

“أنا بكيت لأخوي وقلته: بدي أشوف مَدرستي قبل ميفجروها الصبح، وجابني بالليل عشان أودعها قبل ما يفجروها، ربنا ياخد اللي هيفجروها” .. أحرف خطتها أنامل تلميذة صغيرة على “سبورة” فصلها الدراسي بسيناء؛ لتبقى شاهدة على معاناة وآلام طفلة، تبحث عن مصيرها، هي ورفيقات فصلها الدراسي، بعد التهجير والإخلاء الذي يقوم به الجيش المصري هناك.
“كان شايل ألوانه، كان رايح مدرسته، وبيحلم بـ حصانه، وبلعبه وطيارته” .. حالة يعيشها كل تلميذ يرتبط بمدرسته وفصله وأقرانه منذ الصغر، ولكن تلاميذ سيناء لهم وضع مختلف، فبات كل منهم خلال الأيام الماضية، منذ إعلان بدء تهجير بعض الأهالي عن منازلهم وقصفها، بدعوى محاربة الإرهاب، يحلم بألا يصحو على خبر هدم مدرسته، أو نزوحه وأسرته كيلو مترات تبعده عن أحلامه.
رسالة الطفلة، رغم أنها ضمت كلمات قليلة، إلا أنها عبرت عن مأساة الوضع الحالي في سيناء، وأطلقت جرس إنذار حول ما يسكن نفوس المهجرين، من آلام وقسوة، لا أحد يعلم مدى مردودها في المستقبل.
قسوة التهجير لم تطل الأطفال فقط، وإنما امتدت لمختلف الأجيال والأعمار، فهناك في زاوية ما، برفح يستقر منزل عمره 60 عاما، تملكه عائلة الناشط السيناوي همام الأغا، الذي يقول: “بيتنا فـ رفح من أكثر من 60 سنة، أراضينا من أجداد أجدادنا، بيوتنا وموقعنا اللي فيه، عمره ما كان بيشكّل خطر ع الدولة”.
“نكبة” .. هكذا يرى الأغا، عملية تهجير أهالي سيناء، مضيفا “اللي بيحصل معانا هنا في رفح سيناء كارثة حقيقية .. لأ مش كارثة والله، دي نكبة، دي نكبة 2014، نكبة 1948 في فلسطين، ونكبة 2014 في مصر في رفح، تخيل بيتك! بيت أهلك وأهل أهلك من قديم الأزل، تربّيت فيه انت وعيلتك، وفجأة الجيش جالك وقالك: “معاك الساعتين الجايين تِخلي عشان هنفجرهولك ونهجرك!!”.
ويتابع الأغا: “أنا مش عارف أعمل إيه؟! مش فاهم يعني، اطلع من بيتي ازاي؟ هو الجيش مش كفاية عليه الفدادين اللي سرقهم مننا، وآلاف الشجر الي جرفهم، ودلوقتي بيتنا! ما فيش بدائل يا عالم، عاوزين يطلعونا من بيتنا، واحنا من ضمن آلاف الأهالي، بدون بديل، كل اللي لازم تعمله تخلِي بيتِك أو هيفجروا البيت على دماغنا!!”.
وحول التعويضات المادية للمهجرين، يقول الأغا: “أنا بيتي مساحته 470 متر مربع – فيلا 3 أدوار على مساحة أرض 1000م مربع، الجيش هيطلعني من بيتي عشان يفجره ويهجرني، ويعطيني 300جنيه لتأجير شقة 60مترا، مزارعنا مزروع فيها آلاف الأشجار؛ من شجر البرتقال والليمون والتفاح والجوافة والزيتون والرمان؛ الجيش جرفهم ولم يتم تعويضنا بجنيه واحد”.
“التهجير مش حل” .. هاشتاج أطلقه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، قالوا خلاله: “التهجير كلمة غير كافية، لأنه يُمكن أن يتم للإنقاذ من الكوارث الطبيعية أو الحروب.. التعبير الدقيق “التهجير القسري”، وقال مستخدم آخر “النكسة مش سبعة وستين، النكسة ناس سامعة وساكتين”، وأضاف أحدهم “إن كان التهجير القسري محنة إنسانية قاسية، فإن قسوته تتضاعف حين يعقبه تفجير بيتك الذي نشأت وتربيت فيه لعقود”.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …