نكشف أسباب انهيار “كباري الموت” بعد “طرق الموت”
بعد يومين فقط من حادث تفحم أتوبيس البحيرة على طرق الموت، وقع حادث انهيار كوبري طوله 25 مترا على ترعة الإبراهيمية بالجيزة ليفتح أزمة أشد هي “كباري الموت” والتي تهدد حياة المواطنين أعلاها وأسفلها، خاصة الكباري الحيوية، و50% من كبارى الجمهورية غير صالحة وتحتاج لصيانة عاجلة.
وأرجع د.رضا حجاج أستاذ التخطيط العمراني سبب انهيار الكباري لانعدام الصيانة الدورية، والتشغيل السليم وعدم التأسيس طبقا للمواصفات الآمنة، وتحميلها بحمولات زائدة، بلا حماية للأجزاء الرئيسية، وتكسير الخرسانة والحرائق التي تخرب الحديد.
وحذر في حديثه ل”وراء الأحداث” من غياب الرقابة على السائقين بحمولاتهم وسرعاتهم الزائدة، ورفض تحجج الحكومة بنقص الاعتمادات المالية، لأن التفتيش والرقابة لا يحتاج لأموال، ويوفر وقاية أهم من العلاج.
ولفت “أستاذ التخطيط العمراني” إلى خطورة تكليف بناء الكباري لشركة مقاولات تكلف بدورها مقاول من الباطن وهو بدوره يكلف غيره مما يؤدي بخصم متتالي من المبلغ المخصص وغش في المواد والتصميم.
وقال “حجاج” إن الهيئة العامة للطرق والكباري المسئولة عن الطرق القومية، وهيئة الكباري المسئولة عن الطرق الداخلية كلاهما يلقي المسئولية على الآخر، بالإضافة لفساد المحليات، مما يجعل مصر الأولى في انهيار الكباري، وتعالج منذ 40 سنة العرض وليس المرض، ورد الفعل بعد المصائب.
وكان قد أكد اللواء سعد الجيوشى، رئيس هيئة الطرق والكبارى، أن 50% من كبارى الجمهورية غير صالحة وتحتاج لصيانة عاجلة، لإنقاذ مليارات الجنيهات التى تمثل تكلفتها، لافتاً إلى أن الهيئة استعانت بأحد الخبراء المصريين العالميين للاستفادة من خبرته فى تنفيذ أعمال الصيانة، وأن مصر بها 1704 كبارى نصفها يحتاج لصيانة عاجلة، وذلك في مؤتمر صحفي له في 14 مايو 2014 .
وقد وقعت عدة حوادث بانهيارات للكباري لن يكون آخرها انهيار كوبرى طوله 25 مترا على ترعة الإبراهيمية، الجمعة الماضية ، بقرية أبوالعباس التابعة لمركز العياط بالجيزة، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي، ومحطة المياه الرئيسية المغذية للقرية، وحدوث شلل تام بالقرية.
وتوجه الأهالي باستغاثة لمحافظ الجيزة، بعد انهيار الكوبري، مما تسبب في عزل القرية، وشطرها إلى نصفين، ومنع الفلاحين من العودة إلى منازلهم، وحدوث شلل تام، لأن الكوبري وسيلة الربط الرئيسية لعبور الأهالي، والسيارات إلى القرية.
وسبقه سلسلة حوادث أهمها هبوط جزئى بكوبرى أولاد نصير العلوى بدائرة مركز سوهاج دون وقوع خسائر بشرية، وبالمعاينة والفحص تبين وجود هبوط بمنتصف الكوبرى العلوى فى الاتجاه القادم من الغرب بمساحة متر مربع، وذلك في 22 أبريل الماضي.
وقبلها بأسبوعين في 9 إبريل انهار جزء من كوبري مشاة بمنطقة المعصرة في محافظة القاهرة على سيارة نقل، مما أدى لتعطلها لتكدس السيارات حيث سقط الكوبري في وسط الشارع أمام السيارات.
وفي 11 فبراير 2014 انهار كوبري الشيخ منصور، الرابط بين عزبة النخل، والمرج شرق القاهرة، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين وحينها قامت أجهزة الأمن بإيقاف الجانب الآخر من الكوبري، لأن سير السيارات عليه يهدد بسقوطه أيضا.
وقيل إنه شب حريق في عشش أسفل كوبري بعزبة النخل، المؤدي إلى حي المرج بالقاهرة، مما أدى إلى انهيار أجزاء من الكوبري
في 11 سبتمبر 2013 بمدينة كفر الدوار وللمرة الثانية في أقل من شهر انفصل الكوبري العائم بترعة المحمودية، وخرج عن مساره المعدني لمسافة 40 سم، جاء ذلك نتيجة لعدم تفعيل الدور الرقابي على المقاولين المنفذين لعمليات إنشاء الكباري العائمة على ترعة المحمودية بطول المحافظة.
فالكباري العائمة بالبحيرة، التي تهدد أرواح آلاف المواطنين، تعدي عددها 20 كوبرى، بطول المسطح المائي لترعة المحمودية، وتعتبر مدن دمنهور وأبوحمص وكفر الدوار من أكثر المدن المنتفعة منها، والتي نفذتها الحكومة في أواخر التسعينيات.
وتسبب ارتفاع منسوب المياه بترعة المكسر، بمدينة إسنا جنوب الأقصر، في انهيار جزء من الجسر أعلى الترعة، بعد ارتفاع منسوب المياه بها، مما أثر علي البنية الخرسانية للجسر، فبدأت أرضيته في التشقق، حتى سقط قرابة 2 متر من الجسر.، في 27 أكتوبر 2013 .
ويعد كوبري محمد نجيب في المرج من الكباري الآيلة للسقوط لوجود فواصل في أوله وآخره، وكوبري التونسي بحي الخليفة بالقاهرة، وسبق انهيار كوبري بركة السبع في 2011، وسقوط جزء من كوبري السيدة عائشة، في نوفمبر 2012.
ثم تلاه سقوط آخر لكوبري المشاة في مدينة العبور، وراح ضحيته 3 أشخاص، ولكوبري الشيخ منصور الذي يربط بين عزبة النخل والمرج وراح ضحيته قتيل وثلاث مصابين.
وفي تصريح للواء سعد الجيوشي رئيس هيئة الطرق والكباري قال إنه يوجد 400 كوبري علي مستوي الجمهورية معرض للانهيار في أي لحظة، وأنه يدرس إلغاء تنفيذ مشروعات الكباري الموجودة في خطة 2014/2015 لتحويل تمويلها لتنفيذ الصيانة العاجلة لـ400 أخري.
وأكد خبراء في الهندسة والطرق والكباري وفقا لتقارير صحفية إن أسباب انهيارات الكباري لعدة أسباب أهمها الحمولات الزائدة بلا رقابة وسوء الاستخدام ووجود أنابيب بوتاجاز وحرق القمامة أسفلها، وغياب الصيانة الدورية، وإن أغلبية الكباري الموجودة في مصر غير صالحة للسير عليها.
وأن الحمولات الزائدة للشاحنات تؤدي لحدوث اهتزازات بالكباري، إضافة إلى أن الفواصل الموجودة بأي كوبري لا يتم اعتماد أموال لصيانتها.
والنماذج الواضحة بحالة انهيار كوبري الشيخ منصور بعزبة النخل، وسبقه أيضاً انهيار كوبري بركة السبع، وكذلك كوبري السيدة عائشة، بالإضافة إلي هبوط جزئي في كوبري أكتوبر.
ويؤدي غياب الصيانة لتآكل المواد الخرسانية والحديد، مما يوجب إنشاء هيئة مستقلة لمراقبة جودة عمليات الصيانة للكباري والطرق الجسور، وقوانين حازمة للشاحنات المخالفة واعتماد مبالغ مالية لأجراء عمليات الصيانة علي الكباري والطرق سنوياً، وليس كل خمسة أعوام.
وترجع الحالة السيئة للكباري لطرق انشاءها التى لم تراع المعايير العالمية ولا حتى الكود المصرى الخاص بإنشاء الكبارى وصيانتها الذى صدر عام 1996، مما أدى لظهور عيوب فى جسم الكبارى من تشققات وهبوط فى بعض الأجزاء وانهيار للفواصل مما يؤدى الى وقوع عشرات الحوادث فوق تلك الكباري.
وأيضا عمليات الصيانة لا تتم بشكل علمى لأنها لا تتم عن طريق إزالة الطبقة الأسفلتية بل يتم الرصف فوقها مما يحول الكبارى إلى طرق مقلوبة بجعل سمك طبقة الرصف أكبر من الأساس.
ولكل كوبرى ثلاث ركائز هى جسم الكوبرى وهو من الخرسانة ثم الإكسسورات من العلامات والإشارات والأسوار والجزء الأهم والمهمل فى صيانة الكبارى فهو الأسفلت والرصف والفواصل، وأيضا عدم وجود كوادر مؤهلة للصيانة والغش فى الخامات نفسها التى لا تراعى المواصفات العالمية.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …