‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “بدل الاعتقال للصحفيين” أسطورة فى معتقلات مصر
أخبار وتقارير - نوفمبر 8, 2014

“بدل الاعتقال للصحفيين” أسطورة فى معتقلات مصر

“معاناتنا مستمرة من نظام لآخر، وأعوام تضيع هدرا من عمر والدي ومن أعمار أسرتنا بدون إدانة”.. قالتها آلاء، ابنه الصحفي أحمد عز الدين، وهي تحاول رسم صورة لحال أسرتهم التي تعاني من غياب الوالد صاحب الـ60 عاما، والمصاب بأمراض الضغط والسكر والقلب؛ لاتهام وزارة الداخلية وحكومة السيسي له بـ”حرق بوكسين للشرطة”، فضلا عن مجموعة التهم المحفوظة لأي معتقل سياسي بمصر في الفترة الحالية.
أسرة الصحفي أحمد عز الدين ليست الوحيدة التي تعاني في هذا الإطار، فهناك خلف الأسوار يقبع 70 صحفيا، منهم 6 نقابيين، تم اعتقالهم خلال الفترة من يوليو 2013 وحتى الآن، غالبيتهم يواجهون تهما لا تتعلق بقضايا نشر، والصحفيون الستة أعضاء النقابة المحبوسون هم “أحمد سبيع، مجدي حسين، هاني صلاح الدين، إبراهيم الدراوي، محسن راضي، بجانب أحمد عز الدين”.
“5 أعياد قضاها والدي داخل السجن خلال 3 مرات تم حبسه فيها بدون إدانة في أعوام 2004، 2007، 2014، وحياتنا معطلة بالكامل”.. تقولها آلاء لـ”وراء الأحداث” وهي تسخر من باقي التهم الموجهة لوالدها، والتي تضمنت “تشويه صورة مصر، التحريض على العنف، الانتماء لجماعات محظورة، بالإضافة لحرق البوكسين”.
“ما تم حيازته لم تثبت إدانته”.. قالها وكيل النيابة تعقيبا على موقف عز الدين في أول عرض له، إلا أن أسرته فوجئت بتجديد يلي الآخر، ثم حبسه بسجن كورنيش طرة، دون الإحالة للمحكمة طوال الـ9 شهور الماضية، حيث جرى اعتقاله يوم 29 يناير من العام الجاري.
وتضيف آلاء: “النقابة لم تعرض حضور محاميها تحقيقات والدي، ولكننا حينما طلبنا ذلك استجابت النقابة لنا، بينما اكتفت النقابة بتقديم بلاغ للنائب العام للمطالبة بالإفراج عن نقابييها المحبوسين”، مشيرة إلى أنه رغم انتظام صرف بدل التدريب والتكنولوجيا المستحق لوالدها بانتظام كأي عضو من أعضاء الجمعية العمومية، إلا أن النقابة لم تعرض حتى الآن صرف “بدل اعتقال” لأسر الـ6 صحفيين المعتقلين من أعضائها.
وتساءلت عن موقف والدها بعد تصريح نقيب الصحفيين ضياء رشوان الذي قال فيه: إنه ينتظر قول القضاء كلمته فيما يخص الصحفيين الستة، حتى يتدخل لدى المشير السيسي ويطلب لهم عفوا رئاسيا، لافتة إلى أن والدها لم يُحل للمحكمة حتى الآن.
وقالت: “إذا كان النقيب ذاته صرح بأنه سيتدخل للإفراج عن أعضاء النقابة المحبوسين في قضايا نشر وليسوا على ذمة قضايا أخرى فماذا ننتظر؟!”، مشيرة إلى أن النقابة في موقف حرج بين الدولة والمحبوسين، وأن محاميها لم يطلب الإفراج عن والدها بكفالة حتى الآن.
فكرة صرف “بدل اعتقال” لم تلق استجابة لدى مجلس النقابة، حيث قال محمد عبد القدوس، عضو المجلس ومقرر لجنة الحريات بالنقابة لـ”وراء الأحداث”: “يتم صرف البدل الأساسي للصحفيين الـ6 المحبوسين من أعضاء النقابة بانتظام، إلا أن فكرة صرف “بدل اعتقال” غير واردة.
وأضاف أن النقابة تقف مع الزملاء الستة قلبا وقالبا، مشيرا إلى أن اجتماع المجلس، الأحد القادم، سوف يشهد مناقشة لأوضاع هؤلاء الزملاء.
وكان المرصد العربي لحرية الإعلام والتعبير “اكشف” قد أعد تقريرا، رصد خلاله عدد الصحفيين المحبوسين على مدار عام واحد من 3 يوليو 2013 حتى التاريخ ذاته 2014، ذكر فيه أن الفترة محل الرصد شهدت حبس 91 صحفيا وإعلاميا مصريا وأجنبيا، تم إخلاء سبيل 25 منهم بعد قضاء فترات حبس احتياطي لعدة أشهر دون تحويلهم إلى محاكم، وبقى في السجن حتى الثالث من يوليو 2014 حوالي 68 صحفيا وإعلاميا- وصل عددهم إلى 70 حتى بداية نوفمبر- بعضهم يقضي عقوبات، وبعضهم لا يزال على ذمة قضايا يتم تداولها في المحاكم.
وأوضح المرصد أنه تلقى عدة شكاوى من أسر بعض الصحفيين المحبوسين، في أغسطس الماضي، حول احتياج بعضهم لعمليات جراحية عاجلة، أو لرعاية طبية خاصة، أو لأدوية معينة بسب أمراض ألمت بهم داخل محبسهم؛ نتيجة الحبس في زانزين مكتظة عديمة التهوية لا تدخلها الشمس، أو لكون بعضهم من أصحاب الأمراض المزمنة بحكم سنهم.
وعدَّد المرصد نماذج من تلك الحالات، منها “تعرض هاني صلاح الدين، مدير التحرير السابق لموقع اليوم السابع، لمخاطر صحية بالغة تستوجب إجراء 3 عمليات جراحية عاجلة، إحداها في عينه وأخرى في ساقه وثالثة هي عملية فتاق، بالإضافة إلى عدم رد إدارة السجن على طلب الصحفي محسن راضي، مدير تحرير مجلة التجاريين السابق ووكيل لجنة الإعلام في مجلس الشعب السابق، بإجراء عمليتي بواسير ولوز”.
ويعاني مجدي حسين، رئيس تحرير جريدة الشعب، من انزلاق غضروفي قديم، ما يستوجب رعاية خاصة في مستشفى، بينما يعاني أحمد عز الدين من ارتفاع ضغط الدم وضيق الشرايين، ويشكو إبراهيم الدراوي من أمراض صدرية كما يعاني مشاكل في الغضروف، وهو ما ينطبق أيضا على الصحفي أحمد سبيع.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …