‫الرئيسية‬ عرب وعالم “العكارى” دهس المستوطنين ثم ارتقى انتقاما للأقصى
عرب وعالم - نوفمبر 5, 2014

“العكارى” دهس المستوطنين ثم ارتقى انتقاما للأقصى

يتصدى المرابطون المقدسيون للاقتحامات الصهيونية المتكررة للمسجد الأقصى، بعمليات دهس متكررة، تستهدف أشخاصا بعينهم، أو تجمعات المستوطنين في محطات الباصات، وهو ما أثار الذعر لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، للدرجة التي طالب فيها نتنياهو بعدم التصعيد، وخص أعضاء الكنيست بمطالبتهم بعدم زيارة المسجد الأقصى.
أما أهل القدس فباتوا على موعد كل أربعاء مع شهيد جديد يزف على أعتاب المسجد الأقصى المبارك، استبقوها، اليوم بعد صلاة العشاء، بمسيرة شعبية حاشدة للدفاع عن القدس تخرج من بيت لحم، وفي الساعة 12 قبل منتصف ليل اليوم الأربعاء 5 نوفمبر، ستزف جماهير بيت المقدس جثمان الشهيد “إبراهيم العكاري” (38 عاما)، والذي نفذ اليوم، عملية دهس قتلت إسرائيلين وأصابت 14، بينهم 4 في حالة خطيرة، وسط هتافات التكبير في القدس، والتي سبق وأن أعلنها حماة الأقصى، سكان القدس من المسلمين، يوم زفاف الشهيد معتز حجازي (32 عاما) في 29 أكتوبر الماضي، بعد تنفيذه عملية اغتيال المتطرف الصهيوني “يهودا غليك” أحد كبار قادة جماعة أمناء الهيكل المسئول عن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، وفي الأربعاء 22 أكتوبر، نفذ عبد الرحمن الشلودي عملية دهس، قُتل فيها مستوطنة إسرائيلية وأصيب 8 صهاينة، منهم 3 إصابات وصفت بالخطيرة، ثم أصيب الشلودي وترك في المستشفى الصهيوني ينزف حتى لقي ربه شهيدا.
 
انتفاضة جديدة
ويعد إبراهيم العكاري الشهيد الخامس في مدينة القدس، خلال أشهر قليلة بعد قتل وحرق محمد أبو خضير، وبدأت القافلة بـ “محمد الجعابيص، ثم محمد سنقرط، وعبد الرحمن الشلودي، ومعتز حجازي”، جاعلين من مواقفهم الفردية وانتماءاتهم الفكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وقودًا لانتفاضة جديدة، تحمي المسجد الأقصى.
ويسكن المقدسي إبراهيم عكاري، مخيم شعفاط شمالي القدس، وارتقى شهيدًا بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال ثلاث رصاصات، اخترقت رأسه ورقبته، إثر تنفيذه عمله دهس في شارع عناتا غربي القدس، وقررت محكمة الاحتلال تسليم جثمان الشهيد العكاري بين الساعة الـ (11-12) ليلا بحضور ٣٥ شخصا فقط؛ حيث سيتم دفنه بالمقبرة اليوسفية، عند باب الأسباط في القدس المحتلة.
كتب العكاري على حسابه على توتير، كلمات كانت آخر ما غرد به؛ حيث قال: “اليوم عار على من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى ولا يصلي فيه”، وكتب سابقا “ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا”.
 
عنصر المفاجأة
أبطال عمليات الدهس، يتسمون بالهدوء والتركيز في أهدافهم، والاعتماد على عنصر المفاجأة، هذا ما يمكن أن تستشعره كقارئ عندما تستمع إلى زياد سلطان، أحد أفراد عائلة إبراهيم العكاري؛ حيث قال لـ “شبكة قدس”: إن إبراهيم -صباح اليوم- تناول الفطور مع زوجته كالعادة، تابع المواجهات التي اندلعت في باحات المسجد الأقصى، أدى صلاة الظهر، ثم غادر المنزل بشكل طبيعي جدا، ككل يوم، وودع أطفاله بطريقة عادية.
وأضاف أن إبراهيم، وهو أب لخمسة أطفال أكبرهم حمزة ويبلغ عمره 10 أعوام، وأصغرهم يبلغ من العمر عامين، يعمل في قسم المبيعات في إحدى الشركات الفلسطينية.
وأوضح سلطان، أن خبر استشهاد إبراهيم كان صادمًا ومفاجئًا للجميع؛ حيث لم يظهر عليه أي نية لتنفيذ العملية، مشيرًا إلى أن أطفاله ما زالوا غير قادرين على استيعاب خبر استشهاد والدهم.
وبَيَّنَ، أن الشهيد إبراهيم يتسم بالهدوء والتفكير العقلاني والجاد، كما أنه ملتزم دينيًا ومنتمٍ لقضيته، وأضاف أنه محبوب في المخيم، ولطالما نال احترام الأهالي؛ لمواقفه الاجتماعية.
وقال زياد، إن الشهيد إبراهيم كان دائما مستفز ويشعر بالقهر والغضب مما يرتكبه الاحتلال في باحات المسجد الأقصى، وكان يرتاد المسجد باستمرار، ويرابط في باحاته كلما استطاع.
وأوضح، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشهيد إبراهيم مرات عديدة، لفترات قصيرة ومتفاوتة كانت تمتد لأيام، لافتًا إلى أن اعتقاله كان يتم كإجراء استفزازي له ولعائلته، ولم يكن لها أي مبررات أو ذرائع.
والشهيد إبراهيم فقد والديه قبل سنوات، وهو شقيق الأسير المقدسي المحرر المبعد إلى تركيا موسى محمد عكاري، والذي تحرر ضمن صفقة وفاء الأحرار قبل ثلاث سنوات، بعد أن أمضى (19 عامًا) داخل سجون الاحتلال؛ حيث كان يمضي حكمًا بالسجن المؤبد؛ بعد إدانته بالعضوية في كتائب القسام، وأسر الجندي توليدانو.
 
شوكة في حلق الاحتلال
هذا ما عزم عليه الشهيد معتز إبراهيم حجازي، أن يكون “شوكة في قلب مشروع تهويد المسجد الأقصى”، ولطالما كان الأسير الفلسطيني المحرّر، معتز إبراهيم حجازي مجاهرا بتصديه للاحتلال ومشاريعه، وأصرت قوات الاحتلال على قتله بأن أرسلت له خمسة جنود لقتله، في منزله بحي الثوري في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، في مدينة القدس المحتلة.
عين حجازي كانت مستهدفة اغتيال “يهودا غليك” مهندس اقتحامات الأقصى، وأحد أبرز الداعين إليها، وتبيّن ظروف العمليّة، أن حجازي كان على دراية مسبقة بتحرّكات “غليك” وأصاب هدفه، في منطقة أمنيّة بامتياز، غالبا ما تشهد إجراءات إسرائيلية مشدّدة.
ويشير كل من يعرف حجازي، إلى أنّه كان دائم الرباط في المسجد الأقصى، خصوصا في الفترة الأخيرة، ودأب على الصلاة فيه.
وباركت الفصائل الفلسطينيّة، على اختلاف توجهاتها، عملية حجازي، معتبرة إياها ردة فعل طبيعية على جرائم سلطات الاحتلال، وتماديها في التعدّي على المقدّسات والمسجد الأقصى، واستفزاز الفلسطينيين، في القدس المحتلّة.
 
دماء لا تضيع
الشهيد عبد الرحمن الشلودي (22 عاما) نَعَتْه حركة حماس بشكل مباشر، كما نَعَت الشهيدين الآخرين، ولكنها ذكرت أن الشلودي ابن شقيقة الشهيد محيي الدين الشريف، مهندس عمليات العبوات الناسفة، ولسان حال حماس هو تأكيدها أن دماء الشهداء تنبت رجالا ولا تضيع، وما صنعه الاحتلال معه يمثل أسلوب حياة للصهاينة، الذين لا يبالون بحياة الانسان، ويتركونه ينزف حتى الموت، ويكرم نتنياهو الضابط الذي قتله، ليمثل تهديدا لمن يكرر العملية، بأن حياتك مقابل حياتهم دون انتظار لمحاكمات.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …