تغريدات البرادعي خارج الزمن “اشتراك النت وأشياء أخرى”
كانت تغريدات الدكتور محمد البرادعى هى الأشهر منذ قيام الثورة وحتى حين، وكانت رسائله الموجزة ينتظرها السياسيون والإعلاميون على حد سواء؛ لتكشف عن رؤيته فى الأحداث الجارية، وتعليقه على ما يجرى، والخطوات التى سيتخذها بعد ذلك.
إلا أن متابعى البرادعى بالتأكيد لاحظوا الكسل غير الطبيعى الذى أصاب “تويتر البرادعى”، فى مقابل النشاط غير الطبيعى أيضا الذى كان قد أصاب “الأكاونت” خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسى.
وهو الكسل الذى فسره بعض الخبثاء بأنه ربما بسبب ضعف الإنترنت خارج مصر، أو انتهاء “الباقة” التى يستخدها السياسى الشهير، أو “القبض على صاحب الوصلة” التى كان يرسل عبرها تغريداته.
وفى هذا الإطار ربما ستندهش إذا علمت أن الدكتور محمد البرادعى، السياسى المحنك الذى حضر من الخارج ليتم “تنصيبه” أيقونة لثورة يناير، لم يكتب منذ يوم 30 يونيو حتى الآن سوى 17 تغريدة فحسب؛ فيما وصلت تغريداته خلال فترة تولى الرئيس محمد مرسى 134 تغريدة.
ليست العبرة فقط فى عدد تدوينات الدكتور، بل في الموضوعات التى تشملها تغريداته، فإذا لم تكن متأكدا من هذه الفرضية، أدعوك لقراءة التغريدة الأحدث له والتى بثها، عصر أمس الثلاثاء، “هل هناك سياسة فعالة فى سوريا؟ خطة جادة لمحاربة داعش أو التعامل مع انهيار الشرق الأوسط؟ إلى متى سيدفع المدنيون الثمن الرهيب؟”.
وفتحت التغريدة الأخيرة لمؤسس حزب الدستور والنائب المستقيل للمستشار عدلي منصور، الباب أمام تساؤلات مشروعة، على رأسها: لماذا اختفى بعيدا عن مصر عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة؟ ولماذا يتعمد تجاهل الأحداث السياسية فى مصر التى تدفع الآلاف من غير المصريين إلى “التغريد” حولها وربما النواح والعويل أيضا؟.
ويوضح رصد سريع- أجراه “وراء الأحداث” لتغريدات البرادعي- حالة الصمت حيال الانتهاكات التي رصدتها المنظمات الحقوقية ووقعت بحق معارضي حكومة المشير السيسي، على عكس ما بدر منه تجاه حكومة هشام قنديل في عهد الدكتور محمد مرسي، والتي لاحقها بالانتقاد حتى فى أبسط القرارات.
ويشير الرصد إلى أنه خلال فترة حكم مرسي، غرد البرادعي 134 تغريدة موجهة لمرسي وحكومته وللوضع السياسي في مصر، شملت انتقادات واتهامات حول الأداء الإداري للوزراء، والسياسات العامة للدولة وسلطات الرئيس والعلماء الموالين للحكومة ووسائل الإعلام والفشل الأمني والانقسام بين القوى السياسية والشارع المصري وانتقاد للقوانين، وغيرها.
وفي المقابل كتب البرادعي 17 تغريدة منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن؛ للتعليق على الوضع السياسي العام، تضمنت فترة تولي المستشار عدلي منصور مهام الرئيس المؤقت، وعهد حكومة السيسي.
وانهالت تعليقات وتغريدات نشطاء تويتر عقب تغريدة البرادعي حول سوريا، فقال “SHIDZZ”: “هو البرادعي مش ناوي يكتب حاجة عن الظلم والقمع اللي في مصر ولا خلاص لبسنا الانقلاب وخلع؟ ممكن يكتب بيان اعتزاله السياسة أو يدفع اشتراك النت”.
وأضافت “Nahla Helmy”: “حق البرادعي يطلع على بوركينا، اليومين دول بتوعه، والإيد البطالة نجسه”.
وكتب نبيل: “كل مافتكر البرادعي في بيان 3 يوليو وهو واقف قدام الإعلان بتاع القوات المسلحة وجنبه السيسي أبقى هقع من الضحك”.
وكتبMo7maD_7aSaN”: “دكتور محمد البرادعي إنت بوصلتنا ورمز وقامة كبيرة بنحترمها، بس إنت لا مؤاخذة عيل.. دي حاجة متزعلش حد”.
وأضافت “Arig Youssry”: “فين محمد أبو الغار وعز الدين فشير وسلماوي؟ فين عبد الحليم قنديل وجورج إسحق وحمدي قنديل والـ١٠٠ بني آدم اللي كانوا بيزاحموا البرادعي الكادر؟”.
وقال مستخدم باسم “رحال”: “من ضمن عجائب الثورة المصرية إن فيه ناس بيقنعوك إن مرسي إللي عمل صفقة مع العسكر مش البرادعي، مع إن مرسي جه بالصندوق والبرادعي جه على دبابة السيسي” .
وتساءل مستخدم حمل اسم “يسقط عسكر خان” قائلا: “هو البرادعي فين؟ مش هو اللي عمل مكياج للانقلاب وفهم العالم إنه ثورة على الثورة، الديمقراطية يا منى معدش حد هيضربنا تاني، إحنا بنتهجر مش ضرب وبس”.
وأضافت “nahla hetta”:”اللي رفضوا حل البرادعي وصمموا يحولوا رابعة لبحور دم، زيهم زي الإخوان وأنصار بيت المقدس، كلهم مسئولين عن الخراب اللي داخله عليه البلد.. ربنا يستر”.
بدأ اسم البرادعي في الظهور على الساحة السياسية المصرية في 2010، بعدما أعلن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية، وبدأ الشباب من مختلف التيارات السياسية الوقوف وراءه بحملة توقيعات، وخلال تلك الفترة تم تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير، ضمت قوى سياسية بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين.
وتوالت الأحداث بعد مشاركته في “جمعة الغضب” 28 يناير 2011، حيث اعترض على أداء المجلس العسكري، ثم رحب بترشيحه لمنصب رئيس الوزراء، ليعلن رسميا عدم خوضه انتخابات الرئاسة، ويشكل بعدها حزب “الدستور” الذي كان مؤيدا لحملة “تمرد” و30 يونيو، التى كان أحد أبرز رجالها إلى أن اختفى عن الساحة، ولم يتمكن منذ ذلك الحين من تدبير “اشتراك النت” .
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …