‫الرئيسية‬ عرب وعالم لماذا يشتري العرب طائرات الجيل الرابع الخردة وإسرائيل الجيل الخامس؟
عرب وعالم - أبريل 25, 2015

لماذا يشتري العرب طائرات الجيل الرابع الخردة وإسرائيل الجيل الخامس؟

في الذكري الـ67 لاغتصاب فلسطين (1948م)، قررت الولايات المتحدة الامريكية إهداء حليفتها الصهيونية (إسرائيل) أحدث ما انتجته مصانعها الحربية وهي طائرات حربية حديثة من طراز إف – 35 التي تنتمي للجيل الخامس من الطائرات الحديثة علي أن تصلها العام المقبل 2016، وأوباما يودع منصبه الرئاسي في نفس العام.

وخلال الحفل الذي أقامته السفارة الإسرائيلية لإحياء إحياء ذكرى ما يسمي (استقلال إسرائيل) الذي يقصد به اغتصاب فلسطين واحتلالها عام 1948، الخميس 23 أبريل الجاري، وعد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتسليم الدولة الصهيونية مقاتلات على أعلى مستوى قال صراحة أنها “لمساعدتها في الحفاظ على تفوقها العسكري في الشرق الأوسط”، وتعهد أن “يضمن أي اتفاق نووي مع إيران أمن إسرائيل”.

“بايدن” قال أمام الجمع المؤيد للدولة الصهيونية في الحفل وكأنه يقدم هدية العرس: “سنسلم إسرائيل العام القادم المقاتلة جوينت سترايك فايتر إف-35 أروع ما لدينا، مما سيجعل إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك هذه المقاتلة المنتمية للجيل الخامس”.

وفي تعليقه علي هذا، يقول الخبير العسكري المصري د. عادل سليمان في حسابه علي تويتر أن حرص أمريكا علي مد إسرائيل بأحدث طائرات القتال في العالم ..F35 .. هدفه أن “تكون (اسرائيل) هي الدولة الوحيدة التي تملكها بعد أميركا بما يضمن لها التفوق العسكري”.

حديث “بايدن” عن صفقة الطائرات، كان أشبه بخطبة تؤكد الزواج الكاثوليكي (الذي لا ينفصل) بين واشنطن وتل ابيب وتأكيد على متانة وحقيقة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بغض النظر عما يثار في وسائل الاعلام عن خلافات، وكلماته كانت استرضاء واضح للصهاينة بصورة غير معهودة.

نحن عائلة ما يوحّدنا أكثر ممّا يفرّقنا

فنائب الرئيس الأمريكي قال لهم: “أنتم تحافظون على مصالحنا ونحن نحافظ على مصالحكم، إذن فهيّا نوضّح أمرًا ما، ففي الفترة التي يسودها فيها بعض الخلافات، أحيانا، بين الحكومتين: لم يكن هناك رئيس حرص على أمن إسرائيل أكثر من الرئيس أوباما”.

“وأضاف في إشارة للخلافات التي ظهرت بين الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو علي خلفية الاتفاق النووي مع ايران: “أحيانا يثير أحدنا جنون الآخر، ولكننا نحبّ وندافع أحدنا عن الآخر، نحن عائلة، وفي كلّ عائلة هناك خلافات، ولكن ما يوحّدنا أكثر أهمّية ممّا يفرّقنا”.

سنقاتل من أجلكم 

وبرغم أن مشاركة نائب أوباما في الحفل الذي أقامته السفارة الإسرائيلية، هو أحدث دلالة على الجهود التي يبذلها البيت الأبيض لتلطيف الأجواء واسترضاء الصهاينة وتعويضهم، بعد فترة من التوتر بين الرئيس باراك أوباما ونتانياهو، بسبب المحادثات مع إيران حول ملفها النووي والدبلوماسية في الشرق الأوسط، وبرغم حديثه العائلي وتعويضهم بصفقة الطائرات، فقد سعي أيضا لطمأنتهم أنه من الممكن الغاء الاتفاق النووي في أي لحظة كما أن أمريكا ستحارب من أجل إسرائيل لو تعرضت لخطر.

حيث سعى بايدن لطمأنه الصهاينة المشاركين في الحفل بتعهد إدارة أوباما، بالتوصل إلى اتفاق نووي نهائي مع إيران يحافظ على أمن إسرائيل، مؤكدا لهم انه لن يكون هناك “أي اتفاق” ما لم توافق إيران على عمليات تفتيش دولية صارمة، وأضاف “إذا لجأت إيران للخداع” فإن الولايات المتحدة ستحتفظ بكل الخيارات “على الطاولة”.

وقال بوضوح: “هذا مجرد اتفاق إطاري، وليس اتفاقًا نهائيّا”، وأضاف بأن الرئيس أوباما سيترك المفاوضات إذا لم يحقق الهدف: وهو قطع جميع مسارات إيران للتوصّل إلى السلاح النووي: “إذا تمّت مهاجمتكم، فسنقاتل من أجلكم، نحن بحاجة لكم، والعالم بحاجة لكم”.

وتوترت العلاقات أوائل الشهر الماضي عندما قبل نتانياهو دعوة من الجمهوريين، لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأمريكي، وانتقد نتانياهو في الكلمة سعي أوباما لإبرام اتفاق نووي مع إيران.

33 طائرة للدولة الصهيونية

واشترت إسرائيل 19 طائرة من طراز (إف-35) عام 2012 بمبلغ 2.75 مليار دولار، ووقعت عقداً في فبراير (شباط)، لشراء 14 طائرة إضافية من المقاتلات التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن، بنحو 3 مليارات دولار. 

وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن أول طائرتين من طراز (إف-35) ستصلان إلى إسرائيل بحلول نهاية 2016، على أن تكتمل عملية التسليم بحلول 2021.

وقبل إعلان نائب الرئيس الأمريكي موعد تسليم الطائرات لإسرائيل، أكدت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، 25 فبراير الماضي، أن “إسرائيل انتزعت صفقة طائرات “إف- 35″، رغم أنف الرئيس الأمريكي باراك أوباما”.

وقال المذيع يعقوف آيالون: “يجب القول بأننا نتذكر ما فعله أوباما أثناء عملية الجرف الصلب، عندما أوقف إرسال طرد صواريخ هيل فاير للجيش الإسرائيلي، ونحن نعرف أن الرئيس الأمريكي في فترة ولايته الثانية يستطيع أن يكون متعنتاً وحاسماً أيضاً في موضوعات معينة”، ولكن ما قاله بادين أنه “لم يكن هناك رئيس حرص على أمن إسرائيل أكثر من الرئيس أوباما”، ينفي ما قاله المحلل الصهيونية.

ممنوع حصول العرب عليها

فور الاعلان عن الصفقة الصهيونية الأولي في فبراير الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أنها لن تزوّد دول الخليج بطائرات من هذا الطراز، بعدما ذكر مسؤول في شركة “لوكهيد ” الأمريكية أن الإمارات و3 دول خليجية هي قطر والكويت والبحرين مهتمة بشراء طائرة أف 35.

وقال “ريوك جرويش” الرئيس التنفيذي في شركة “لوكهيد مارتن” إن دول مجلس التعاون الخليجي تجري مشاورات مع الجهات المختصة في الحكومة الأميركية بخصوص شراء الطائرة “لكن لم تتضح حتى الآن نتائج هذه المشاورات والمناقشات مع اقتناعه بأن الطائرة ستكون متوفرة لتلبية احتياجات دول المجلس مستقبلاً”.

وخلال معرض (ايدكس) للدفاع الدولي في أبو ظبي 24 فبراير للماضي، بحضور كبار الشخصيات السياسية والعسكرية العالمية، استبعد نائب وزير الدفاع الأمريكي “على المدى القريب” بيع مقاتلات أف 35 في منطقة الخليج مما قد يمنح الفرنسيين حظوظا في بيع طائرات “رافال” لدول أخرى في الشرق الأوسط.

وقال “فرانك كيندال” أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية للصحافيين على هامش المعرض إن بلاده “لا تتوقع إبرام صفقات بيع مقاتلات إف 35 في منطقة الخليج نظرا لحساسية حصول الدول الخليجية على هذه المقاتلات المتطورة في الوقت الراهن”، واعتبر أن الجيل الرابع من طائرات أف 16 قادر على مواجهة تحديات المنطقة!!.

وهو ما جعل وزير الدفاع الفرنسي الذي كان متواجدا في الإمارات يتمنى أن “تتبع دول أخرى نهج مصر التي اشترت أكثر من 20 مقاتلة رافال طائرة متطورة تملك تقنيات عالية جدا” بحسب قوله.

وتمتلك 8 دول في حلف الناتو مقاتلات أف 35 بحسب “ريوك جرويش” الرئيس التنفيذي في شركة “لوكهيد مارتن”، بالإضافة إلى الجيش الأمريكي الذي أدخلها الخدمة في مشاة البحرية عام 2011.

سر تفوق إف 35؟

ويرى خبراء عسكريون أن مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية إف 35 جاءت ثمرة برنامج “مقاتلة الغارة المشتركة” التي ستحيل العديد من المقاتلات إلى التقاعد أو سوف تتفوق عليها لسنوات قادمة بما تمتلكه من مزايا قتالية وتكنولوجية بالغة التطور والتسليح وقدرتها على المناورة والهجوم في كافة الظروف والأجواء.

وتقدر مراكز متخصصة سعر المقاتلة الأمريكية إف 35 ما بين 65 و92 مليون دولار حسب المواصفات والمزايا المطلوبة من قبل الدول الراغبة بشرائها وتتميز المقاتلة أف 35 التي طورتها “لوكهيد مارتن” باستخدام كاشف مسح إلكتروني وتقنية التخفي.

وهذه الطائرة على عكس الطائرات الأخرى (الشبح) التي تمتلك قدرة التخفي ولكن لا تمتلك قدرة جيدة على المناورة، فإن طائرة أف 35 تمتلك قدرة كبيرة على المناورة والتخفي معا.

وتعرف الـ”إف 35″ باسم Lightning II واختصارا باسم JSF وهي مقاتلة من الجيل الخامس من إنتاج شركة لوكهيد مارتين الأمريكية، وتم تصنيعها بمبادرة الولايات المتحدة وبريطانيا كي تحل محل مقاتلات الجيل الحالي ومن بينها الـ إف 16 والـ إف 18، وأقلعت المقاتلة للمرة الأولى في 15 ديسمبر 2006.

كذلك يمتاز رادار المقاتلة بقدرته على مسح الأرض والتقاط صور ذات جودة عالية للغاية، ليلا ونهارا وفي مختلف الأحوال الجوية، ويحدد على الأرض أهدافه بشكل تلقائي، كذلك بإمكان الرادار تنفيذ مهام حجب إلكتروني للرادارات المعادية في الجو وعلى الأرض. 

وهناك 6 أجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء مثبتة في مواقع مختلفة على جسم الطائرة لتحديد التهديدات الجوية وأنواعها، وبفضل هذه المنظومة يحصل الطيار على تحذير بخصوص طائرات أو صواريخ تهدده، ويحصل على رؤية نقية في كل الاتجاهات ليلاً ونهارًا. 

الخردة للعرب

وتتسابق كل من شركات (لوكهيد) الأمريكية و(رافال) الفرنسية و(ميج) الروسية علي سوق سلاح الطائرات في المنطقة العربية، ولكن لوكهيد لن تبيع أحدث طائراتها (إف 35) للعرب لضمان تفوق الصهاينة عليهم، وتحاول مصر الحصول علي الطائرة “ميج 35” لضمان التوازن العسكري مع الدولة الصهيونية، ولكن هذه الصفقة تواجه مشاكل سياسية وتمويليه صعبة.

ويقول خبراء عسكريون أن تهافت بعض الدول العربية ومنها مصر على شراء رافال الفرنسية ذات القدرات المحدودة ومن الجيل الرابع بينما تل ابيب تحصل على مقاتلات الجيل الخامس، يؤكد استمرار التفوق الصهيوني على الدول العربية أجمع، فيما تحدث معارضون مصريون عن الأسباب الحقيقية وراء صفقة “رافال”؟ ولماذا يتم شراء طائرات عفا عليها الزمن؟ وهل تحقق الصفقة عنصر تكافؤ الردع مع الكيان الصهيوني؟ وألمحت مواقع إخوانية لما قالت إنه “العمولات التي حصل عليها قادة الانقلاب وراء إبرام تلك الصفقة؟”،فيما قال خبراء أن هناك توافق أمريكي روسي علي استمرار تفوق اسرائيل علي العرب.

وتنتمي طائرة رافال الفرنسية للجيل الرابع من الطائرات، بينما تعتبر «إف-35» الأمريكية ثاني طائرات الجيل الخامس الأمريكية، والتي لديها مقعد واحد، أي أن الطيار يكون بمفرده، على عكس «رافال» التي تم تصنيعها بفئات متنوعة منها، فئة مزودة بمقعد واحد، وأخرى مزودة بمقعدين للتدريب.

وتسعي روسيا لمنافسة إف 35 الأمريكية، عبر طائرتها «ميج 35» التي تزود الطيار بإحداثيات لتدمير مدى كبير، ولديها القدرة على قصف 8 أهداف في توقيت واحد. 

وقال رئيس شركة “ميج”، “سيرجي كوروتكوف” مؤخرا، إن الشركة المنتجة للطائرات الروسية، مستعدة لتزويد مصر بطائرات “ميج 35” إذا ما طلبت ذلك، وهو التصريح الذي يعكس تفاهمات بين القاهرة وموسكو في هذا الشأن، أو على الأقل تلميح روسي بامتلاكها القدرة على تعويض الجيوش العربية بمقاتلة منافسة وربما تتفوق على نظيرتها الأمريكية التي فاز بها الصهاينة دون غيرهم.

وأضاف كوروتكوف: “إذا قررت مصر شراء طائراتنا، سنكون سعداء لتجهيزها وتزويدهم بها، وإذا كانوا يعتزمون إجراء محادثات معنا، سوف نتفاوض معهم”، مضيفًا أن الشركة ليس لديها اعتراض على هذا النوع من التعاون، وقال “كوروتكوف” العام الماضي، إن شركته تخطط لإجراء محادثات في مصر حول اتفاق بين روسيا ومصر على اقتناء طراز مقاتلات “ميج 35”.

ويري خبراء التسليح، أن امتلاك مصر لمثل هذه النوعية من المقاتلات سوف يحقق نوعا من التوازن العسكري مع سلاح الجو الصهيوني، برغم عدم وضوح قدراتها الاجمالية مقابل الـ إف 35.

و”ميج 35″ تعتبر من طائرات الجيل الخامس أيضا مثل الطائرة الأمريكية، وقادرة على تنفيذ ضربات جوية عالية الدقة على الأهداف الأرضية والبحرية والجوية بدون الدخول في منطقة الدفاعات الجوية المعادية ليلًا ونهارًا وفي جميع الظروف الجوية، كما تقوم بإجراء الاستطلاع الجوي الراديو والبصري بالإضافة إلى تنفيذ مهام قيادة وسيطرة وتوجيه للطائرات الأخرى وتمتلك منظومة التزود بالوقود جوًا وعدة مميزات أخرى.

واستخدمت في جسم الطائرة المواد الماصة للإشعاعات الرادارية مما أدى إلى تقليل البصمة الرادارية للطائرة، ولكن لا يعرف هل هي قادرة على الاختفاء مثل الامريكية والمناورة في ان واحد أم لا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …