‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مراقبون وخبراء: الفشل يحاصر السيسي بحرا وجوا وبرا
أخبار وتقارير - أبريل 23, 2015

مراقبون وخبراء: الفشل يحاصر السيسي بحرا وجوا وبرا

فجر حادثا غرق ناقلة الفوسفات التابعة للقوات المسلحة في نيل قنا، وفقدان الاتصال بالقمر الصناعي “إيجبت سات” في اليومين الأخيرين، الحديث عن مظاهر فشل متصاعدة منيت بها مصر خلال الشهور الأخيرة، واللافت أن الفشل كان على كافة الأصعدة؛ برا وبحرا وجوا.

ورصد مراقبون نماذج من مظاهر الفشل، في علاج “الكفتة”، وملف سد النهضة، واستمرار نزيف الدم في سيناء، والفوضى الأمنية التي تسود الشارع المصري، وانقطاع الكهرباء، وندرة البنزين، ومشروع المليون وحدة سكنية، وصولا إلى عدم التمكن من إقامة المباريات بجمهور .

وأشاروا إلى أن الشعب المصري هو الضحية الذي يتأثر بتكرار الفشل، مما انعكس عليه في زيادة حالات الانتحار، والقتل لأسباب غير مسبوقة.

وفي السطور التالية نستعرض بعض مظاهر الفشل في البر والبحر والجو .

في البحر: كارثة الفوسفات

ففي نهر النيل سقطت ناقلة فوسفات تحمل 500 طن من الفوسفات في محافظة قنا؛ بسبب انقطاع الجنزير الموجه للدفة؛ ما أدى لاصطدامه بأحد الأعمدة الخرسانية بكوبري دندرة وانحرافه ناحية الشاطئ وغرقها.

ومنذ غرق الناقلة في صباح الثلاثاء 21 إبريل الجاري؛ لم تتوقف محاولات الحكومة في طمأنة المواطنين بأن تلك الكمية من الفوسفات لا تؤثر على مياه الشرب؛ لأنها غير قابلة للذوبان، وأنه سيتم انتشال الفوسفات بشكل كامل، إلا أن الفزع ما يزال مستمرا بسبب التحذيرات التي لم تتوقف من خبراء بكارثية التسرب، الفزع الذي أصاب المصريين من خطورة التسرب على الإنسان والنبات والحيوان، كما تبارى الخبراء في كشف خطورة تعامل الحكومة بهذه البساطة.

وأشار الدكتور يحيى القزاز، أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، إلى أن هذه الكارثة إذا وقعت في دولة متقدمة “كانت الحكومة اتشالت”، وفقا لتصريحه، الذي أكد فيه أن الفوسفات الحجري به نسبة من اليورانيوم المشع، وعناصر أخرى شديدة الضرر.

لافتا إلى أنه من المفترض أن يتم نقل مثل هذة المواد بطرق معينة، ووسائل معينة، تراعي عناصر السلامة والأمان، ويتم فحص المركب جيدًا، مطالبًا وزارة البيئة بسرعة التدخل لحل الأزمة.

فيما حذر الدكتور محمود عمرو، مؤسس المركز القومى للسموم بكلية طب قصر العيني، شركات مياه الشرب، بداية من قنا حتى دمياط ورشيد، من التعامل مع أزمة غرق “صندل الفوسفت الحجري” في نهر النيل بمحافظة قنا، بشكل فيه نوع من الرعونة والاستهتار؛ نظرًا لخطورة الموقف .

وأشار الدكتور محمود عمرو، مؤسس المركز القومى للسموم، إلى ضرورة استخدام العلم وليس الفهلوة في حجز الفوسفات عن الوصول لمعدة المواطن، مشيرًا إلى أن محطات المياه قادرة على علاج الموقف، معربا عن قلقه الشديد من حدوث تسمم مزمن للأسماك والطحالب في محيط غرق الناقلة، وبالتالي يعود ذلك على المواطن الذي يأكل هذه الأسماك بالتبعية، مطالبًا المسئولين عن نهر النيل بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإخراج أي كميات من الفوسفات الغارق، كي نقلل الآثار البيئية الناتجة.

في الجو: ضياع القمر الصناعي

وفي الجو كان أحد المظاهر الأخرى للفشل؛ حيث فقدت مصر الاتصال بالقمر الصناعى المصرى (إيجبت سات 2)، الذى تم إطلاقه يوم 16 إبريل العام الماضى، من قاعدة بايكونور بكازاخستان، ويحاول الخبراء الروس من مؤسسة إنيرجيا لإطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ الاتصال بالقمر، ولكنه يرفض الاستجابة بالدوران.

وتتحكم مصر فى القمر بالكامل منذ بداية عام 2015، ووفقا لصحيفة صحيفة “إزفيستيا الروسية” التي نقلت الخبر فقد ناشد الخبراء المصريون زملاءهم الروس، وعملوا معًا لمحاولة الاتصال بالجهاز مرة أخرى.

وأضافت الصحيفة الروسية أن قيمة العقد لإنشاء القمر الصناعي، وإنشاء مركز إدارى على أرض مصر وتدريب الموظفين 40 مليون دولار.

وبدأ الجهاز فى الصعود للفضاء بنجاح فى 16 إبريل 2014 من قاعدة بايكونور وفى غضون ثلاثة أشهر صعد إلى مدار دائرى على ارتفاع 700 كيلومتر باستخدام نظام الدفع الكهربائي، كل شىء فى البداية سار بشكل طبيعى، وتم تسليم إدارة القمر للهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء فى يناير 2015.

وأشارت الصحيفة الروسية نقلاً عن رئيس تحرير مجلة “نوفستى كوسمونافتيكي” إيجور مارينين، إلى أن السبب الرئيسى لفقدان القمر الصناعى المصرى قد يرجع إلى العامل البشري، فمثل هذه الحالات تحدث عندما يتم إعطاء القمر أوامر خاطئة تؤدى لفقدان الجهاز.

في البر: لا حصر !!

أما على الأرض، فلم تتوقف مظاهر الفشل التي تعرض لها المصريون خلال الفترة الحالية والمسئول عنها المشير عبد الفتاح السيسي، ويأتي على رأسها جهاز الكشف عن الأمراض الفيروسية «سى فاست» الشهير بـ«جهاز الكفتة”، والذي اقترن الإعلان عنه بحملة إعلامية ضخمة بشرت المصريين بأنه لا وجود بعد ذلك لأمراض فيروس سي، والإيدز، والسرطان، والصدفية.

إلا أنه مع مرور الأيام اكتشف المصريون أنه مشروع فاشل، لا وجود له سوى في أذهان من أعلنوا عنه لأسباب غير مفهومة حتى الآن.

وكان من المقرر أن يتم تدشين العلاج بالمشروع وفقا لإعلان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة – في يوليو 2014، ثم تأجل لمدة 6 أشهر إلى ديسمبر 2014، ثم عادت مجددا لتعلن تأجيله إلى مايو 2015.

وفور الإعلان عن المشروع تقدم الدكتور عصام حجي باستقالته من منصب المستشار العلمي لرئيس الجمهورية، ثم اكتشف الجميع حجم الفشل في المشروع، فقامت نقابة الأطباء بالتحقيق مع الأطباء المشاركين فيه .

ومنذ انقلاب 3 يوليو 2013، لم تعرف سيناء الهدوء؛ حيث تسبب الفشل في معالجة الأوضاع بها إلى الغرق في بحر من الدم الذي لا تظهر في الأفق بوادر بانتهائه.

وكانت البداية مع قرار الحكومة بإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة، ويبلغ طول هذه المنطقة 14 كيلومترا، في حين يتراوح عمقها ما بين أربعمائة متر وألفي متر، وذلك خلال المرحلة الأولى فقط.

ويذكر أنه سبق إخلاء المرحلة الأولى لمسافة 500 متر، تم خلالها هدم 837 منزلًا، و1200 في الثانية، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة الاحتقان بين أهالي رفح بالتحديد، وشمال سيناء بشكل عام؛ بسبب إجبار الأهالي على ترك منازلهم وأراضيهم، والاضطرار إلى الاستئجار في مناطق أخرى.

وكان الإخلاء – إضافة إلى أسباب أخرى على رأسها المعالجة الأمنية فقط وقتل وتعذيب العديد من أبناء المحافظة – السبب الرئيس في تفاقم الأوضاع داخل المحافظة؛ مما أدى إلى تنفيذ عدد غير محصور من العمليات ضد القوات المسلحة في المحافظة، كان أشهرها “كرم القواديس” التي قتل فيها أكثر من 30 جنديا في 24 أكتوبر 2014 ، ومقتل 45 جنديا ومدنيا في هجمات متزامنة أبرزها على الكتيبة 101 بالعريش، وأحدثها تفجير قسم شرطة ثالث العريش، وأقساها ذبح الجندي المصري أحمد فتحي أبو الفتوح، على يد تنظيم الدولة الإسلامية في 11 إبريل الجاري.

شاهد قتل الجندي أحمد فتحي أبو الفتوح:

 

وفي محاولة للتغلب على الفشل في مواجهة الوضع بسيناء قام المشير السيسي في 31 يناير 2015 بتشكيل قيادة موحدة لشرق القناة ومكافحة الإرهاب بقيادة الفريق أسامة عسكر.

وتسببت الأزمات المتتالية في مصر في زيادة أعداد المنتحرين بشكل لم يسبق له مثيل، وكان أحدثهم الشاب عمر أحمد محمد مسعود “29 سنة”، المقيم بشارع أبو خضير بمدينة أبو تيج، الذي انتحر يوم الإثنين 20 إبريل الجاري، على خلفية مروره بأزمات مالية ونفسية كبيرة.

ولم يقتصر الانتحار على الذكور؛ حيث كان انتحار الفتيات حاضرا؛ وتخلص العديد من الفتيات من أرواحهن لأسباب كثيرة، وتكرر مشهد موتهن غرقا على كباري مصر؛ تخلصا من الحياة، وإعلانا للفشل الحكومي في علاج مشاكلهن.

شاهد لحظة انتحار فتاة في النيل:

كما لم يتوقف الفشل في حل أزمات الكهرباء، والأمن الجنائي، وغياب أنابيب البوتاجاز، وارتفاع أسعار الكهرباء، وغيرها من المشاكل التي أدى الفشل في حلها إلى تفاقمها بشكل متصاعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …