‫الرئيسية‬ تواصل اجتماعي نشطاء: مع السياسيين.. الشماتة في الموت مقبولة أحيانا
تواصل اجتماعي - أبريل 22, 2015

نشطاء: مع السياسيين.. الشماتة في الموت مقبولة أحيانا

“لا شماتة في الموت”.. يعتبر الشعب المصري هذه المقولة قاعدة دينية واجتماعية تمنعه من الفرح في موت ألد أعدائه، إلا أن هذه القاعدة شهدت تغييرًا خلال الفترة الأخيرة، حيث أصبح الشباب، خاصة من المعارضين للانقلاب العسكري، يعبرون عن فرحتهم لوفاة أحد المعارضين لهم، وخاصة إذا كان ممن حرض على قتل المتظاهرين السلميين.

وقد شهدت الساحة السياسية والإعلامية والثقافية العديد من حالات وفيات المشاهير، والتي تثير الجدل في كل مرة حول “الشماتة في الموت” التي يبديها الشباب، وكانت وفاة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وشائعة موت الدكتورة نوال السعداوي آخر ما أثار هذا الجدل، حيث أرجع الشباب فرحتهم إلى تاريخهما الملطخ بالتحريض على الدماء والأفكار الهادمة لقيم المجتمع المصري، بحسب تعبيرهم.

تحريض “الخال” على القتل

وأعاد نشطاء مواقع التواصل الأجتماعي نشر مقال لـ”محمود القاعود” بعنوان “عندما يدعو الأبنودي لقتل الأبرياء.. القتل في الهراء العربي الحديث”، والذي نشر سابقا بتاريخ “7 سبتمبر 2013″، والذي اعتبر فيه أن الأبنودي “أحد شعراء السلطة”، بحسب المقال.

وقال القاعود: إن الأبنودي كتب للرئيس الراحل جمال عبد الناصر العديد من الأغنيات التى تشيد به وتجعل منه الزعيم الأوحد، وهو الأمر الذي تكرر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث ألف عنه يمتدح عصره وعدله ويصفه بالنسر المصري.

وأضاف “وكان من الطبيعي أن يحصل الأبنودي على جائزة مبارك فى الآداب التى قيمتها خمسمائة ألف.. لينقلب الأبنودي بعد ثورة يناير ويهاجم مبارك”، مشيرًا إلى أن الأمر تغير بمجرد تولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الأمور، حيث بدأ يهاجمه منذ اليوم الأول له في السلطة.

وكتب الأبنودي، فى شهر أغسطس 2012 عقب تولى الرئيس مرسي بشهر، ما يُسميها مربعات، قال فيها: “إحنا ماطردناش مبارك
ولا حطيناه في سجن
بص في الجورنان.. مبارك نفسه
بس طلع له دقن”.

وأكد القاعود أن الأبنودي ورفاقه من المثقفين اليساريين طالبوا بالانقلاب على د. مرسي، من خلال التركيز على مصطلح “الاحتلال الإخواني”، موضحًا أنه تحول بعد الانقلاب إلى أبرز الداعين لقتل من يرفضون الانقلاب.

واستشهد بما كتبه الأبنودي عقب طلب المشير عبد الفتاح السيسي التفويض لفض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، حيث قال الأبنودي:
وفرصتك بتقل ..
وبيبرد الإحساس ..
لما أنت مش حتحل
نزلت ليه الناس؟؟.

يحث الأبنودي السيسي على سرعة فض الاعتصامات، ويتساءل مستنكرا: “لما أنت مش حتحل.. نزلت ليه الناس؟.

ودعا الأبنودي، قبل ساعات من مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة، السيسي صراحة لقتل المتظاهرين بدلا من أن يخرج هو ليقتلهم:

شايفنكو فى المعمعة صامتين
الصمت جايزة للقاتل
قولولنا: “إحنا مش لاعبين”
فالشعب يطلع.. وِيقاتِل

وبعد المجزرة، خرج الأبنودي ليكتب ما يبرره قائلا:
كل اللى شفناه يا (سوريا) وصَابنا بالحيرة
طلع كلام زور بيتكرر هنا فى مصر
بلاوي (سي إن إن) السودا و(جزيرة)
شُفناه ودقناه مع القتلة فى مدينة نصر.

وفي أبيات أخرى كتب الشاعر الراحل:
ولا مجال للفذلكة.. ولا للبُكا
إحنا اللفندية نحب نكاكي
الجيش سندنا فى الظروف المُهلكة
فاوعى ياعم.. يكَرهُوك فى الكاكي!.

وأضاف:
يا جَابِرِ الكَسْر.. أُجْبُرْ كَسْرَها العَاصِى
داوِيها مِ الوَقْعَة واقْرَالْها (يَسٍ.. والنُّور)
لانا باعْشَقَ الدمّ ولا بَاتْبَاهى بِرْصَاصِى
غِيرْشِ الغَبِى اللّى بِيبْنِى ف كلّ شِبْرينْ.. سُور!!.

شائعة وفاة “السعدواي”

أما نوال السعداوى، فقد أرجع النشطاء فرحتهم بشائعة موتها إلى آرائها الشاذة، والتي تهدم أصول الدين الإسلامي، حيث وصفت الحج وتقبيل الحجر الأسود بأنهما من بقايا الوثنية، كما أعلنت رفضها لوصاية الرجل الزوج على المرأة، هذا إلى جانب مناهضتها للحجاب وتعدد الزوجات.

الصديقان الساخران “رجب” و”حسين”

الأمر نفسه تكرر مع وفاة الكاتب الصحفي أحمد رجب، الذي وافته المنية في شهر سبتمبر الماضى، حيث عبر النشطاء عن فرحتهم لرحيله، وذلك بعد مواقفه المؤيدة للانقلاب العسكري، والتحريض على فض اعتصام رابعة العدوية بالقوة، ومطالبته بعد ذلك بتغيير اسم ميدان ومسجد رابعة إلى اسم آخر؛ بدعوى أن المشاركين في اعتصام رابعة كانوا يتاجرون بالدين.

أما صديقه الرسام الساخر مصطفى حسين، الذي رحل في شهر أغسطس الماضي، فقد تسبب هو الأخر في فرحة معارضيه، وذلك بسبب ارتباط رسوماته الدائم بمدح النظام السياسي القائم، حيث كان من أشد مؤيدي نظام الرئيس الراحل أنور السادات، ثم نظام حسني مبارك، ثم ثورة يناير والمجلس العسكري، وأخيرا دعمه الفني اللا محدود للانقلاب العسكري حتى آخر أيامه.

كما تركزت غالبية إبداعاته ورسوماته في العام الأخير على تقديم صورة شديدة السلبية للشخصية الإسلامية من خلال المرأة المنتقبة أو المحجبة أو الرجل صاحب اللحية، مجاراة لمرحلة ما بعد الانقلاب، وهو ما دفع البعض إلى اتهامه بالحض على كراهية فصيل واسع من الناس وزرع الشقاق في المجتمع.

عبد الله كمال

وبعد وفاة الكاتب الصحفي عبد الله كمال، في شهر يونيو الماضي، تداول النشطاء صورة لجريدة “روز اليوسف”، التي كان يرأس تحريرها قبل وفاته، تحمل مانشت بعنوان: “لمن الحكم اليوم”، وذلك في إشارة إلى المشير عبد الفتاح السيسي بعد فوزه بالرئاسة، وهو ما اثار غضب النشطاء.

وكان كمال من أحد الإعلاميين المقربين لنظام المخلوع مبارك وخاصة نجله جمال مبارك، حيث هاجم ثورة يناير بشدة، واتهم الثوار بالعمالة، وفي أحداث 3 يوليو أيد الانقلاب العسكري ودعا إلى فض معارضيه بالقوة.

“نجم” شماتة مقابل شماتة

أما الشاعر أحمد فؤاد نجم، الذي توفي في ديسمبر 2013، فكانت أسباب النشطاء في التعبير عن فرحتهم لرحيله تتلخص في تأييده لحملة تمرد، والتي صرح أنه قام بتوقيع بـ”16 استمارة” لها، كما كان من أبرز الداعين للانقلاب العسكري.

وفي إحدى اللقاءات التلفزيونية، وصف نجم الرئيس مرسي بـ”الأهطل”، كما وصف نفسه بـ”الحمار” للتصويت له خلال المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية 2012.

شاهد أحمد فؤاد نجم يسب الرئيس مرسي:

كما برر النشطاء شماتتهم في وفاة نجم، بأنه شمت في مقتل آلاف المتظاهرين خلال مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حيث قال: “الحمد لله إن ربنا نجانا وخلصنا من هذه العصابة الخاينة القذرة”، كما غنى لضباط الشرطة فرحًا بما فعلوه أثناء المجزرة.

شاهد شماتة نجم في قتل معتصمى رابعة:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …