‫الرئيسية‬ مقالات ابتسامة المرشد في البدلة الحمراء!!
مقالات - أبريل 22, 2015

ابتسامة المرشد في البدلة الحمراء!!

أرادوا أن يقهروا الجبل الأشم ” فضيلة المرشد” بإظهاره ببدلة الإعدام الحمراء فقهرهم المرشد بابتسامته العذبة الرقراقة، التي تطل من وراء قلب مفعم بالثقة واليقين في موعود الله “النصر أو الشهادة”، فتحمل الأمل للأجيال القادمة “أن وعد الله حق”، وأن نصر الله قادم لا محالة، وأن من يصبر على الأذى والابتلاء في سبيل الله، فلا شك أنه يبلغ وعد الله بالاستخلاف والتمكين في الأرض.

لقد كانت الابتسامة تحمل لسان حال من لا يخشى الموت في سبيل الحق والعدل والحرية، فقال الرجل “والله ما كنا نهذي حين قلنا، والموت في سبيل الله أسمي أمانينا”، ذلك لأن الرجل يدرك أن سيسطر اسمه بأحرف من نور عبر صفحات التاريخ يتناقله الأبناء والأحفاد، ولأنه يدرك عظيم الثواب الذي ينتظره عند رب العالمين يوم يقوم الأشهاد وتجتمع الخصوم.
أرسل الرجل رسالته إلى أتباعه بلغة العيون الضاحكة، أن إذا أنا قضيت فسوف أسبقكم إلى الجنة إن شاء الله، وإن قدر الله لي العيش فسوف نفرح معًا بنصر الله، لأنه لا يقبض الأرواح إلا من خلقها، وإنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، وإن غايتنا في الحياة هي مرضاة ربنا، وما عليكم إلا أن تصبروا وتصابروا وترابطوا، فان فعلتم فإن نصر الله لن يتخلف عنكم.

لقد حاز الرجل بابتسامته تعاطف الجميع، فهو الذي قال في ميدان رابعة وهو يهتف في الجماهير الهادرة “سلميتنا أقوى من الرصاص” وقد كان قادرًا أن يدعو الجماهير إلى أن تعصف بكل منقلب جبار، ولكنه خشي بما قد يحل بالبلاد والعباد من فوضي ودمار، فآثر تحمل الأذى والاعتراض السلمي على الاعتراض العنيف، فكيف يصنع به جلادوه ما يصنعون؟ وهو الذي يدعو إلى كف الأيدي، فينعتونه بما ليس فيه، ومن أين أتى قضاتهم بهذه الأحكام الجائرة؟ وهو الذي يعرف عنه الحلم والوداعة وطيب المعشر.

حظي الرجل باحترام الخصوم قبل الأصدقاء بثباته على المبدأ، وعدم الخديعة بغيره، والإصرار عليه، وهو الذي لو شاء، لأغدقوا عليه العطاء مقابل أن يتنازل عن قيمه وثوابته، ولكن هيهات أن يبلغوا تلك القمم العالية، أو أن يحنوا تلك الهامات السامقة، لأنها لم تنحني إلا للواحد القهار، فماذا عليه لو أزهقوا النفس؟ فليقضوا ما هم قاضون إنما يقضون هذه الحياة الدنيا، وبعدها رضا ورضوان ورب راض غير غضبان.

لقد انتصر المرشد بابتسامته على خصومه، وعري خصومتهم من كل فضيلة، وأثبت قبح فعالهم، وفساد تهمهم، وقذف الله به الحق على باطلهم فإذا هو زاهق.

)هتفرج، هتفرج) بإذن الإله، ونخرج وننعم بنور الحياة، كلمات رددها ولا يزال يرددها فضيلة المرشد على مسامع المعتقلين فيبعث فيهم الأمل والثقة في الله، وعلى مسامع سجانيه فيهزمهم ويقذف في قلوبهم الرعب بما سيحيق بهم من سوء المآل في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …