‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير خمسة مؤشرات على اتصالات سرية لوقف الحرب البرية في اليمن
أخبار وتقارير - أبريل 20, 2015

خمسة مؤشرات على اتصالات سرية لوقف الحرب البرية في اليمن

 

خمسة مؤشرات أو تطورات سريعة حدثت مؤخرا تشير لوجود اتصالات سرية جارية تجمع بين المبادرات المطروحة على الساحة الاقليمية، واحتمالات صرف النظر عن الخيار العسكري البري في اليمن نهائيا، وقرب إعلان حلول سياسية تضمن لكل طرف (السعودية والتحالف العربي) و(الحوثيون ومن خلفهم إيران) جزءا من المكاسب، بحيث لا يظهر كأنه خسر المعركة بالكامل. 

أما حرب التصريحات الساخنة التي صدرت مؤخرا من مرشد الثورة الايرانية ثم زعيم حزب الله حسن نصر الله وأخيرا خطاب عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين مساء الاحد 19 أبريل، وما واكبها من تصريحات سعودية أن الحرب لن تتوقف حتى تحقق أهدافها، بانسحاب الحوثيين والاعتراف بشرعية الرئيس هادي، وكلها تصب في خانة التحذير من أن الازمة اليمنية ستطول، وان الحرب ستزداد شراسة، وان لا حلا سياسيا في الافق، فيبدو أنها (التصريحات) تأتي في إطار محاولة كل طرف الحصول علي أكبر مكسب ممكن قبل اكتمال وإعلان هذه الخطة ربما بوساطة أمريكية وعمانية.

هذه المؤشرات هي:

(الأول): تأكيد المغرد السعودي “مجتهد” الذي يعتقد أنه قريب من دوائر صنع القرار إن: اتصالات سرية تجري بالفعل بين السعودية والحوثيين للتوصل إلى حل يحفظ مكاسبهم في اليمن، وبما يُبقي للحوثيين مكاسبهم من دون أن يظهروا بمظهر المنتصر، وأن الترتيب يقضي بإنشاء مجلس رئاسي برئاسة رئيس الوزراء ونائب الرئيس اليمني “خالد بحاح” يضم كل القوي السياسية بما فيهم الحوثيين، وبقاء قوات الحوثيين في الأماكن التي تمدّدوا لها في الشمال فقط (دون الجنوب) ومشاركتهم في إدارتها، وإشارته أن “ترشيح بحاح يأتي كبادرة حسن نية من السعودية لتسهيل التفاهم لأنه مقبول للحوثيين وكان مرشّحهم في المراحل الأولى بعد دخولهم صنعاء”.

وأنه يجري حالياً ترتيب الأمور مع الولايات المتحدة لتوجيه مجلس الأمن باتخاذ قرار بدعم الحل السلمي في اليمن بنفس الخطوط المذكورة أعلاه لإعطائه شرعية دولية، بعدما أبدت القيادة السعودية ليونة فرضتها مدة القصف (الاسبوع الرابع) من دون إيقاف تمدّد الحوثيين، ورفض الباكستانيين المساعدة، وبعدما تبيّن أن القوة الوحيدة القادرة على مواجهتهم (الحوثيين) هي تنظيم “القاعدة”، ما يعني ان استمرار الحرب يعني تمدد القاعدة.

إلا أن مجتهد قال إن: “المطلعون على التفاصيل يقولون إن الخلاف على بقاء الحوثيين داخل مدن الجنوب سيكون سببا في فشل التفاهم وربما تسير الأمور باتجاه التصعيد البري”.

(الثاني): أن هناك اتصالات أمريكية سعودية مكثفة شهدت تحذيرات أمريكية -مدعومة من الامارات – للرياض بأن الحرب البرية ستكون بركان يلتهم المنطقة ككل وقد يحدث هجوم حوثي على حدود السعودية، وهذه بدأت باتصال الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يوم الجمعة الماضية، والاتفاق على أن “التوصل لحل سياسي من خلال التفاوض ضروري لتحقيق استقرار دائم في اليمن”، مع “التزام الولايات المتحدة بأمن السعودية”.

ويري مراقبون أن الحل المطروح هنا أشبه بصيغة “لا غالب ولا مغلوب”، ما قد يضر بعاصفة الحزم ويظهرها بالفشل ويقلص من نفوذ الملك سلمان الذي يتردد أن واشنطن ترغب في تحجيمه وعقابه لأنه تحرك في اليمن بدون انتظار للدور الأمريكي الذي كان منكفأ على مفاوضات نووية مع إيران، ولكن يجري إخراجه في صورة “حل سياسي”، هو تعبير دبلوماسي ملطف عن اجواء “الخلاف والاختلاف” بين الطرفين.

وكانت الولايات المتحدة قد انتقلت إلى المقعد الخلفي مع بدء عاصفة الحزم، ولزمت الصمت، بسبب رغبتها في عزل المفاوضات التي تجريها مع إيران في الشأن النووي عن الصعوبات الأخرى والتوصل إلى اتفاق، ولذلك أعلنت الإدارة بأنّها لن تطرح قضية الأحداث في اليمن والتدخّل الإيراني فيها أمام الإيرانيين خلال المحادثات النووية. 

وتلاحظ تدخّل إدارة أوباما من وراء الكواليس في العملية، وكانت تصريحات الإدارة بخصوص ما يحدث في اليمن ضعيفة نسبيّا، وكان التدخّل العسكري الأمريكي واهنًا في صورة تقديم مساعدة استخباراتية ولوجستية (عمليات البحث والإنقاذ) للقوات العربية من خارج الاراضي اليمنية.

ولكن بعد توقيع الاتفاق النووي مع ايران، بدأت التدخلات الأمريكية والاتصالات المكثفة من أجل وضع حل سلمي وإنهاء الحرب، عبر معادلة تضمن “مكاسب وخسائر” للإيرانيين (حلفاؤهم الجدد) والسعوديون (حلفاؤهم القدامى).

(الثالث): تزايد الضغوط من جانب الدول الغربية والأمم المتحدة وتنسيق أمريكي إماراتية للضغط على المملكة للقبول بدور للرئيس السابق علي صالح ونجله في الحل السياسي، والتخلي عن الاعتماد على إخوان اليمن (حزب الاصلاح) خشية إخلاء الساحة للإخوان ولتنظيم القاعدة الذي استفاد من الانقلاب الحوثي في تعظيم قواته على الارض، لو استمرت الحرب وتطورت لحرب برية.

وضمن هذا تأكيد صحيفة “العرب” المملوكة للإمارات في لندن الأحد 19 أبريل نقلا عن “مصادر” أن الاتصالات التي أجراها رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا والصين بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز “تركزت حول وقف غارات عاصفة الحزم، وإعطاء موافقة سعودية على عودة فرقاء الأزمة في اليمن إلى الحوار على أساس المبادرة الخليجية”.

وتأكيدها “إن اتصال رؤساء الثلاث دول الكبرى بالعاهل السعودي يكشف رغبة دولية في الوصول إلى حل للأزمة اليمنية، مع مراعاة الموقف السعودي وبقية دول تحالف عاصفة الحزم ذات الثقل السياسي والاقتصادي الإقليمي والدولي”، وأن الدول الأعضاء في مجلس الأمن ستعمل على وقف الحرب، سواء القصف الجوي لدول التحالف أو المعارك البرية بين الحوثيين واللجان الشعبية، وذلك “من خلال القرار الأخير لمجلس الأمن والمبادرة الخليجية كأرضية لأي انتقال سياسي”.

ويلاحظ أن وكالة “رويترز” نشرت خبرا يوم 11 أبريل يقول أن “أمريكا تعزز تبادل معلومات المخابرات مع السعوديين بشأن اليمن”، وحرصت علي تأكيد أن “الدعم الأمريكي العسكري للسعودية يأتي عبر الإمارات”، وقيل أن تعزيز هذه المساعدة “يأتي بعد أن أخفقت إلى حد كبير الغارات الجوية التي تشنها السعودية وحلفاء آخرون، منذ أسبوعين، في وقف تقدم المقاتلين الحوثيين المرتبطين بإيران”، فيما يبدو تسريب معلومات عن فشل عاصفة الحزم لإجبار السعوديين علي وقفها.

ولم تنس الوكالة أن تنقل عن “المسؤولين الأمريكيين: “إن المساعدة الموسعة تتضمن بيانات مخابرات حساسة ستسمح للسعودية بتحسين مراجعتها لأهدافها في القتال الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى، وتشريد عشرات الآلاف منذ مارس الماضي”، وهوما يصب في خانة تأكيد ما تقوله منظمات حقوقية وإغاثية عن كارثة تسببها الضربات السعودية ومن ثم ضرورة وقفها!.

(الرابع): أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الدكتور بدر عبد العاطي أنه تم الاتفاق بين وزير الخارجية سامح شكري ووزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري والمملكة الأردنية الهاشمية بعقد اجتماع ثلاثي مشترك بينهم في نيويورك يوم 27 (أبريل) الجاري في إطار التنسيق والتشاور القائم بين الدول الثلاث حول الأوضاع في اليمن، وذلك في ضوء مشاركة كل من مصر والأردن في عملية عاصفة الحزم، وأخذاً في الاعتبار حرص ورغبة الولايات المتحدة في عقد هذا الاجتماع الثلاثي الخاص بهدف التباحث مع مصر والأردن حول تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن لدورهما الرئيسي هناك وحرص الولايات المتحدة على التنسيق الكامل مع أعضاء الائتلاف الدولي الداعم للشرعية في اليمن.

والملفت أن هذا اللقاء الثلاثي العربي حول اليمن مع أمريكا لا يضم السعودية، صاحب قرار الحرب، ما يشير لاحتمالات تنسيق حلفاء أمريكا الثلاثة – الذين توجد خلافات مكتومة بينهم وبين الرياض – لحل أمريكي يصب في خانة الضغط على الرياض لوقف الحرب وعدم تمددها لحرب برية وتقديم تنازلات للوصول لحلول سياسية.

ولا يعرف هل سيكتفي بهذا اللقاء بدلا من اللقاء الذي يجري ترتيبه بين الاماراتيين والادارة الأمريكية في هذا الشهر، وهل سيكون بديلا أيضا عن قبل القمة الأميركية الخليجية المقررة في كامب ديفيد 13 مايو المقبل، والتي ينتظر أن تنظر في الحل السلمي، وسوف تتضح فيها للقادة الخليجيين سياسة أوباما تجاه إيران وأمن الخليج، أم أن قمة 27 أبريل مقدمة للتنسيق بين رافضي الحرب البرية، للضغط على السعودية خلال قمة مايو.

ولا يستبعد أن تكون زيارة مدير المخابرات الأمريكية للقاهرة الأحد 19 أبريل ولقاءه الرئيس السيسي ومدير المخابرات المصرية خالد فوزي، لها صلة بالساحة اليمنية والتصدي لتمدد تنظيم القاعدة هناك بوقف الحرب السعودية، فضلا عن التنسيق ضد داعش في سيناء (ولاية سيناء).

(الخامس): صدور تقارير من منظمات دولية وإنسانية – بهدف الضغط علي المملكة – تتحدث عن كارثة إنسانية تتهدد اليمنيين جراء الحرب وحصار تفرضه السعودية يؤدي لكارثة إنسانية، منها اصدار 18 خبير وباحث أمريكي وبريطاني بجامعات هارفارد وأكسفورد وكولومبيا، رسالة للعالم يحذرون فيها مما قالوا إنه “احتمالية وقوع كارثة إنسانية في اليمن” لأن أهداف الحملة تشمل المدارس والمنازل ومخيمات اللاجئين وشبكات المياه ومخازن الحبوب والصناعات الغذائية، ومحذرين في خطابهم من أن “هذا يتسبب على الأرجح في أضرار بالغة للمواطنين العاديين في اليمن مع عدم إمكانية دخول الأغذية والدواء بالقدر الكافي”.

والملفت هنا أن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية التي نشرت تفاصيل الرسالة خطاب الأكاديميين الـ 18 الخاص بإدانة الحملة العسكرية السعودية على الحوثيين في اليمن، واصفين إياها بأنها “غير شرعية بموجب نصوص القانون الدولي”، ذكرت في تقريرها إن الموقعين على الخطاب، “يحضون المسئولون الأمريكيين والبريطانيين بالإسراع في الدفع باتجاه استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بـ “وقف إطلاق النار فورا وبدون شرط”.

كما أن هذه التقارير تزامنت مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) أن توقف جميع الأطراف في اليمن إطلاق النار فورا، وهي المرة الأولى التي يوجه فيها نداء من هذا النوع منذ بدأت حملة القصف الجوي التي تقودها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران قبل ثلاثة أسابيع، وسط أنباء عن رفض دول الخليج لهذه الدعوة.

وتأثر الأمين العام للأمم المتحدة الواضح بالمبادرة الإيرانية لوقف إطلاق النار في اليمن، والتي جاءت بعد أن فشلت طهران في التحرك لإنقاذ الميليشيات المرتبطة بها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …