‫الرئيسية‬ عرب وعالم التهديدات تشتعل بين الإمارات وباكستان وتوقعات بانهيار تحالف العاصفة
عرب وعالم - أبريل 13, 2015

التهديدات تشتعل بين الإمارات وباكستان وتوقعات بانهيار تحالف العاصفة

في خلاف نادر بين باكستان وحلفائها من الدول الخليجية، بدأت موجة من الاتهامات والتهديدات تتصاعد مؤخرا بين كل من “الإمارات” وباكستان، بسبب القرار الذي اتخذه البرلمان الباكستاني، الجمعة الماضية، برفض المشاركة في عاصفة الحزم الخليجية ضد معاقل الحوثيين في اليمن.

وبالرغم من أن الموقف الباكستاني شكل صدمة للرياض وأثار حفيظتها، إلا أنها حاولت التقليل من أهميته بالقول: إنه قرار البرلمان وليس الحكومة، غير أن حليفا آخر وهو الرياض كان أكثر حدة، إذ وصف وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش موقف إسلام آباد بالملتبس والمتناقض.

وأَضاف “قرقاش”- عبر حسابه الشخصي بموقع تويتر- “أن أهمية طهران لإسلام أباد وأنقرة تفوق أهمية دول الخليج”.

وتحدث قرقاش بلهجة تشبه التهديد حين قال: إن المواقف المتناقضة والملتبسة في هذا الأمر المصيري تكلفتها عالية.

باكستان ترفض تهديدات الإمارات

بدورها هاجمت باكستان دولة الإمارات، واعتبرت أن تصريحات الوزير الإماراتي تعد تهديدا مباشرا لمصالحها.

وأبدى وزير الداخلية الباكستاني “شودري نصار علي خان رد”، مساء اليوم الأحد، استنكاره لتصريحات وزير الشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، التي هاجم فيها رفض البرلمان الباكستاني مشاركة بلاده في عاصفة الحزم، واصفا هذا القرار بأنه “متناقض وخطير وغير متوقع، ومؤكدا أنه سيكون له ثمن باهظ” بحسب وصف قرقاش.

وفي رسالة شديدة اللهجة، اتهم وزير الداخلية الباكستاني، مساء اليوم، دولة الإمارات بإصدار تهديدات لبلاده، وهو ما اعتبره مرفوضا جملة وتفصيلا.

وقال الوزير الباكستاني في رسالته: “إنه ليس من السخرية فقط، بل أمر مثير للتفكير العميق أن يطلق وزير إماراتي تهديدات ضد باكستان”، وتابع قائلا: “إن التصريح الذي أصدره الوزير الإماراتي يعتبر انتهاكا صارخا لكل الأعراف الدبلوماسية السائدة والمستندة إلى مبادئ العلاقات الدولية”.

ومضى بالقول: “إن باكستان دولة محترمة ولها علاقات أخوية مع شعبي الإمارات والسعودية، ولكن هذا التصريح الذي صدر عن الوزير الإماراتي يعتبر إهانة لذات باكستان وشعبها، وهذا أمر لا يمكن قبوله أبدا”.

وكان البرلمان الباكستاني قد صدَّق، يوم الجمعة، بالإجماع على مشروع قرار يدعم التزام الحكومة بحماية السعودية من المتمردين الحوثيين اليمنيين، ولكنه يرفض طلب الرياض مشاركة قوات وسفن وطائرات باكستانية في الحرب الدائرة في اليمن، وعقب هذا التصديق هاجم وزير الشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش دولة باكستان وأدلى بالتصريحات السابقة.

مؤشرات بانهيار التحالف العشري

ويؤكد مراقبون أن هناك عدة عوامل بدأت في الظهور مؤخرا، تشير إلى إحتمالية انهيار التحالف العشري لمحاربة الحوثيين المكون من الدول الخليجية (السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت) إلى جانب (السودان والمغرب، وباكستان، وتركيا، ومصر).

ومن بين تلك المؤشرات بحسب المراقبين، انسحاب باكستان الأوليّ من المشاركة في تلك العاصفة، حتى ولو كان انسحابا عسكريا فقط، كما أن طول أمد تلك الحرب قد يدفع دولا أخرى إلى الانسحاب من هذا التحالف، خاصة وأن الدوائر الرسمية السعودية تخشى من محددات عامل الوقت وفاتورة التكاليف من جهة، ومن جهة أخرى حجم الرهانات والمكاسب الذي يتوقع كل طرف أن يصل ويحصل عليها كمقابل لمشاركته بهذا التحالف المشارك بالعدوان على اليمن.

وإلى جانب المؤشرات السابقة، فإن اختلاف أهداف وطرق الحرب بين الدول المشاركة في العاصفة قد يدفع التحالف للانيهار، حيث يؤكد مراقبون أن الهدف السعودي البحريني يختلف بالمطلق عن الهدف القطري أو الإماراتي المصري، رغم اتفاقهم جميعا على بعض الرؤى للحلول، ولكنهم يختلفون بالفعل حول الطريقة والأسلوب وطبيعة البديل الأنسب لهذه الحلول في حال تعثرها، كما أن هناك اختلافا حقيقا على المشاركة البرية في تلك العاصفة وتوقيتها، وهو ما بدأت تظهر معالمه بالفترة الأخيرة.

وبالإضافة إلى كل العوامل السابقة، هناك أيضا عامل محدد، وهو الوقت، الذي تحدثت عنه الكثير من دوائر صنع قرار هذا التحالف، والذي قدرته هذه الدوائر حينها- كما تسرب لوسائل الإعلام- بشهرين إلى ثلاثة أشهر لحسم المعركة باليمن، ووقف تمدد الحوثيين جنوب اليمن ومركزه عدن.

ولكن من الواضح ومع مرور الوقت أن العمليات بدأت تشهد انتكاسات عدة، وخصوصا بعد تواصل التمدد الحوثي في أنحاء عده باليمن.

كما يؤكد المراقبون أن التكلف الباهظة لعاصفة الحزم وحجم الرهانات والأهداف والمكاسب التي يتوقع كل طرف من هذه الأطراف أن يصل إليها كمحصلة لمشاركته بهذه الحرب وهذا الحلف ستلقي بظلالها بشكل واسع على مسار العاصفة

ويعتبر المراقبون أن عوامل الوقت وفاتورة التكاليف وحجم الرهانات لكل طرف مشارك بهذا التحالف، بالإضافة إلى حجم الدمار والخسائر المتوقعة باليمن وو..إلخ. جميع هذه الأسباب والمحددات ستكون سببا واقعيا ومنطقيا لانهيار هذا التحالف على المدى البعيد إن لم تنتبه السعودية لذلك في القريب العاجل، وتحاول التوافق على كل النقاط وتحديد سقف زمني لتلك الحرب.

لماذا باكستان مهمة للعاصفة؟

وبحسب مراقبين، فإن هناك عدة أسباب كانت وراء حرص السعودية الدائم على مشاركة “باكستان ” في عاصفة الحزم الخليجية ضد معاقل الحوثيين في اليمن تتمثل في الآتي:

1ــ قوة الجيش الباكستاني مع الحديث عن تدخل بري في اليمن.

2ــ موقع باكستان، كونها الجارة الشرقية لإيران، وبمشاركتها يصبح التحالف على الحدود مع طهران.

3ــ محاولة الرياض التأثير على التقارب الأمريكي الإيراني بتشكيل تحالفات جديدة في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …