‫الرئيسية‬ منوعات القرآن في (آيا صوفيا) بعد انقطاع 85 عاما
منوعات - أبريل 11, 2015

القرآن في (آيا صوفيا) بعد انقطاع 85 عاما

اهتمت وسائل الإعلام العالمية بخبر قيام إمام تركي، للمرة الأولى منذ 85 عاما، بقراءة سورة من القرآن الكريم داخل مسجد “آيا صوفيا”، الذي حوله العلمانيون في تركيا إلى متحف بعد إسقاطهم الخلافة الإسلامية في عهد كمال أتاتورك.

وتحت عنوان (القرآن يصدح في متحف “آيا صوفيا” للمرة الأولى منذ 85 عاما)، قالت وكالة الأناضول التركية، إنه بمناسبة افتتاح معرض “النبي محمد في ذكرى مولده الـ1444” ضمن فعاليات أسبوع المولد النبوي الشريف لعام 2015، قامت رئاسة الشئون الدينية التركية، يوم الجمعة، بافتتاح معرض كبير في “آيا صوفيا” بمدينة إسطنبول، وذلك بالاشتراك مع وزارة الثقافة والسياحة.

وتم افتتاح المعرض بتلاوة آيات من القرآن الكريم داخل الجزء الداخلي لمسجد “آيا صوفيا” للمرة الأولى منذ 85 عاما، بعد أن تحول المكان من مسجد في السابق إلى متحف في الوقت الحالي.

وشارك في حفل افتتاح المعرض كل من رئيس الشئون الدينية “محمد غورمز”، ووالي مدينة إسطنبول “واصب شاهين”، وعدد آخر من المسئولين الآخرين، وهو حدث أبرزته وسائل الإعلام العالمية.

ورتل الإمام التركي القرآن لأول مرة منذ 85 عاما في المسجد الذي حُوِّل إلى متحف في عام 1923 من القرن الماضي.

تاريخ ونشأة “آيا صوفيا”

وتعود قصة بناء كنيسة آيا صوفيا إلى عام 360م، حيث قرر الإمبراطور قسطنطين الأكبر بناء كنيسة ضخمة، وسميت في البداية باسم الكنيسة الكبيرة، ثم سميت بعد القرن الخامس هاغيا صوفيا أي (مكان الحكمة المقدسة).

وظلّت أيا صوفيا كنيسة على مدار الدولة البيزنطيه لمدة 916 عامًا، تقوم فيها بمهام الكنيسة الشرقية في العالم القديم، وترعى المذهب الأرثوذكسي، ونالت كل الاهتمام والرعاية من مسيحيي الشرق ومناطق شمال شرق أوروبا وهضبة البلقان، إلى أن تحولت إلى مسجد بعد فتح القسطنطينية عام 1435.

الفتح الإسلامي يحوله لمسجد

وبعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح عام 1435 ميلادية، قام السلطان محمد الفاتح بشراء الكنيسة من بين أملاك الروم في مدينة “إسلام بول”من ماله الخاص، وأمر بتحويله لمسجد جامع للمسلمين بعد أداء أول صلاة له فيها، وهي صلاة ركعتين شكرا لله، وجعله وقفا للمسلمين.

وصدرت فتوى من علماء الأمة آنذاك تجيز تحويل الكنيسة لمسجد والاستفادة منها بدلًا من تركها على حالها المهجور.

وأمر الفاتح بإزالة الصليب من أعلى القبة ومن الأماكن البارزة، وأضيف للمبنى مآذن من الخارج، وتركت الزخارف والنقوش المسيحية على الجدران والسقف دون تغيير حتى يومنا هذا، لكن المسلمين وضعوا غطاء فوق هذه الصور دون إزالتها، وكُشف عنها بعد ذلك عندما أصبحت متحفًا.

ومن وقتها وحتى عام 1935، يعد المسجد من أبرز معالـم مدينة الإسلام، وأحد الآثار العظيمة التي بقيت شاهدة على العنفوان العثماني في مواجهة دولة البيزنطيين، في ملحمة “القسطنطينية” التي سجلها التاريخ لواحد من أقوى الحصون الأوروبية.

ويؤكد المؤرخون أن مسجد “أيا صوفيا”ــ بقبابه ومآذنه العاليةــ يحكي قصة أشهر مسجد ومعلم إسلامي في تاريخ الخلافة العثمانية، ومن ورائها دولة الأتراك الحديثة.

أتاتورك يقلبه إلى متحف

وبعد سقوط الخلافة الإسلامية في تركيا، أمر مصطفى كمال أتاتورك عاما 1935بتحويل مسجد أيا صوفيا إلى متحف يضم المئات من الكنوز الإسلامية والمسيحية، وأصدر قانونًا يمكنه من إقامة الشعائر الدينية بشكل رسمي فيه.

ويظل المسجد متحفا حتى يومنا هذا، كما يعد من أهم المعالم التاريخية في تركيا، حيث يقع في مكان بارز على أعلى ربوة مطلة على نقطة التقاء مضيق البوسفور بمضيق القرن الذهبي في القطاع الأوروبي من إسطنبول.

طلب إعادته كمسجد

في 31 مايو 2014م، نظمت جمعية تسمى “شباب الأناضول” فعالية لصلاة الفجر في ساحة المسجد تحت شعار “أحضر سجادتك وتعال”، وذلك في إطار حملة داعية إلى إعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد، وكانت الجمعية قد ذكرت أنها قامت بجمع 15 مليون توقيع للمطالبة بإعادة المتحف إلى مسجد، وبالفعل أدى آلاف المسلمين الصلاة أمام متحف أيا صوفيا في شهر يونيو 2014، بعد حظر استمر عقودًا بعد قانون يعود إلى عام 1934 يمنع إقامة شعائر دينية في المتحف.

ويحتل الجامع العريق مكانًا بارزًاــ أعلى ربوة عند التقاء مضيق “البسفور” بمضيق “القرن الذهبي” في القطاع الأوروبي من مدينة “إسلام بول”ــ وهو عبارة عن مبنى ضخم، مربع الشكل، مرتفع الحوائط والجدران، تتوسطه قبة ضخمة مركزية، محاطة بمجموعة من القباب الصغيرة المساعدة، وترتفع أربع مآذن مختلفة الأشكال في زوايا الجامع الأربع، ويتساءل مراقبون ونشطاء: هل سيتحول المتحف إلى مسجد كما كان؟ أم سيظل متحفا على وضعه الحالي؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …